الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

بعد الكسر الذي تعرض له الممثل عبد الإلاه عاجل.. بوسلهام الضعيف يرصد سؤال الحوادث في المسرح

بعد الكسر الذي تعرض له الممثل عبد الإلاه عاجل.. بوسلهام الضعيف يرصد سؤال الحوادث في المسرح الحخرجان المسرحيان عبد الإله عاجل (يمينا) وبوسلهام الضعيف

تعرض المخرج والممثل المسرحي عبد الإله عاجل لحادث نتج عنه كسر، وذلك أثناء تشخيصه لدور في مسرحية "المقال الأخير" ليلة الاثنين 18 أكتوبر 2021، بمسرح محمد الخامس، نقل على إثرها لمستشفى ابن سينا بالرباط.. وستجرى له عملية جراحية اليوم الأحد 19 أكتوبر 2021...

ومسرحية "المقال الأخير" هي من إخراجه، ويقوم بتشخيص أدوارها كل من:  نجوم الوزهرة، سعاد خوي، عبد الإله عاجل.

وتفاعلا مع ما أصاب الممثل والمخرج عبد الإله عاجل كتب المخرج المسرحي بوسلهام الضعيف تدوينة على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "أنفاس بريس" تنشرها في ما يلي:

 

"سمعت بخبر الحادث الذي وقع للصديق الفنان المسرحي عبد الإله عاجل، هذه الليلة بمسرح محمد الخامس بالرباط، الذي أتمنى كل الصحة والعافية وأن يتجاوز هذا العطب لكي يعود إلى الخشبات متألقا ومنتشيا بإبداعاته وعطاءاته إليه، وإلى كل المسرحيين الذين يحملون جمرة الإبداع بكل عشق وألم، أهدي هذا النص القصير الذي كتبته من وحي هذه اللحظة الأليمة .

 

الحوادث في المسرح

كيف نتقبل الحوادث في المسرح، وخصوصا تلك التي تكون أليمة، ليس للشخص فقط، ولكن لحياة عرض مسرحي تحكم عليه بالتوقف. هي نادرة وكثيرة عبر العالم. لحظة وقوعها تربك الجمهور، تجعله يتساءل هل هذا حقيقي أم تمثيل؟ ربما لعبة مفبركة من صناع العرض تجعلنا نعيش الوهم (الحادثة ) كحقيقة. كثيرة هي الحوادث التي جعلت الجمهور يضحك بينما الممثل الضحية يتألم عن فعل حقيقي وليس مفتعلا. في مباريات الرياضة يتعود الجمهور دائما على الحوادث، بل هي جزء من اللعبة، فهناك طبيب الفريق الذي هو مستعد دوما للهرولة إلى مكان الحادث وفي يديه حقيبة قصد القيام بالإسعافات الأولية. ثم هناك سارة الإسعاف الرابضة جنب الملعب في الحالات الحرجة، وحتى اللاعب بدوره هو مستعد للتغيير الاضطرارى على إثر أي وعكة. يخرج من الرقعة محمولا على سرير الإسعاف أو وهو يتحرك بصعوبة، ليخرج على إيقاع الهتاف والتصفيق، ليدخل مباشرة اللاعب البديل، لتستمر المباراة، ويستمر تمثيل اللعب. إنها فرجة الحوادث الأليمة، الحوادث فيها جزء من اللعب، فالعنف مستباح ومقبول يلبي الغريزة الجماعية للجماهير المشتاقة إلى رؤية الدم.

في المسرح ليس ثمة بديل للممثل، ليس ثمة تواطئ على بيع الألم.

في المسرح لا نمثل.

التمثيل يكون عنصرا مهما في المباراة الرياضية، فلكل دوره ومجال تدخله، فاللاعب يمارس التمثيل (بمعناه السطحي)، تمثيل ليبرر عيائه أوغيابه، وقد يسقط اللاعب في لحظات معينة وهو يصرخ متألما دون ألم قصد تضييع الوقت، فيصرخ الجمهور: (أنوض باركة من التمثيل..)

المسرح مثل الحياة، عندما يقع عطب لمن يؤدي الشخصية، يتوقف العرض، تتوقف الحياة.

هي الحوادث في المسرح نادرة ولكنها عندما تقع في غياب منا، تنبهنا إلى أن المسرح في دفقه ودمائه ونبضه هو الحياة فعلا".