الجمعة 17 مايو 2024
منبر أنفاس

نيازي: هل هذا هو الطريق الصائب يا شباب اليوم ؟؟؟

 
 
نيازي: هل هذا هو الطريق الصائب يا شباب اليوم ؟؟؟ حمزة نيازي
في النقاشات و الموائد المستديرة للحوار ، دائما ما نستعمل امثلة و اقتباسات من الماضي القريب أو البعيد. نستحضر تاريخا بعيدا حيث كان الأجداد في القمة، الجميع يتأسف على عصر ذهبي طويل وتراكمات من الحضارة و الاختراع و العلم و الفن و النجاح و التفوق ... عصر كان يطلق عليه الغرب الذي يحتذى به اليوم بعصر* الظلمات *.
 قصة الاندلس التي ستبقى اقوى مثال برجالها و نسائها و مواقف من كان يحكمها و شبابها الذي وضع أمامه العمل و الدراسة ... للرقي بالأمة و البشرية.
أين نحن من هذا ، شباب اليوم الذي يستهلك ولا يخترع ، شباب اليوم الذي تكاسل وسخر التكنولوجيا في الأمور التافهة مثل الرقص على منصة * تيك توك * و باقي مواقع التواصل الاجتماعي ، ذكورا و رجالا يستعرضون عوراتهم من اجل الربح المادي و لا يهم ما هي الوسيلة ، نساء و فتيات يصورن فيديوهات * روتيني اليومي * ليس لديها أي معنى فقط من اجل المال الوفير الذي توفره منصة Youtube  كمثال ... 
إلى متى ؟؟؟؟
شباب الأندلس ، نموذج راسخ سيبقى إلى الأبد ، الأندلس عقدة الغرب ، شبه جزيرة إيبيريا ، تاريخ صنعه الشباب القوي المؤمن الذي كانت لديه أهداف و حكمة وبعد نظر منذ الانطلاقة الاولى مع موسى بن نصير و طارق بن زياد ، إنه الشباب الذهبي الذي نفتقده مع الاسف.
اليوم ليست الدعوة موجهة من أجل الجهاد والسعي لفتح الأندلس من جديد ، المعايير تغيرت ونحن نعيش عصرا آخر، لكن على الاقل يجب ان تكون لدى شباب اليوم مبادئ و قيم و أخلاق ... ما نشاهد في الحياة العادية من قلة ادب و انعدام الأخلاق بصفة عامة و المستوى المنحط للحوارات مع يافعين و مراهقي و شباب اليوم  ... هو مخيب للآمال.
أخد ورد في الكلام يحمل في طياته عبارات سوقية لا أساس منها ولا استنتاج ... شباب لا يعول عليه. عندما تناقش او تحاور مراهقت تصدم بردة فعل غير متوقع ، أو تصرفات تدل على انعدام الثقة والمسؤولية و لا مبالاة.  هنا لا اعمم لان القاعدة تقول هناك السيئ وهناك الجيد . 
ما هو سبب هذا السقوط إن صح القول ؟؟؟ 
كما قلت فيما سبق ، عندما سخرنا هذه الثورة التكنولوجيا في الامور التافهة و اصبحت الوسائل الحديثة من هواتف و انترنيت و كل آليات هذا العالم متاحة للكل بدون استثناء. صرنا نشاهد في السنين الاخيرة انحراف فاضح و واضح ، الكارثة العظمى ان له مقابل مادي ، فقط فيديوهات * روتيني اليومي * ، او الرقص الفاضح الذي يظهر المفاتن ، أو يوميات شذوذ جنسي ... دون إغفال الأفلام القصيرة التافهة ... يمكنها ان تجعلك ثريا بدون إرهاق أو مجهود عضلي ... 
محتوى فارغ دون المستوى ، كما قلت في مقال سابق على "عربي بوست"، بعنوان : الويب العربي .. لماذا نعاني من كثرة التفاهة و المحتوى الفارغ ؟  (المقلق الذي استفحل في العالم العربي بصفة عامة هي قنوات (التفاهة) على منصة "يوتيوب"، تفاهات يمكن القول إنها "موضة جديدة"، تفاهة  لا يُستفاد منها، تُنشر فقط لحصد المشاهدات، تفاهة مخيبة للآمال.)
الترفيه او الرقص و الفن ... شيء جميل و ليس عيب لان الفن غذاء الروح ، لكن ان تكون نسبة مئوية كبير من الشباب منصبة على هذه الأمور ، هنا يجب دق ناقوس الخطر. 
نعلم جميعا ان الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي ... هو مجال موجه يخدم اجندة كبيرة جدا ، و هناك استهداف واضح لفئة معينة ، مع الاغراء المادي لا يمكن ان يقاوم الأمر. أقتبس في هذا الإطار ما قاله د/ مصطفى محمود : "الكتاب الجيد يحرر الإنسان الذي يقرأه. أما التلفزيون فيقيد الإنسان الذي يشاهده ! يعتقل جوارحه ويعتقل خياله ويقيد يديه ورجليه" .
يقال أن * زرياب * هو احد اسباب سقوط الاندلس ، نشر الفن و علم الناس الرقص و الغناء و ابدع في الألحان و نشر اللهو ... واللهو يقترن دائما بالخمر و النساء و الفسق و المجون... ، بل ان * زرياب * هو من علم الناس آداب اللباس و ادخل صيحات جديدة و اعطى بنفسه نموذج للأناقة و الجمال ... فكل هذا جعل الناس - خاصة الشباب - في تكاسل و لعب و جمود ... وأنساهم الإرث من العلوم و الثقافة و الرقي و تتبع طريق الآباء والأجداد... 
إن كان * زرياب * هو السبب او غيره ، فعندما علم الصليبيون ان الرجال يبكون في الخمارات على فقدان الحبيبة ، اعطي الضوء الاخضر للاسترجاع و القتل و القضاء على المسلمين ، لأن الركيزة و الاساس نخر واصبح هشا.