الأربعاء 15 مايو 2024
مجتمع

موحند أيت يوسف: ارتباط انفراج أزمة حراك الريف، بوضوح خريطته الاديولوجية

موحند أيت يوسف: ارتباط انفراج أزمة حراك الريف، بوضوح خريطته الاديولوجية

انشغالنا في "أنفاس بريس"، ببيان طبيعة خريطة حراك الريف، تنويرا للرأي العام، وبحثا من خلال ذلك ،عن مداخل لحل أزمته، قد أثمر المزيد من إرادة الوضوح لدى فاعلين مرتبطين عضويا بهذا الحراك. وسنقف بالمناسبة على شذرات من ذلك، لثلاثة فاعلين:
1-عماد العتابي الناشط الريفي بهولاندا ،يجزم في إحدى تدويناته:"سأكون أكثر وضوحا ودون لف ولا دوران،إنه لمن حق من يسعون لشيء اسمه جمهورية الريف هنا في أوروبا، أن يدافعوا عن أفكارهم كيفما شاؤوا، لكن ليس من حقهم أن يجعلوا من الحراك المتواجد بأوروبا، والداعم للحراك الشعبي بالريف، مطية لتصفية حسابات مع النظام السياسي بالمغرب، لصالح أطراف معينة يعلمها الجميع".ويضيف بما يشبه الخلاصة: "لقد أجمع الجميع هنا في أوروبا على أن مطالب المحتجين في الريف معقولة وتستحق كل الدعم ،حتى يتحقق ما يصبون إليه. لكن بسبب تصرفات الجمهوريين سيتراجع حجم التعاطف السابق الذكر، وستتعمق الآلام والجراح".
ويقول في تدوينة أخرى:"المعتقلون في عكاشة يقاتلون من أجل سراحهم ومن أجل الملف المطلبي، وأصحاب جمهورية اللايف،يقاتلون من أجل تخوين النشطاء والتصعيد وتخطي سقف الحراك الشعبي.."
2-التنسيقية الأوروبية لدعم الحراك الشعبي بالريف، ذهبت إلى التأكيد- على خلفية انسحاب لجنة دوسلدرف ،التابعة لأصحاب "جمهورية اللايف"،من التنسقية الأوروبية-على أرضية الحد الأدنى المتفق عليها بين الجميع، وتمثل في التعهد على " تحصين التنسيقية ضد أي توظيف في أغراض شخصية أو سياسية ضيقة،لا تخدم حراكنا في الريف،وحمايتها من أي محاولة،من أي جهة كانت،لتحريفها عن أهدافها وإعطائها توجها سياسيا معينا، لخدمة أهداف توجه أو تيار سياسي معين. وعليه ترفض التنسيقية تبني مطالب تخرج عن مرجعية الحراك الشعبي في الريف، والذي تأسست اللجن الأوروبية المشكلة للتنسيقية أصلا من أجل دعمه".
3-الدكتور عبد الوهاب التدموري، المنسق العام لمنتدى شمال المغرب،كتب بموقع "أصوات مهاجرة"، "في شأن الحراك،وما يتنازعه من وساطات وقمع ونزوعات ديمقراطية تارة،وانفصالية تارة أخرى"،حيث ذهب فيما نحن بصدده ،إلى القول -وهو يشير الى باب التأويلات ومساحة الفراغ في حراك الريف-إنه تم "الدفع ببعض الأشخاص الفاقدي المصداقية، إلى التبني بشكل صريح لما أصبح يسمى بجمهورية اللايف ،خاصة بعد اعتقال قيادات الحراك واعتماد سياسة قمع الأصوات الحرة والديموقراطية، وفتح المجال لهم لأن يروجوا لمطالب انفصالية تخدم أهداف المقاربة القمعية،حتى وإن كانت تلك المطالب تثير الشفقة والسخرية.كيف لا وهي تروم إلى تأسيس جمهورية في حدود العلامة40 لبعض جماعات الريف اللسني!.وهو الطرح الذي لا يستقيم الا عند بعض المجموعات التي تنشط في أوروبا،وولاءاتها معروفة لدى الجميع،والتي أصبحت تكيل تهم التخوين لكل الأصوات الحرة والديموقراطية،وتظهر نفسها كوريثة شرعية للحراك الشعبي بالريف،وهو ما يخدم بوعي أو بدون وعي أهداف الدولة المخزنية التي عملت دوما على إظهار الحراك بمظهر الحركة العبثية والمتآمرة على وحدة الوطن والبلاد". كما وصف التدموري هذه العناصر الانفصالية بأنها "معروفة لدى جميع الأوساط بأنشطتها في عالم البطالة والمخدرات".
ويضعنا كل هذا التشخيص من معين تعبيرات "منتدى شمال المغرب لحقوق الانسان "،لخريطة حراك الريف بأوروبا أمام سؤال:ما العمل لتجاوز هذا المأزق؟
في وقفة قادمة سنقف على أرضية الدكتور التدموري في هذا التجاوز، وأنا أعتبره القائد الفعلي لحراك الريف في الداخل والخارج، وقد آن الأوان أن نأتي البيوت من أبوابها، ونحن على مشارف سنة في البحث عن مفاتيح حل الأزمة!