الجمعة 17 مايو 2024
منبر أنفاس

خالد أخازي: النموذج التنموي.... هل أجاب عما يؤرق المغاربة..؟

 
 
خالد أخازي: النموذج التنموي.... هل أجاب عما يؤرق المغاربة..؟ خالد أخازي
لست متخصصا في التنمية...
ولست مضطرا أن أكون خبيرا فيها لأعبر عن رأيي في التقرير الذي قدم للملك حول النموذج التنموي...
الملك أعطى تعليماته لينشر...
ليتم تعميمه.... ليطلع عليه المغاربة بخبرائه ومتخصصيه وأكاديميين وكل منتج للمعرفة...
كان مع الملك وهو يتلقى التقرير الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ...
دعونا من سيمياء الصورة...
لكن هكذا تزنك الدولة سياسيا..
بموقعك في البرلمان...
لا بخطابك السياسي ولا أسطوانة الشرعية التاريخية....
الذين رأوا أنه كان من الأفضل أن يتم وضع منيب في الصدارة...
أخطؤوا... وتوهموا.... ولا يعرفون تقاليد السياسية...
أمينة حضرت ممثلة لطيف سياسي...
وموقعها حيث موقع طيفها في الميزان السياسي...
فالأمر ليس دعوة لحفل عشاء... ولا لقاء شرفي....
سيمياء الصورة تخلبنا رغم ذلك...
قدم التقرير أمام الملك ومعه الأحزاب....
الرسالة... التنمية مسؤولية الجميع... ملكية وأحزابا سياسية....
لست خبيرا في التنمية...
ولا أستطيع أن أدعي أن النموذج المقدم حقق انتظارات الشعب...
لكن بما أنه عمم...
فأعلى سلطة في البلاد... تريد نقاشا عاما...
الخبراء والاقتصاديون والأكاديميون وصناع المعرفة والفكر.... عليهم ان يخرجوا من جحوركم....وينزلوا من صوامعهم الفكرية
والتأملية...
الملك ليس في حاجة إلى لغة تثمن كل ما يعرض عليه...
الملك ليس في حاجة إلى رجال ونساء لا يملكون الشجاعة لإبداء الرأي...
فالتقرير صناعة رجال ونساء مثلكم...
ومستقبل المغرب رهين بهذا النموذج....
وأنا وأنت لسنا أقل غيرة ووطنية ومعرفة من أعضاء اللجنة...
قد نرى ما لم يروه...
فالتنمية مرتبطة بالديمقراطية والأمن العام والثقة في القضاء...
التنمية مرتبطة بالمنافسة الشريفة والمساواة وباقتصاد منتج محفز لا بالربع و استغلال السلطة والعمل السياسي..؟
المجتمعات تاريخيا التي خرجت من التأخر اقتصاديا... وحققت النمو... أصلحت أعطاب نظامها السياسي...
التنمية بدون ديمقراطية حقيقية، وفصل للسلط جوهري لا صوري مجرد حلم...؟
للتنمية لها مدخلات ومخرجات.....
هل ما قدم أمام الملك كاف لتوقيف هذه المجزرة في الأحياء حيث يقتل الشباب بعضهم بعض، وينكلون بالجثث، ويقولون آباءهم
وأمهاتهم و يرمون لأنفسهم في البحر هربا من بلدهم...؟
هل ما قدمه سفير باريس السابق كاف... للقطع مع زمن القرقوبي للذي حول شبابنا إلى زمبيات.... يشوهون أجسادهم...؟
هل ما قدم أمام الملك كاف... للحد من ظاهرة صراخ المواطنين... مستنجدين بالملك... وبالحموشي فاقدين الثقة في المؤسسات..؟
هل ما قدم أمام الملك... سيمنح المغاربة الحق في المرض الكريم والموت الكريم...؟
هل سيوقف هذا القهر اللغوي والرمزي والإحساس بالعار في فضاءات عمومية اتجاه المواطنين...؟
هل يعيد الثقة في الحكومات... كمؤسسات لها شرعية التعاقد مع المجتمع...و الالتزام.... وفق برامج واضحة... تحاسب عليها ضمن
أغلبية حقيقية لا ريعية...؟
علينا أن نكون صرحاء مع الملك...
أن نقول له إن المدخلات سياسية... وحقوقية.... واجتماعية... وديمقراطية
البحث عن مكمن الداء والعطب...؟
فالفساد والرشوة والإفلات من العقاب والهدر وتعدد المناصب و الإثراء السياسي و عدم محاسبة من هم مازالوا طلقاء في ملفات كبرى
للفساد المالي... كأموال المخطط الاستراتيجي للتعليم... ستظل معيقات شرسة أمام أي تصور نظري بأي مشروع تنموي...؟
المدخل هو الإصلاح..
هو زلزال قوي... يخسف الأرض بلصوص المال العام والفاسدين في كل القطاعات والضرب بقوة على أيدي أغنياء السياسة... وتفعيل
مراقبة الإثراء من المنصب... نعم من المنصب...و لكم أن تفكروا في هذا التعبير جيدا
الملك طلب تعميم التقرير...
فلتكن عندكم الشجاعة التي يتطلبها الموقف...
النقاش... سيغني ويسلط الضوء على عدد من القضايا...
منهجيا.... ومضمونا...
فتح الباب للنقاش والتطوير والتجويد....
يريد الملك مقاربة ديمقراطية تشاركية مفتوحة....
لا نقاش صالونات... والتشدق بالمعرفة في نوادي النخبة..
كونوا أو اصمتوا....
هل أجاب التقرير عما يلي:
أي نموذج تنموي يلائم المغرب، وفق قدراته وإمكاناته وفق السياق الاقتصادي الإقليمي والدولي...؟
ماهي نقط وقتنا ونقط ضعفنا؟
ما الذي يحتاجه هذا النموذج للتطبيق والنجاح؟
ما هي المعوقات وأوراش الإصلاح العاجلة..؟
ماهي جدولة التنفيذ وفق مقاربة واقعية عقلانية أولوياتانية..؟
ما هو الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي لابد من مباشرته لتحقيق المؤشرات التنموية..؟
هل تحدث التقرير على أن الفساد والرشوة وتذويب الطبقة الوسطى وتجزر الثروة، تفاقم الاحساس باليأس باللاجدوى وتقهقر قيم
الوطنية والفخر بالانتماء...كلها عوامل معيقة لأي نموذجي تنموي...؟
هل تحدث التقرير عن فساد اللعبة الديمقراطية.... والعفن الحزبي...؟
هل المدخل للتنمية سياسي اجتماعي... أم اقتصادي...؟