السبت 20 إبريل 2024
منبر أنفاس

عبد اللطيف برادة: إنه حجاب الوهم

عبد اللطيف برادة: إنه حجاب الوهم عبد اللطيف برادة
إلى أي اتجاه ستركض يا أيها المحارب النبيل
هل قد وصل بك الغرور الى درجة الدوران
قد تدعي في يوم ما ربما إنك بطلا بلا منازع؟
قد أصبحت الآن لا تبالي حتى بما يجول من حولك من أحداث جسام
ربما قد تدعي ما لم يدعيه أحد من قبلك
فلما تتقلب في رأيك
إذ ان لك في كل يوم موقف يختلف عما سبق
إذ لم يكن المرء رصين الطبع فكيف يجوز له أن يسلك طريق الحق
افتح عينيك وستبدو لك الاشياء على عكس ما كانت تبدو لك
ربما قد يستطيع قلبك بعد حين النظر الى أبعد من انفك؟
أعلم أيها المحارب ان الذين يستطيعون التغلب على الصعاب وحدهم يستطيعون طرق باب المجد
وحدهم هؤلاء يستطيعون اختراق عتبة المعبد
من البديهي أن كل من لا يطيق تحمل عبئ الحرب لن يتذوق أبدا نشوة الانتصار
انتبه فآفة الجهل تغمر الأرض كلها الآن
والجهل هو من يعيق الطريق لكل من انحرف عن المسار
أحرص أن لا تنجرف ايها المحارب بفعل اللامبالاة
استخدم العقل وتوجه حيث تنتظرك المعركة الحاسمة من أجل نصرة الغد
فلا تتقاعس وابحث مليا عن دليلك
ذلك الذي سيقودك الى طريق الخلاص
أطرق كل الأبواب وأدرك الحكمة التي ستحررك من القيد
أعلم ان هناك حيث يشع الضوء الساطع سيختفي الظلام
اذهب حيث لا يوجد أحد في حالة سكر من شدة الوهم
سوف تجد هناك يا محارب شلة من أصحابك المؤمنين
أستدر عينيك، افتح قلبك تجاه الشخص الذي يستحق التفكر فيه
أنصت الى نداء الهمس الذي لا يمكن تمييزه إلا من لدن صاحب الحس المرهف
استعن بالحكمة التي ستزيل هذا الحجاب المنسوج من الوهم
تخلص ممن يخفي عليك الحقيقة
ذلك الذي يلفق كل انواع من الأكاذيب
وهي في الأخير كلها حجج نسجت من الجهل
الكبرياء هو الداء القاتل بالفعل
إن لم تتخلص منه انت بدورك قد يجرك الى اقتراف الشر
إنها سلسلة من اعمال الفساد الذي يلف الليل المظلم
جهلك الذي انغرس بداخلك هو الذي أدى الى عميك أمام الحقيقة التي تواجهك
غالبًا ما يكون هذا الجهل هو عدوك في الحب
غيور الى درجة الكراهية اصبحت الان
انها لمن الضلالة بعينها ان تحاول ان تمتلك من خلق الله وهو انسان حرا مثلك
هذه ملابس الحكمة التي عليك ان ترتضيها سترا لجهالتك
انتبه وألا لسوف يسحبك الغبي معه إلى أن تختلط به
والغفلة هي التي سوف تحجب نظرك عن مشهد الخوف
احرص أيها المحارب أن تجعل من الصراحة والخير رفيقي الدرب
هكذا لن تجعلك الجرأة تخجل من قبح
إن لم تنتبه لسوف تقوم الضغينة بتمويه كل شيء من شأنه أن يساعدك على اكتشاف العثرات التي ستطيح بك
سوف تحجب عنك كل ما كان يبدو لك واضحًا فتختلق الاعذار
ولسوف تتسبب لك في الحيرة الشائكة بحيث لا يمكنك سماع صوت الحق
وهكذا لن ترى هذا النور السامي الذي يملك ما يكفي من القوة لكي يأسر معا قلبك وقلبك