الأربعاء 1 مايو 2024
سياسة

زهور: في ذكرى الإستقلال.. ماذا لو سيطرت الحركة الوطنية على الحكم؟

زهور: في ذكرى الإستقلال.. ماذا لو سيطرت الحركة الوطنية على الحكم؟

بمناسبة 18 نونبر الذي يخلد فيه المغاربة ذكرى عيد الإستقلال كل سنة، يتساءل الباحث والكاتب وأحد أدباء الأمازيغية الحسن زهور عبر هذه الورقة التي وافى بها جريدة "أنفاس بريس" عماذا كان سيحدث لو سيطرت الحركة الوطنية على الحكم إبان الإستقلال؟:

"سؤال لن يتبادر كثيرا على الذهن لهيمنة تصور ثقافي سياسي إيديولوجي على الذهنية المغربية منذ الستينات من القرن الماضي؛ تصور ثقافي و إيديولوجي رسخته الحركة الوطنية بمختلف تياراتها في الذهنية المغربية يرتكز على قدسية الحركة الوطنية و مشروعها السياسي (تظهر الحركة هنا وجه التحرر السياسي للبلد و تخفي الوجه الآخر المتمثل في محاولة فرض حزب وحيد لحكم المغرب) و مشروعها الثقافي الإيديولوجي المتمثل في ربط المغرب بالشرق سياسيا و ثقافيا، ثم في تسويق الحركة لأبوتها الوطنية السياسية كفاعل أوحد و وحيد في تحرير المغرب و تفرض رمزية الأب بمفهومها الشرقي بلا منازع.

لنتذكر تضحيات المقاومين منذ احتلال المغرب، و فضل الزعماء و القياديين من داخل الحركة الوطنية السياسية و من خارجها وهم كثر في نضالهم من أجل الإستقلال، كما لن ننسى الإشادة بتضحيات المقاومة المسلحة للقبائل ضد الإحتلال الفرنسي و التي استفادت منها الحركة الوطنية السياسية سياسيا ثم تنكرت لمقاومتها فيما بعد، لكن السؤال هو: ماذا لو سيطرت الحركة الوطنية على الحكم بالمغرب آنذاك و فرضت مشروعها السياسي و الثقافي بالقوة و الهيمنة؟ و نحن نعرف الصراع الخفي و الظاهر أحيانا بين الحركة الوطنية و القصر و الذي اتخذ أشكالا متنوعة متمثلة في محاولة حزب الإستقلال بجناحيه السلفي (المرحوم علال الفاسي) و اليساري (المرحوم بن بركة) بفرض حزب وحيد على المغرب أسوة بما وقع في البلدان العربية الشرقية، حيث الأحزاب القومية هي المهيمنة في مصر الناصرية و سوريا و العراق.

في خضم هذا الصراع ستكون أول ضربة للحركة الوطنية هي فرض التعدد السياسي بالمغرب بإقرار و إخراج قانون الحريات العامة سنة 1958 الذي يعتبر صفعة للمشروع السياسي للحركة الوطنية لجمت طموحها السياسي في جعل المغرب بلدا شبيها ببلدان الشرق الأوسط حيث الحزب الوحيد هو الحاكم، و هو ما نرى مخلفاته الكارثية اليوم في هذه البلدان التي حكمتها هذه الأحزاب.

لنعد إلى سؤالنا الأول: ماذا لو نجح مشروع الحركة الوطنية السياسي بالمغرب؟ ثم ماذا لو نجح مشروعها الثقافي و الإيديولوجي؟

بنت الحركة الوطنية مشروعها السياسي و الثقافي على جعل المغرب قطرا تابعا للمشرق سياسيا و ثقافيا. سياسيا في تبني المشروع السياسي المهيمن عبر تبني المشروع السياسي للأحزاب القومية الناصرية و البعثية، و هو ما انعكس على الشارع المغربي في تبنيه لكل قضايا الشرق السياسية أكثر من المشارقة أنفسهم.

و ثقافيا في محاولة الحركة بكل الوسائل المتاحة لها محو الخصوصية المغربية باجتثاث الهوية الأمازيغية للمغرب التي هي روح الإستثناء المغربي و إحلال هوية أخرى مشرقية تحت يافطة الوحدة المبنية على الأحادية و اجتثاث كل تنوع، و هو النموذج التي فرضته الأحزاب القومية بالشرق فانتهى إلى ما انتهى اليوم من دمار و فوضى.

فماذا لو نجح هذا المشروع السياسي و الثقافي الإيديولوجي للحركة الوطنية في الستينات؟

الجواب هو ما آلت إليه الأوضاع في ليبيا و مصر و سوريا و العراق و اليمن.. حيث حكمت هذه الأحزاب.

يقول المثل الأمازيغي "ازرو ن تمازيرت اسا ئبنا يان" بمعنى: بأحجار البلد يتأسس البناء المتين.".