حملوا شارة الغضب مع تنظيمهم وقفات تنديدية تزامنا مع استراحة الفترة الصباحية واستراحة الفترة الزوالية؛ بالعديد من المؤسسات التعليمية، الخميس الأحمر كما سماه مجموعة من المشتغلين بحقل التربية والتعليم في إشارة إلى حمل الشارة احتجاجا على سلوك وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر، كل المؤسسات التعليمية عرفت نسبا متفاوتة في المشاركة للاحتجاج أوقات الاستراحة ضد قرار نشر لوائح المتغيبين، مع تسجيل أن كل المتعاقدين الجدد لم يشاركوا رفاقهم الرسميون في وقفاتهم وحمل الشارة.( اليوسفية نموذجا ).
لقد نهج وزير التربية و التعليم حصاد سياسة تعليمية قوامها شعار "من التفقير إلى التشهير " يقول أحد رجال التعليم لجريدة " أنفاس بريس " متسائلا " هل تغافل معالي الوزير دور سبورة الإعلانات المقننة، الخاصةبرخصة الغياب التي يتم إشهارها علانية داخل المؤسسات، في إطار إخبار من يعنيهم الأمر بالغياب سواء تلاميذ أو أولياء أمورهم ؟ معتبرا أن فضيحة نشر قوائم رجال التعليم تصنف في خانة انتهاك السر المهني وأخلاق المهنة " وأضاف مؤكدا "طبعا نحن مع مطلب ربط المسؤولية بالمحاسبة، وكل من تغيب بدون مبرر يجب أن يخضع راتبه للاقتطاع والمساءلة طبعا.... ونحن من نؤدي ثمن النضال في الساحة، فرغم تجميد سلم الأجور، وعدم تطبيق الدستور على مستوى الحق في الاضراب، تعرضت أجورنا لأبشع عملية اقتطاع، خلال الإضرابات التي خاضتها الشغيلة التعليمية دفاعا عن المدرسة العمومية منذ مجيء حكومة عبد الإله بنكيران " ، واستطرد متحدثا " لهذا نخوض اليوم داخل المؤسسات التعليمية احتجاجا بالشارة الحمراء".
واعتبرت أستاذة بالسلك الثانوي أن " الهدف من نشر لوائح المتغيبين بوزارة لتعليم هو التشهير برجال ونساء القطاع، ويعد فعلا غير قانونيا يستوجب المساءلة، لأنه فعل يروم إثارة الفتنة، وفتح جبهة صراع بين المجتمع والمدرس " مثمنة موقف بعض المركزيات النقابية التي "أدانت سلوك الوزير حصاد كمسؤول على القطاع من خلال نشر قوائم المتغيبين من نساء ورجال التعليم المصابين بمرض مزمن أو مرض عادي، أو رخص الولادة بالنسبة للنساء " .وتساءلت باستغراب " هل نسبة المواظبة على العمل بالقطاع خلال شهر شتنبر المنصرم، والتي تجاوزت 99,98% لم ترض معالي الوزير، وهل نسبة المتغيبين والتي لم تتجاوز بالكاد 0,02 % جندت كل إمكانيات الفضح والتشهير في حق نساء ورجال التعليم ". وكسائر نساء ورجال التعليم طالب أحد الاساتذة من حصاد بأن يعمل على تنفيذ ما طالبت به إحدى المركزيات النقابية حيث قال متحديا " أتحدى الوزير أن ينشر لوائح المفسدين الحقيقيين في القطاع، والأشباح، ولوائح الأقسام بدون أساتذة، ولوائح مفترسي مواد المطاعم، ولوائح السكنيات الوظيفية المحتلة عنوة من طرف المتنفذين،..."
أسئلة كثيرة طرحتها جريدة " أنفاس بريس " على رجال ونساء التعليم جوبهت بأسئلة أخرى أكثر حرقة من قبيل " هل يستطيع حصاد أن ينشر قوائم مختلسي ميزانيات المال العام التي تم التفاف عليها بحجة إصلاح التعليم والمخطط الاستعجالي؟ وأسماء الجهات التي ظفرت بالصفقات العمومية بالوزارة ؟ "
كل من التقتهم الجريدة أجمعوا على أن حصاد " يريد أن يجعل من رجال التعليم ونساءه، شماعة لتعليق فشل المنظومة التربوية ، والتي يتم التقطير لها جرعة جرعة في انتظار الاحتضار النهائي ".