حين توالت إخفاقات كرة القدم الوطنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، جاءت فكرة تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم من أجل اعتماد نظام جديد في تكوين اللاعبين يجمع بين الرياضة والدراسة.
حين تقرر وضع أسس علمية لمشروع رياضة ودراسة، كان المنطلق هو تطوير البنيات التحتية الرياضية، بالإضافة إلى حكامة تسييرية جيدة لتحسين أداء كرة القدم الوطنية وتعزيز تنافسيتها وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية في هذا الشأن.
وبالعودة إلى تاريخ تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فقد وضع الملك محمد السادس حجرها الأساس في يوم 14 ماي 2008، ثم أشرف الملك على تدشين الأكاديمية في مارس 2010، بهدف المساهمة في انتقاء وتكوين ممارسين لرياضة كرة القدم من مستوى عال.
وقد جرى بناء وتجهيز أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعد ثمرة إرادة ملكية، وفق معايير تجعلها تضاهي مراكز التكوين الأوروبية ذات الصيت العالمي، بلغت تكلفة المشروع حوالي 140 مليون درهم، تم دعم هذه المنشأة الرياضية التعليمية ماليا بتمويل شخصي من الملك محمد السادس. كما تلقت جزءا من الاستثمارات الخاصة وذلك بغية الاهتمام بالنشء المغربي ومنحه الظروف الملائمة لتلقي تكوين رياضي علمي يخول له الممارسة في أكبر الأندية الكروية بالمغرب وأوروبا على الخصوص. وفي منطقة سيدي حميدة ضواحي سلا، على بعد 20 كيلومترا من العاصمة الرباط، انتصبت البناية وشرعت في تفريخ المواهب الكروية وتقديمها للأندية الوطنية.
وبعد 15 سنة من الممارسة، نجحت "أكاديمية محمد السادس لكرة القدم" فعلا في تكوين وإنتاج لاعبين من المستوى العالي يلعبون اليوم للمنتخب الوطني لكرة القدم.
أنجبت الأكاديمية العديد من النجوم التي حملت قميص المنتخبات الوطنية في فئات عمرية عديدة. ويعتبر يوسف النصيري المحترف في نادي اشبيلية الاسباني، ونايف أكرد لاعب ويستهام يونايتد الانجليزي، وعز الدين أوناحي الذي يمارس في نادي أنجيه الفرنسي من أبرز خريجي الأكاديمية. بالإضافة إلى أحمد رضى التكناوتي لاعب فريق الوداد الرياضي، والذين ارتفعت أسهمهم في سوق اللاعبين العالميين بعد الأداء الرائع الذي قدموه طيلة في المونديال وقبله.
فلسفة العمل لم تتغير داخل الأكاديمية ما يؤكد أن الريادة التي نشدها مسؤولو هذا الصرح الرياضي منذ تأسيسه، وظل الهاجس الأول هو التحول إلى خزان للمواهب ينافس مراكز التكوين والأكاديميات العالمية.