الثلاثاء 7 مايو 2024
مجتمع

بعد تأجيل مسيرتهم الوطنية.. طلبة الطب والصيدلة: هذه أيدينا ممدودة للحوار فهل من مستجيب؟

بعد تأجيل مسيرتهم الوطنية.. طلبة الطب والصيدلة: هذه أيدينا ممدودة للحوار فهل من مستجيب؟ جانب من وقفة احتجاجية (سابقة)
جددت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان التأكيد على أن العمود الفقري للملف المطلبي والمحاور التي دفعت الطلبة إلى الخوض في مقاطعة الدراسة والتداريب الاستشفائية، لم يتم الاستجابة له، بل لم يتم فتح حوار بشأنه مما يزيد الوضع قتامة واستفحالا.
جاء الموقف في بلاغ مطول، توصلت جريدة
"أنفاس بريس"، بنسخة منه. وأعلنت اللجنة الطلابية، أنه استجابة لطلب مختلف الوسطاء الذين دعوا إلى خفض مستوى التصعيد برقي والسعي إلى تبيان حسن النية، تم تأجيل المسيرة الوطنية التي كانت مقررة يوم الخميس 25 أبريل 2024..
فيما يلي البلاغ الكامل للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان:


استمرارا في نفس المسلسل النضالي الذي انطلق منذ أزيد من سنتين وعرف تأججَ الوضع عند مطلع هذه السنة الجامعية مما اضطر الطلبة إلى الدخول في إضرابٍ مفتوح أقَرته صناديق التصويت، يشملُ مقاطعة جميع الأنشطة البيداغوجية من دروس نظرية وتداريب استشفائية وامتحانات، داخل سائر كليات الطب والصيدلة العمومية بالمغرب. مشوار طويل أبان فيه الطلبة عن وعيهم الطلابي العالي وحس المسؤولية اتجاه تكوينهم ومستقبل القطاع الصحي ببلادنا ورغبتهم في المساهمة في تجويد العرض الصحي باعتبارهم كفاءات الغد والجيل القادم الذي سيحمل مشعل مسؤولية صحة المواطن المغربي لسنوات عديدة قادمة. 

ولأن نضالنا مؤسس ومبني على قناعات طلابية واعية وهو نتاج تراكمات كبيرة لإشكالات وتحديات عديدة، بعيدة كل البعد عن التسييس أو تنزيل أجندات معينة كما يتم الترويج له. فإن التذكير بحقيقة الأحداث والخطوات التي نهجتها اللجنة الوطنية منذ بداية النقاش حول التغييرات التي ستطال التكوين الطبي والصيدلي في إطار الإصلاح المرتقب، بات ضروريا من أجل تشكيل صورة واضحة وشاملة حول المعطيات والدوافع التي رمت بنا إلى خارج أماكننا الاعتيادية، ألا وهي مدرجات كلياتنا ومصالح تداريبنا الاستشفائية بالمستشفيات الجامعية. 

ولإيماننا القوي بأهمية وضرورة الحوار كوسيلة استباقية يتم عبرها تقديم تخوفات وتطلعات الطلبة، تقدمنا بمجموعة من طلبات الاجتماع كانت غايتها المحورية وضع أسس لحوار بنّاء حول مجمل محاور إصلاح التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب، بناء عليها تم تنظيم مجموعة من الاجتماعات التي لم ترق مخرجاتها لتطلعات الطلبة من حيث النتائج، وكذا الوعود بالآجال التي لم يتم احترامها، مما أدى إلى زيادة الاحتقان في صفوف الطلبة. لتأتي بعدها مرحلة الوقفات المحلية والوطنية مرفقة بالإضرابات قصيرة المدة تعبيراً منا مرة أخرى عن سخطنا اتجاه طريقة تدبير الملف. ولأن الضبابية والعشوائية كانتا العنوان الرئيسي للوضعية التي يعيشها طلبة الطب والصيدلة إلى حدود تاريخ 16 دجنبر 2023، قرر الطلبة الانتقال إلى محطة جديدة تمثلت في الإعلان عن الدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة عن الدروس النظرية والتطبيقية، التداريب الاستشفائية وكذا الامتحانات، وذلك بعد الاحتكام للقواعد الطلابية عبر تنظيم تصويت في جموع عامة بكل ربوع المملكة والذي بلغت أعداد المشاركة فيه نسبا مهمة ومرتفعة. 

خلال كل هذه الفترات عبر ممثلو الطلبة مراراً وتكراراً عبر الخرجات الإعلامية وبيانات اللجنة الوطنية عن حسن نيتهم واستعدادهم اللامشروط للدخول في جولات حوار جدية بِنية حلحلة الإشكالات المطروحة وإيجاد حل توافقي يضمن لهم جودة تكوين يرقى إلى تطلعات المواطن المغربي والطلبة ويعيدهم إلى أماكنهم الاعتيادية تجنباً لكل هدر للزمن الجامعي الذي يدفعون ثمنه في المقام الأول. 

لكن، ما زاد الوضع قتامة واستفحالا هو قرار غلق باب الحوار تحت ذريعة الاستجابة لحوالي 45 مطلبا من أصل 50 مطلبا تقدم به الطلبة، وهو الأمر الذي يجانب الصواب، فالواقع مغاير تماماً لما صرح به آنفا، كون الإشكالات المحورية التي نطرحها على غرار تقليص سنوات التكوين الطبي، توسيع أراضي التداريب الاستشفائية، الزيادة المهولة في أعداد الوافدين، معطيات السلك الثالث وكذا الزيادة في قيمة التعويضات مازالت قائمة ولم يتم التفاعل معها بشكل إيجابي، ونجدد التأكيد على أنها تشكل العمود الفقري للملف المطلبي والمحاور التي دفعت الطلبة إلى الخوض في هذه المقاطعة أساسا.

وفي سياق التزامنا بمضامين البيان الأخير، الذي أكدنا فيه انفتاحنا على مختلف الوساطات الجادة التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر وحلحلة الملف بشكل يضمن حقوق الطلبة ويستجيب لمطالبهم المشروعة، طرق الممثلون كل الأبواب الممكنة وانفتحوا على مختلف الوساطات الجادة من نقابة للأساتذة، الفرق البرلمانية، التمثيليات النقابية، هيئات المجتمع المدني (إلخ...)، من أجل إيجاد منفذ للوضعية الحساسة وإعادة التأسيس لجسور الحوار والتواصل؛ واستجابة لطلب مختلف الوسطاء الذين دعوا إلى خفض مستوى التصعيد برقي والسعي إلى تبيان حسن النية، قررنا من جهتنا، وبعد الاحتكام إلى تصويت الجموع الطلابية، التفاعل الإيجابي مع هذه المقترحات وذلك عبر تأجيل "مسيرة الصمود" التي كانت مبرمجة اليوم 25 أبريل 2024، وتعليق الندوة الحقوقية وكذا كافة الخطوات الميدانية المتضمنة في البرنامج النضالي الذي سطرناه سابقا، وفي ذلك إجهارٌ يتجاوز كل صمم، وإبانةٌ لا تقبل أي تأويل بأننا مستمسكون بالحوار ملتزمون به، نسير خطانا واثقةً ونمد اليد مبسوطةً لتغليب العقل والحكمة، وننتظر تفاعلا يليق بمتطلبات هذه المرحلة. حوارٌ جادٌّ ومسؤول، يستحضِر تغليب المصلحة العليا للوطن أولا.

وفي نفس السياق، نستنكر الأقوال الرائجة حول السنة البيضاء بانعكاساتها السلبية والجسيمة على الجسد الطلابي من هدر زمني، وضياع لجودة تكوين كانت ولاتزال همنا الأول، وكذا لما لها من تأثير سلبي حول التقدم السليم لمشروع تعميم التغطية الصحية والحماية الاجتماعية الذي تبنته بلادنا كعنوان كبير ورئيسي لإصلاح المنظومة الصحية، مشروع يرتكز أساسا على تثمين الموارد البشرية والتي يشكل أطباء وصيادلة المستقبل محورها الرئيسي.
لذا، وبناء على كل ما سبق، نؤكد داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الاسنان باعتبارنا الممثل الشرعي للطلبة على: 
- حسن نوايانا، وكون الدافع الأول والأخير لخروجنا للساحة هو غيرتنا على جودة تكويننا وصحة المواطن المغربي.
- استعدادنا لأي حوار بناء ومسؤول يساهم في حلحلة فعالة للوضعية الحالية وانفتاحنا لمناقشة جميع المقترحات.
- تثميننا محاولات الوساطة الهادفة والمسؤولة وتأكيدنا مواصلةَ الانفتاح على مختلف الوساطات التي ترومُ وقف نزيف هدر الزمن الجامعي، واستعجال إيجاد الحلول.
- تأجيل المسيرة الوطنية ليوم 6 ماي 2024، كبادرة حسن نية منا وذلك من أجل إعادة بناء جسور الحوار والتواصل.
- إشادتنا بمظاهر الدعم والتضامن اللامشروط التي عبَّر عنها آباء وأمهات الطلبة منذ بداية نضالنا، رغما عن كل محاولات الضغط الممارسَة في حق فلذات أكبادهم، ودعوتنا إياهم لمواصلة إسنادهم لنا عبر الحضور القوي والمكثف لمختلف الأشكال النضالية الميدانية.
- مواصلة الحملة الإعلامية الوطنية التي ترمي إلى التعريف بالملف المطلبي وتنوير الرأي العام بخوص التطورات التي عرفها ملفنا.
ختاما، نؤكد من داخل إطارنا الطلابي التاريخي العتيد، اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب ما يلي: 
- تمسكنا بمكاتب ومجالس الطلبة المحلية القانونية والمشروعة.
- عدم تخلينا عن ممثلي الطلبة والطلبة الموقوفين وكذا الطلبة المكررين وإدراجهم كنقاط لا عودة في ملفنا.
- عزمنا مواصلة مشوار تمثيل الطلبة بكل تجرد وأمانة دفاعا عن جودة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب وحرصا على تقديم عرض صحي يستجيب لانتظارات المغاربة.