Sunday 13 July 2025
مجتمع

كنيس "صلاة الكحل" بالصويرة يفتح أبوابه تجسيدا لقيم التسامح والعيش المشترك

كنيس "صلاة الكحل" بالصويرة يفتح أبوابه تجسيدا لقيم التسامح والعيش المشترك

على بعد أسابيع قليلة من الانتهاء من أشغال ترميم "بيت الذاكرة"، الذي سيحتضنه كنيس سيمون عطية، أحد أعرق المعابد اليهودية بالصويرة، جرى بحر الأسبوع الجاري إعادة افتتاح كنيس "صلاة الكحل" بحي الملاح بالمدينة، والذي يعد من بين حوالي 40 فضاء للعبادة مخصصة لمعتنقي الديانة اليهودية بمدينة الرياح.

ويأتي ترميم هذا الفضاء المخصص لأداء أفراد الطائفة اليهودية لشعائرهم الدينية، تماشيا مع السياسة الحكيمة للملك محمد السادس الرامية إلى حماية وصيانة التاريخ والتراث اليهودي باعتباره أحد المكونات الأساسية للهوية الوطنية للمملكة.

وفي كلمة له بالمناسبة، عبر مستشار الملك أندري أزولاي، عن احساسه العميق واعتزازه الكبير برؤية الصويرة التي تحتضن اليوم الأحد فعاليات مهرجان الأندلسيات الأطلسية، تستقبل أزيد من 300 أسرة صويرية من الطائفة اليهودية أتوا من مختلف بقاع العالم للاحتفاء بالتاريخ والذاكرة وبارتباطهم بالثقافة والهوية المغربيتان.

ففي الصويرة، يقول أزولاي "تاريخنا ليس مجرد الحنين أو استحضار ماض بعيد، إنه حضارة حية تعبر عن ذاتها وتمتد إلى المستقبل، من خلال الانخراط بعمق في التوافق الوطني القوي بقيادة الملك محمد السادس".

من جانبه، أعرب الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب والسفير المتجول للملك، سير بيرديغو، عن سعادته الغامرة بإعادة افتتاح هذا الكنيس بمدينة الصويرة التي كانت تضم حوالي 40 معبدا يهوديا في الماضي. مبرزا أن هذه المبادرة المحمودة تعد تمرة تعبئة عدد من محبي التراث اليهودي المغربي، مشيرا إلى أن عملية صيانة هذا التراث تندرج في إطار التوجهات والآفاق التي حددها الملك محمد السادس في الرسالة الموجهة للمشاركين في حفل افتتاح الكنسية اليهودية "صلاة الفاسيين" في 13 فبراير 2013.

وفي معرض حديثه عن أصالة والغنى الثقافي والديني لمدينة الصويرة، أشار بيرديغو إلى أن مدينة الرياح ستحتضن قريبا مركز حاييم زفراني وهو مؤسسة سيتم إحداثها بكنيس سيمون عطية وكذا تحويل الطابق، الذي كان يشكل مقرا للقضاء العبري بالصويرة، إلى فضاء يحتضن المركز الدولي للأبحاث حاييم الزعفراني، ابن الصويرة وأحد كبار علماء الاجتماع والسياسة والأنثروبولوجيا اليهود في المغرب والمغرب العربي.

وذكر بأن "التراث الثقافي والديني اليهودي بكافة التراب الوطني يعد جزءا من التراث الوطني، وأن مجلس الطائفة اليهودية وتطبيقا لتوجيهات الملك محمد السادس، يسهر على ترميم هذا التراث وصيانته".

ومن جهته، أشاد عامل إقليم الصويرة جمال مختتار، بهذه المبادرة الرامية إلى احياء فضاء ديني وتاريخي عريق، مذكرا أن الديانة اليهودية تشكل جزءا من الهوية الوطنية. كما جدد التأكيد على التزام السلطات المحلية على العمل بتشاور مع كافة الفاعلين المعنيين على صيانة التراث والثقافة اليهودية.