الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

إبحار أول سفينة سياحية في البندقية يثير جدلا بين مؤيدين ومعارضين

إبحار أول سفينة سياحية في البندقية يثير جدلا بين مؤيدين ومعارضين سفينة سياحية تثير جدلا بين معارضين ومؤيدين لإبحارها

أحيا إبحار أول سفينة سياحية في البندقية بعد انقطاع استمر 17 شهرا بسبب جائحة كوفيد-19، جدلا واسعا بين مؤيدي وجود "وحوش البحر" هذه في البحيرة الإيطالية الشهيرة ومعارضيها.

 

وفيما كانت ظلال السفينة "إم إس سي أوركسترا" الضخمة تبدو في الأفق قبالة ساحة سانت مارك، لوح متظاهرون بلافتات كتب على بعضها "لا للسفن السياحية" فيما رددوا معارضتهم بأصوات مرتفعة من على متن قوارب بخارية صغيرة.

 

وقالت متظاهرة لوكالة فرانس برس "السفن السياحية تسبب ضررا، وهي في الواقع لا تعود بالنفع الكبير على البندقية".

 

كذلك، يتهم المدافعون عن البيئة والتراث الثقافي الأمواج الكبيرة التي تولدها هذه السفن التي يبلغ طولها مئات عدة من الأمتار وترتفع طوابق عدة، بالتسبب بتآكل أسس مباني سيرينيسيما، أحد مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) وتعريض النظام البيئي الهش لبحيرتها للخطر.

 

في المقابل، تجمع مؤيدو السفن السياحية مت حدين ضمن حركة "العمل في البندقية" لتسليط الضوء على العديد من الوظائف التي سيوفرها وجودها للبندقية التي يقوم اقتصادها على السياحة التي تأثرت بشكل خاص خلال الوباء.

 

وسفينة "أوركسترا إم إس سي" التي وصلت فارغة الخميس من ميناء بيرايوس اليوناني، غادرت وعلى متنها حوالى 650 راكبا أجبروا على تقديم نتيجة اختبار سلبي بكوفيد-19 يعود تاريخه إلى أقل من أربعة أيام والخضوع لاختبار جديد حتى تمكنوا من الصعود على متنها.

 

وخضع السياح لإجراءات السلامة الصارمة المعمول بها والتي تهدف إلى منع السفن من أن تصبح بؤرا لانتشار الفيروس، كما حدث في السابق مرات عدة.

 

ومن المقرر أن تتوقف هذه السفينة التي تعمل بنصف طاقتها القصوى البالغة 3000 راكب امتثالا للتدابير المفروضة لمكافحة كوفيد، في باري (جنوب إيطاليا) وكورفو (اليونان) وميكونوس (اليونان) ودوبروفنيك (كرواتيا).

 

خلال توقفها الذي استمر يومين في البندقية، تولى موظفوها عمليات الإمداد وانتهزوا الفرصة أيضا من أجل تعزيز بروتوكولات السلامة الضرورية لهذه السفن الضخمة.

 

وقال فرانشيسكو غالييتي رئيس الرابطة الدولية لشركات الرحلات البحرية لوكالة فرانس برس "يسعدنا تقديم مساهمتنا لإحياء هذه المدينة التي عانت كثيرا خلال الأشهر السبعة عشر الماضية. خلال عام واحد، فقد القطاع عددا كبيرا من الركاب يقدر عددهم بحوالى 800 ألفا، ما يعني بالنسبة إلى الاقتصاد، خسارة حوالى مليار يورو".

 

ولا يقتصر الجدل حول وجود هذه السفن السياحية على سكان البندقية فقط، بل كان له دائما بعد دولي نظرا لشهرة هذه الوجهة السياحية التي تعد من الأكثر شعبية في العالم.

 

فيوم الثلاثاء الماضي، أرسل عدد كبير من الفنانين العالميين من بينهم ميك جاغر وويس أندرسون وفرانسيس فورد كوبولا وتيلدا سوينتون، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيس الوزراء ماريو دراغي ورئيس بلدية البندقية مطالبين بـ"توقيف دائم لحركة السفن السياحية".

 

ودعت هذه الرسالة التي تحمل عنوان "الوصايا العشر من أجل البندقية" الموقعة أيضا من وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة فرانسواز نيسن، إلى إدارة أفضل للتدفقات السياحية وحماية النظام البيئي للبحيرة ومكافحة المضاربة العقارية من أجل حماية "السلامة المادية" للمدينة وهويتها الثقافية.