ينظم مركز الذاكرة المشتركة قراءة في كتاب "أعمال الندوة الدولية الهوية والذاكرة ومسارات الاعتراف"، في إطار فعاليات الدورة الأولى من لقاءات زنقة ابن خلدون، والتي يشارك فيها باحثون ومختصون في الهوية والذاكرة من مشارب فكرية متنوعة، وذلك بتاريخ 16 أكتوبر 2017 بمدينة مكناس. وقال عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم، في تصريح لـ "أنفاس بريس" بالمناسبة إن سؤال "حراك الريف" مرتبط في جوهره بإشكالات تطرحها الهوية والذاكرة، وبتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في شقها التاريخي والسياسي والحقوقي. وأشار بوطيب أن إشكالات الهوية والذاكرة مطروحة في العالم ككل، مقدما على سبيل المثال العلاقات الأوروبية – الإفريقية، وعلاقة المغرب بإسبانيا.

وعلاقة برفع المتظاهرين في الريف لعلم وصور عبد الكريم الخطابي وعدم رفع الصور التي تعتبر عن هوية الوطن ككل، قال بوطيب إن هذا الأمر يرتبط بإشكالات عميقة بالريف، داعيا إلى تجنب السجال بهذا الخصوص، علما أن هناك من المتظاهرين من لا يعرف أصلا سبب رفع مثل هذه الرموز، ولكن له خلفية داخل ذاكرته هي التي تدفعه إلى رفع هذا الرموز ولفهم هذا، يقول بوطيب، لابد من مشاركة علماء النفس وعلماء الاجتماع والتاريخ من أجل فهم هذه الظاهرة قبل الانتقال إلى المحللين السياسيين من اتجاهات مختلفة.

وفي سؤال لـ "أنفاس بريس" عن تداعيات أحداث كاتالونيا على وحدة الدول والشعوب، قال بوطيب إن كاتالونيا بإمكانها العيش داخل إسبانيا، مبديا رفضه للطروحات القائلة بكون كاتولونيا تشكل عصب الاقتصاد الإسباني، مشيرا إلى أنه هناك تكاملا بين مختلف المناطق الإسبانية، مشيرا إلى أن الإشكال المطروح هو كيف يمكن العيش في رقعة جغرافية هي الوطن باختلافاتنا، كيف يمكن أن نحمي الديمقراطية من الدين والإيديولوجيا بمختلف أشكالها ومن العقليات المهيمنة.. ولكي يتحقق هذا، يضيف بوطيب، لابد من الاشتغال على موضوع الذاكرة والهوية.

وقال بوطيب أيضا من الصعب الحديث عن النقاء العرقي في المغرب، فالإنسان هو موروث وذاكرة في نهاية المطاف تمنحنا الهوية، وبالتالي فالإشكال المطروح هو كيف يمكننا العيش بالرغم من اختلافاتنا تحت سقف وطن موحد، مبديا رفضه للمقارنة بين كاتالونيا الإسبانية وبين الريف في المغرب، أو الأكراد في العراق، فلكل منطقة، يضيف بوطيب، خصوصيتها، والأهم من ذلك هو الذكاء الجماعي.