Thursday 10 July 2025
مجتمع

هل ستفيض زيمة "ملحا مشتركا" وتوزع سخاءها الإيكولوجي على اليوسفية؟

هل ستفيض زيمة "ملحا مشتركا" وتوزع سخاءها الإيكولوجي على اليوسفية؟

"لقد زرت الشماعية لوحدي مؤخرا، واطلعت على التدهور الخطير الذي تعرفه المنطقة، إن الاشتغال على ورشة إعداد مخطط عمل لأجل الحفاظ على المنطقة الرطبة سبخة زيمة، ببلدية الشماعية، سنشتم من خلاله عبق التاريخ، لذلك يجب أن تستفيد هذه المنطقة من مقوماتها الحضارية والتاريخية، وإمكانياتها ومقدراتها الطبيعية والمجالية، حيث أننا مطالبون اليوم بالتفكير في تأهيل سبخة زيمة وأحوازها (760 هكتار)، في أفق تثمين موقعها الإيكولوجي والمحافظة على تنوعها البيولوجي على جميع المستويات.."، بهذه الكلمة افتتح عامل إقليم اليوسفية محمد سالم الصبتي ورشة تأهيل بحيرة زيمة أمس الاثنين 25 شتنبر 2017، حيث تقدم مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمختصين وفعاليات المجتمع المدني، وممثلي القطاعات الوزارية بعروضهم ومقترحاتهم. وقد تابعت "أنفاس بريس" مختلف التدخلات والتحليلات العلمية والتقنية المرتبطة بسبخة زيمة.

"الوصول إلى هذه المحطة، يعود فيه الفضل إلى كل المرافعات، والبحوث الميدانية والكتابات الصحفية، والمقالات الإعلامية التي تناولت ما تزخر به المنطقة منذ سنين، ولولا تراكمات هذا العمل الجاد، لما وصلنا إلى الحديث اليوم عن محمية غزال دوركاس، أو مدرسة الأمراء، ومغارة الشخرخر، وجبل إيغود، وبحيرة زيمة... اليوم يتبين أن هناك رغبة أكيدة في التشخيص والبناء والاستثمار لتنمية المنطقة"، يقول الباحث الأستاذ مصطفى حمزة.

من جهة أخرى خلصت مجموعة من التدخلات إلى أنه يجب "إعطاء القيمة الحقيقية للموقع، وتثمينه، وتحصينه، وحمايته، وإرجاع الحالة على ما كانت عليه واستثماره ثقافيا وعلميا وسياحيا، خصوصا أن سبخة زيمة اليوم مقيدة ضمن المناطق الرطبة بموقع رامسار".. كما تأسف المتدخلون على واقع حال السبخة "مجاري الصرف الصحي، وبقايا النفايات السائلة من المجزرة تتسرب للبحيرة، تحت أعين الجماعة الترابية والسلطة المحلية، وانتشار البناء العشوائي بجانب زيمة، ونهب الأراضي...." وهذه هي الأسباب الحقيقية التي عجلت بانقراض "أصناف من الطيور المهاجرة، والنباتات، والزواحف"، يؤكد بعض فعاليات المجتمع المدني بمدينة الشماعية.

في نفس السياق أكد أحد الأساتذة المختصين في المجال البيئي قائلا "نحن في حاجة ماسة إلى مخطط عمل لتنمية منطقة سبخة زيمة"، واعتبر أن مخطط الحفاظ على سبخة زيمة هو جزء من خطة العمل، وأكد على أن جميع "المقاربات قد أبانت على أن الحفاظ على أي مجال طبيعي، لا يكفي وضع الأسوار والأسلاك الشائكة، ولن يكفي حتى تطويقه بالعسس والحرس".. وأضاف "ما نحتاج إليه هو مخطط حقيقي لتنمية المنطقة، وإحداث مجموعة عمل من مختلف المشارب، بصيغة تشاركية، للتنفيذ والتتبع".

واقترح المتدخل نفسه أن تضم مجموعة العمل "المتخصصين في البحث العلمي، الهيئات المنتخبة، القطاعات الوزارية المعنية، المجتمع المدني".. مؤكدا على أنه "يجب أن يستقر الراي على الجهة الحاضنة لمجموعة العمل، هل الكلية، أم الداخلية، أم جمعية من الجمعيات، أم جماعة محلية". وطرح السؤال لماذا هذه المجموعة؟ "لأن هناك العديد من الأعمال التي تنجز وتموت في المهد".. سمعنا داخل القاعة "أن هناك جمعية حاملة لمشروع متكامل، كذلك على مستوى البحث العلمي هناك بحوث في الموضوع قام بها طلبة وأساتذة جامعيين وأساتذة باحثين، نتوفر على برامج قطاعية متكاملة".

وقال في ختام كلمته "لي اليقين بأن ممثلين قطاع التعمير لديهم ما يقولون في هذا المجال، ويتوفرون على رؤية متقدمة بخصوص موضوع اليوم، كذلك المياه والغابات، والجمعيات لهم نظرتهم الواقعية لسبخة زيمة، فضلا عن أن الأساتذة الجامعيين والباحثين لهم كل القدرات والإمكانات العلمية والمنهجية لبلوغ الهدف وتحقيقه، ما ينقصنا هو إحداث مجموعة عمل متكاملة ومتجانسة ولها القدرة على التواصل الذي يعتبر سببا رئيسيا في نجاح أي مشروع، لأن التقني والمالي لن يكفي في غياب التواصل".

وقد قامت مكونات اليوم الدراسي لتأهيل سبخة زيمة بزيارة للموقع، ومعاينة فظاعة الوضع المتردي بالمنطقة، ووقفت بالعين المجردة على مجموعة من الاختلالات التي تم تشخيصها خلال المناقشة والاقتراحات، والتوصيات التي ينتظر الجميع ضمها وجمعها في كتيب خاص والعمل على ترتيب الأولويات في أفق تنفيذ ذلك على أرض الواقع وفق الزمن المحدد لهذا الغرض، وهو آخر يوم من شهر يونيو 2018 كما حددت الوثائق المعروضة.