الخميس 28 مارس 2024
منبر أنفاس

عمر مروك:  تقرير المصير ينطبق أولا على الشعب القبايلي في معاناته مع نظام العسكر الجزائري

عمر مروك:  تقرير المصير ينطبق أولا على الشعب القبايلي في معاناته مع نظام العسكر الجزائري عمر مروك
 تقول الحكمة الشهيرة من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر، حكمة فيها من العبر والوضوح بما يمكن ان يفهمه ويسبره حتى من كان فهمه بسيطا وادراكه لواقع الحال سطحيا. لكن ماذا ان كان المعني بالامر (من بيته من زجاج)، وهو في حالتنا النظام الجزائري الذي لا  يترك أي مناسبة الا ويجعل منها فرصة لمهاجمة الوحدة الترابية للمملكة المغربية رافعا شعار حق تقرير المصير!!؟. وكأن هذا النظام قد حاز من النضج والديمقراطية وحقوق الاقليات والتعايش المشترك وتشبع من قيم المواثيق والاتفاقيات الدولية واكتسب من التنمية وحقوق الانسان لسائر مكوناته، ما يجعله يتطلع داخل المنتظمات الدولية للدفاع عن الحقوق الكونية وصلا لحق تقرير المصير ونبذ كل اشكال الاستعمار  بكل حيادية وموضوعية، في حين ان واقع الحال يبين ان النظام الجزائري من اكثر الانظمة فشلا استرتيجيا وتدبيريا وتنمويا، ما تدعو اليه في المنابر خارجيا، هو ما تقمعه وتعاديه داخليا في تناقض صارخ، ضحيته ما تعانيه منطقة القبايل التي تطالب بتقرير مصيرها بسبب الظلم الذي يطالها من النظام الجزائري في انتهاك واضح لحقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والثقافية، بل وصل الامر لاضطهاد رموزها داخليا وخارجيا، ناهيك على حملات القمع والنفي وهضم الحقوق، وهي امور لا يقوم بها عادة سوى الانظمة الاستعمارية القمعية، النظام الجزائري تخطى كل هذا ووضع قائمة للاشخاص والكيانات الارهابية، اذ اتهم المجلس الاعلى للامن الجزائري حركة الماك بزعزعة استقرار الجزائر واعتبارها منظمة ارهابية.
 رجوعا لحكمة بيت الزجاج والرمي بالحجارة، لا استغرب للخطوة التي قام بها السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الامم المتحدة الذي وجه مذكرة للرئاسة الاذريبيجانية في اطار حركة عدم الانحياز من خلالها تطرق لحق الشعب القبايلي في تقرير مصيره، بقدر ما استغرب لموقف ممثل الجزائر وزير خارجيتها الجديد وسليل نظام بوتفليقة السابق الذي خانه منطق الحكمة والتبصر بافحامه للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية في غير سياقه وزمكانه، اذ لم يكن موضوع الصحراء مدرجا اصلا ضمن جدول اعمال اجتماع حركة عدم الانحياز والذي ركز بالاساس على الجهود المتعددة الاطراف لمواجهة التحديات العالمية لعالم ما بعد كورونا وانعكاساتها الحالية وكيفية تجاوز العقبات.  
 ممثل الجزائر ارتكب خطأ جسيما وضرب في العمق كل الاعراف الدبلوماسية واللباقة والمبادئ الناظمة للعلاقات الدولية، بدءا بعدم احترام جدول الاعمال لموضوع الاجتماع مرورا بطعن دولة جار  تنأى بنفسها عن معارك هامشية ومنخرطة بالمقابل في معركة التنمية سعيا للانضمام لنادي الدول الصاعدة ، مرورا بمحاولة تمرير مغالطات واهية لم تقدر منطق التاريخ والجغرافيا والرهانات الكبرى الحالية. وزير خارجية الجزائر غاب عنه في لحظة اندفاع ساذج ان مبدأ تقرير المصير  هو في الاصل محصور في حالتين: حالة الشعوب الخاضعة للاستعمار، والثانية هي حالة الاضطهاد والتمييز العنصري ااممنهج، والغريب ان شروط تطبيق الحالتين ينطبقان تماما على حالة الشعب القبايلي في معاناته من نظام الحزب الوحيد نظام العسكر، ولا تنطبق على النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. الديبلوماسية المغربية بات يُضرب لها الف حساب وخرجاتها جد دقيقة والحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بات الحل الوحيد الاوحد والمعادلة الاكثر واقعية وجدية وتلك الدعوات اليائسة لفرض تقرير المصير باتت اسطوانة مشروخة.