Friday 16 May 2025
مجتمع

عادل الكركري: الطريقة الكركرية التي يتزعمها فوزي هي طائفة خارجة عن الكتاب والسنة

عادل الكركري: الطريقة الكركرية التي يتزعمها  فوزي هي طائفة خارجة عن الكتاب والسنة

أثير في المدة الأخيرة موضوع الطريقة الصوفية الكركرية بشكل لافت بعدما أخذت هذه الطريقة المميزة بردائها المرقع والمزركش بعدا مغاربيا بانتشارها عبر مناطق كثيرة بالجزائر. فما هي هذه الطريقة؟ ما هو سندها؟ وكيف نشأت؟ وما هو سر الصراع حول مشيختها؟ أسئلة وغيرها طرحها موقع "أنفاس بريس" على الأستاذ عادل الكركري، مقدم الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية والناطق الرسمي باسمها في سياق الحوار التالي:

+ ما هو رأيك في ما يذهب إليه الباحث محمد بنبريكة، الأستاذ بمعهد الفلسفة بالجزائر من كون الكركرية طريقة سنية نشأت في الجزائر قبل أن تنتشر في شرق المغرب؟ ثم ما هو أصل النزاع حول مشيخة الطريقة بين أبناء العمومة؟

++ بسم الله الرحمان الرحيم وأزكى الصلاة وأبهى السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، بادئ ذي بدء أرد على الباحث الجزائري الذي يقول إن ما يسمى بالطريقة الكركرية طريقة سنية ومصدرها جزائري، وأقول له لقد اختلطت عليك الأمور ووقعت في خطأ فادح وعلى الباحث أن يتحقق من الأمور قبل إصدار الأحكام إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل. فما يسمى بالطريقة الكركرية التي يتزعمها المسمى محمد فوزي، وأنا لا أسميها طريقة وإنما هي طائفة خارجة عن الكتاب والسنة ومخالفة لهدي سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، لا تعتبر امتدادا للطريقة العلوية بمستغانم، وإنما أسسها المدعو محمد فوزي سنة 2007، فهي حديثة العهد.

إذن هذه الطريقة منقطعة السند، لأن المسمى محمد فوزي ادعى ظلما وزورا وبهتانا أن والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن قدس الله سره قد أذن له في المشيخة، فهو بذلك أساء إلى والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن وإلى طريقتنا وإلى أجدادنا وإلى شيوخ أهل السلسلة التي يتصل سندها لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن نقول لهذا المتطفل إن الشرع يفترض عليه الدليل والبينة كما أثبته القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لأن الشهادة الخطية تعتبر في الشريعة أعلى في الدلالة على الحق وإبطال الباطل كما هو معروف عند علماء الأمة وفقهاء الدين، وهذا مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة "يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى، فاكتبوه فالله أمر بالكتابة ولهذا كان أهل الله والشيوخ الربانيون فسيدي العلاوي قدس الله سره كتب لسيدي الطاهر شيخ سيدي الحاج الحسن إذنا خطيا يوجد ضمن مستندات الزاوية الأصلية بتمسمان، وأيضا كتب لسيدي المدني بتونس وحتى والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن رأى الفتنة من أخيه الطيب وابنه فوزي وهذا ما كان يصرح لنا به في حياته، فكتب إذنا بخطه طاعة لأمر الله ولإقامة الحجة لابنه ووارث سره الوحيد سيدي محمد نورالدين الكركري قدس الله سره، وبهذا يكون والدنا الشيخ المربي قد أقام الشريعة وقطع الطريق على كل مدع ومتطفل بعد وفاته كأمثال فوزي. فخلاصة القول إن محمد فوزي لا عهد له ولا سند له ولا إذن له، فهو منقطع السند فأحدث هذه الطريقة بقصد الشهرة وجمع الأموال.

أما الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية الأصلية وشيخها سيدي محمد نورالدين بإذن من الله ورسوله وشيخه، فتعتبر امتدادا للطريقة العلوية بمستغانم التي أسسها سيدي أحمد العلاوي، وكذلك للطريقة الدرقاوية لسيدي محمد بنقدور رحمه الله. إذن فمصدر الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية ومقرها بتمسمان من المغرب، وهذا ما خطه سيدي أحمد العلاوي في كتابه الذي عهد فيه بالمشيخة لسيدي الشيخ مولاي الطاهر، حيث قال هذه بضاعتكم ردت إليكم إشارة إلى أن سيدي محمد البوزيدي أخذها عن جدنا سيدي محمد بنقدور وسيدي أحمد العلاوي أخذها عن الشيخ البوزيدي، فنقول للباحث الجزائري إن أصل الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية الكائنة بتمسمان وليس الفوزوية الكائنة بالعروي من جبل كركر بزاوية الرباط، حيث يوجد ضريح سيدي محمد بنقدور طيب الله ثراه، هذا في ما يتعلق بالسؤال الأول.

+ كيف يمكن تقديم الطريقة الكركرية كمنهج صوفي في تهذيب النفس؟

++ إن الطريقة الكركرية الفوزوية لا تعتبر منهجا صوفيا لتهذيب النفس، لأن التصوف الذي يدعو إليه فوزي لا صلة له بالتصوف السني الصحيح، ولا علاقة له بمنهج التربية والتزكية والترقية الذي كان يدعو إليه الشيوخ الربانيون ولاعلاقة له بالكتاب والسنة. والدليل على هذا أن فوزي لم يؤذن له بتربية المريدين وإعانتهم على السلوك إلى الله، فهو ادعى زورا وبهتانا على الله وظلما لنفسه أنه مأذون بالتربية كما وضحت سلفا. ولما كانت طريقته مبنية على أساس باطل كانت ثمار هذه الطائفة كلها باطلة بدون استثناء، فكل من أراد أن يدخل الحضرة الأقدسية بدون إذن طرد منها إلى مقام شيخه إبليس اللعين، وتولى هذا الأخير أمره فيعينه بجنوده من الجن والشياطين على تضليل الناس والعمل لاكتساب الدنيا وخيراتها الفانية، فيمد إبليس المدعي من الشجرة الخبيثة، فتكون الثمار التي يجنيها المريد كلها زقوم والعياذ بالله.

لذا فإننا نرى منهج فوزي فاسد، وأن أتباعه غرقوا في أوحال الشرك والضلال والدجل والكفر، وأناشدكم الله أن تسألوا عن السر الثاني عند فوزي إنه عبادة المريدين لفوزي والسجود له واسألوا عن ماهية السرين الثالث والرابع، إنه الإلحاد الصريح والكفر البواح، إنه انحراف خطير يغير عقيدة المسلمين ويفسد إيمانهم بالله تعالى وسيدلي من انسحب من طريقته بهذه الشهادة إن شئتم، كما أكد لنا الفقراء المنسحبون من طريقته أن النور الذي يعطيه فوزي هو نور سفلي شيطاني من نفحات إبليس، وهذا حال المدعين جميعا الذين سقطوا في قبضة إبليس لعنه الله، كما أكدوا لنا أن ذلك النور الذي يدعيه فوزي ناتج عن فتح العين الثالثة، وهذا منهج وأسلوب البوذيين الذين بدورهم يرون هذا النور السفلي بفتح هذه العين بواسطة التأمل الباطني، فهل يجوز لنا أن نقول إن هذا هو نور الحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فمنهج المسمى محمد فوزي لا يمت بصلة لمنهج التصوف السني المستمد من معين الكتاب والسنة.

+ ماهي مرجعية الطريقة الكركرية ومن هم شيوخها؟ وأين ينتشر مريدوها ومتى وأين ينظم موسمها؟

++ أقول وهذه شهادة لله ولرسوله وللمسلمين وللتاريخ إنه لا شيوخ للطريقة الفوزوية ولا مرجعية لها، لأن مؤسسها لا سند له وغير مأذون له بتربية الفقراء، وإنما أحدث هذه الطريقة سنة 2007، وادعى المشيخة ظلما وزورا موهما أتباعه أن الشيخ سيدي الحاج الحسن قد أذن له، وهذا محض كذب ومجرد ادعاء يفتقر للدليل والبينة. أما الطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية المباركة، فهي طريقة متصلة السند من سيدي الشيخ محمد نورالدين قدس الله سره إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم احتفالها السنوي بالزاوية العامرة بتمسمان في الأسبوع الأول من ذكرى المولد النبوي الشريف ولها مريدون كثيرون وعارفون محققون يتواجدون بفرنسا وبلجيكا وهولندا والدنمارك وكندا والجزائر وتونس ومن مختلف مدن المغرب.

+ ماهي دوافع ومقاصد اللون في اللباس المزركش الذي يرتديه أتباع الطريقة الكركرية؟

++ في ما يتعلق بالدوافع من لباس المزركش فأقول إن فوزي يدعي أن هذا اللباس هو الخرقة التي كان يلبسها الفاروق عمر رضي الله عنه والسادة الصوفية، وهذا يثير الإستغراب والاشمئزاز والضحك. فبالله عليكم هل هذه هي الخرقة المعروفة التي كان يلبسها الشيوخ الربانيون؟ كلا وألف كلا.. مرقعة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت بنفس الثوب البالي والرث الذي كان يلبسه وكان بجبته سبع عشرة رقعة، وهذا حال رباني أخبر المولى عز وجل به في التوراة، وقال لا تسلم مفاتيح القدس إلا لخليفة من المسلمين يدخل باب المقدس ماشيا وغلامه راكبا وبجبته سبع عشرة رقعة، وسيدنا عمر كما هو معروف كان يفترش الثرى ويتوسد الحجر ويلتحف السماء، وكذلك الشأن للسادة الصوفية الذي اتخذوا الخرقة دليلا على الزهد والتبتل وإيثار الآخرة على الدنيا.

أما المرقعة أو اللباس عند فوزي فلا يمت لا من قريب ولا بعيد للزهد، بل تجده أحرص الناس على متع الحياة وجمع الأموال وحيازة العقارات. فمرقعة فوزي ثوب يتم خياطته بأربعمائة درهم، ويلبسه فوزي وزاويته مشيدة بالرخام ويركب في السيارات الفارهة إلى غير ذلك. ونحن نقول أن اتخاذه لهذا اللباس الملون والمزركش وإلزامه لاتباعه بارتدائه له دلالة عند الماسونية، فهو أولا وقبل كل شيء له علاقة بالرمز العالمي الماسوني للشذوذ الجنسي. ثانيا، له علاقة بقبائل الجن التي يعبدها السحرة حتى تخدمهم وله علاقة بالميل النسوي، واللون البرتقالي الذي يلبسه فوزي فهو لون لا يلبسه في الماسونية إلا من وصل درجة الكهان. ولمن أراد أن يتأكد من هذه الأمور فعليه أن يتصفح مواقع الماسونية. والغريب أن فوزي أقدم في الآونة الأخيرة على صباغة قبة ضريح جدنا الشيخ سيدي مولاي الطاهر باللون البرتقالي، مخالفا بذلك جميع قباب الأضرحة بالمغرب المصبوغة باللون الأخضر أو الأبيض والشيء الوحيد الذي لا علاقة له بهذه الألوان هو دين الإسلام الحنيف الذي يعرف اللون الأبيض والأخضر فقط.

ولا يفوتتي أن أتطرق إلى أمر خطير، حيث أن فوزي خرج عن جادة الصواب وأصبح غير خاضع للشرع والقانون ضاربا عرض الحائط قانون مدونة الأسرة، فأصبح يقوم بتزويج المريدات بالمريدين بدون إبرام عقد الزواج على شاكلة الشيعة الذين يجوزون نكاح المتعة، وهذا ما حدث في الآونة الأخيرة للأخت سناء المواطنة المغربية المقيمة بفرنسا، حيث أقدم فوزي على تزويجها بالمسمى زاباتا ادريان الذي يقيم منذ أربع سنوات بطريقة غريبة بمنزل محمد فوزي، ثم تركها بعد مرور ثلاثة أشهر من هذا الزواج الباطل، مما دفعها إلى كتابة بيان نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي بينت فيه الممارسات المخالفة للدين والقانون التي يرتكبها محمد فوزي. وأخيرا، فالطريقة العلوية الحسنية النورانية الكركرية بتمسمان تتبرأ من هذه الطريقة ومن متزعمها فوزي المفتري على والدنا الشيخ سيدي الحاج الحسن قدس الله سره، وتؤكد لجميع المسلمين داخل المغرب وخارجه أن الشيخ الكامل سيدي الحاج الحسن رحمه الله لم يأذن له ولم يعهد له بالمشيخة.

لذا، فالمسمى محمد فوزي لا إذن ولا سند له، كما تستنكر بشدة الأفعال المخالفة للشرع والطقوس الغريبة المرتكبة من طرف هذه الطائفة التي تقدح في التصوف السني الصحيح، وتلتمس من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والقائمين على الشأن الديني المحلي والوطني التدخل لإيقاف هذا الشخص الذي يسيء للتصوف وأهله الخارج عن منهج التصوف السني كما ورثناه عن أسيادنا الصوفية، ومنهم سيد الطائفتين الإمام الجنيد رضي الله عنه. يعتبر تصوفه المشيد بالكتاب والسنة أحد ثوابت الأمة المغربية الشريفة.