الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: إعفاء نبيلة.. مراكش أبعد من الرباط يا فاطمة الزهراء

محمد الشمسي: إعفاء نبيلة.. مراكش أبعد من الرباط يا فاطمة الزهراء محمد الشمسي

بلغة ألعاب القوى فالحكومة "دارت فُّو دِيبّار"، لولا أن الملك أعادها لنقطة الانطلاقة بإعفاء وزيرة الصحة نبيلة الرميلي وهي أول وزيرة يجري إعفاؤها قبل أن تقعد على كرسي الوزارة.

 

يبررون الإعفاء بأنه مرتبط بمنصب العمدة الذي تتبوأه السيدة نبيلة رميلي في مجلس مدينة الدار البيضاء، وأن السيدة العمدة عليها التفرغ لمشاكل الدار البيضاء التي لا تعد ولا تحصى، وأن مقاليد الوزارة ستُشتت فكر وتركيزها وأنها ستتيه ما بين المهمتين، وأنها هي من طلب الإعفاء، وفي الحقيقة يصعب هضم هكذا مبرر....

 

لكن إذا كان إعفاء وزيرة الصحة راجع لكونها مثقلة بحمل عمودية الدار البيضاء، فهذا ينطبق كذلك على زميلتها الوزيرة فاطمة الزهراء المنصوري التي هي وزيرة الإسكان وسياسة المدينة، وفي نفس الوقت هي عمدة مراكش، وإن كان على المسافة فالدار البيضاء أقرب إلى الرباط ، وإن كان على أهمية المدينتين فمراكش عالمية ولا تقل أهمية عن الدار البيضاء، حتى أن هناك من يعرف المغرب بمراكش، وهناك من يعرف مراكش ولا يعرف المغرب، وهناك من لا يعرف في المغرب غير مراكش...

 

لعلها لعنة تجميع المناصب وتعددها في يد مسؤول واحد مع سابق إصرار وترصد، فالمسؤول "السيزيفي" الحامل لكراسي عدة فوق كتفيه يحتاج لأن يكون "باطمان" أو "سبايدر مان" أو "سوبير مان" أو عفريتا من عفاريت سيدنا سليمان  كي يحضر الاجتماع هنا، ثم يطير إلى الاجتماع هناك، وكي يقرر هنا ثم يقرر هناك، وكي... وكي، ثم إن في إسناد أكثر من في منصب لمسؤول واحد تبخيس لكفاءات أخرى كانت ستمنح القطاع حيوية أكثر لو أتيحت لها الفرصة، ثم إنه سلوك يُظهر الوطن وكأنه لم يلد غير كفاءة واحدة تحتكر عدة مناصب... وفي نهاية المطاف تكون الإنتاجية ضعيفة بل منعدمة، وينتعش المسؤول وتبهت المسؤولية.

 

أعود للوزيرة والعمدة فاطمة الزهراء المنصوري، وأسألها، كيف ستزاوجين بين عمدة مراكش وبين الحقيبة الوزارية في الرحلة صوب الرباط؟ إذا كانت الرباط لا تبعد على الدار البيضاء سوى بساعة إلا ربع من الوقت، ورغم ذلك أعفيت العمدة نبيلة من الوزارة، فكيف هو الحال في رحلة بين مراكش والرباط تستغرق حوالي أربع ساعات؟ وهل عمودية مراكش بالمنصب الهين؟ أليس لمراكش همومها ومشاكلها كانت قد جرت عمدتها السابق نحو قفص الاتهام؟ وما هي الميزة التي تميزك عن عمدة الدار البيضاء تخول لك الجمع بين المنصبين معا؟ لاسيما وأن السكن والتعليم والصحة والشغل هو الكابوس الجاثم على أنفاس المواطنين، وهو الصخرة التي حطمت أمواج الحكومات المتعاقبة.

 

في الختام لا حرج في الانطلاقة الخطأ، لأن هناك رياضيون حطموا أرقاما قياسية بعد الانطلاقة الخطأ لكن تكرار الخطأ يجلب الفشل والإقصاء من المسابقة...

 

"وا للا فاطمة الزهراء واش فهمتيني ولا لا" إلى إعفاء قريب...