كلام كثير ذاك الذي جلبه ما تفتق من مناورات رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، حين عمد إلى الأمر بالتقاط صورة له وهو يقتني سروالا من أمام باب أحد مساجد الرباط، ومن بائع بـ "الفراشة".
وعليه، ذهبت العديد من بعض التعاليق إلى وصف ما حدث باستخفاف لذكاء المغاربة، وثانيا اتهمته بتشجيع التجارة غير المهيكلة، في حين اعتبرته ردودا أخرى انعكاسا صريحا أو بالأحرى صورة مصغرة لما يعتمده "البيجيدي" من أساليب "حربائية" لكسب تعاطف المواطنين. إنما وأمام كل هذه الآراء كان لإعلان القيمة المالية التي بيع السروال الداخلي للديكتاتور الألماني أدولف هيتلر، والبالغة نحو 9 ملايين من السنتيم، الأساس في قراءة ما قام به زعيم الأصوليين من وجهة معادلتية، ليس فقط لتعلق الحالتين بلباس "السروال"، ولكن كذلك لوجود من يُشرك الرجلين في قائمة "الطغاة".
ومن ثمة، كما قال صاحب صالة المزادات التي بيع فيها سروال هيتلر، فإن الاهتمام بشراء تذكارات هذا النوع من بني آدم لا يعود للإعجاب بهم، ولكن للميول إلى امتلاك أي شيء يخصهم ويجعل منهم طرفا للسخرية من أجل تقليل شأنهم، لأنه و"بغية الحط من مستوى ديكتاتور، عليك أن تجعله أضحوكة الناس".
وعلى جانب آخر، إذا كان سروال هيتلر المعني بالبيع، قد وجد بأحد الفنادق النمساوية الفخمة، في تأريخ لاحتلال ألمانيا لذاك البلد سنة 1938، وإرغام الشعب النمساوي على إلحاق وطنهم بالنازية عبر المصادقة بنسبة 99.7 في المائة، فإن سروال بنكيران الذي اشتراه الجمعة الماضي قد تكون له دلالات من نوع استثنائي، وخاصة في ظل الحديث عن توليته على رأس "المصباح" للمرة الثالثة.
ومن يدري؟ فقد يأتي يوم تسترجع فيه الأجيال المقبلة ذكرى رجل شجع "احتلال" الملك العام لغرض محاولة "إلحاق" المزيد من المساندين حتى يبقى زعيما على مملكة حزبه. هذا سرواله.