الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

أسمهان عمور: يا الله لم نهرول إلى قرص شمس؟!

أسمهان عمور: يا الله لم نهرول إلى قرص شمس؟! أسمهان عمور
كل من ينبض قلبه حياة يرى الكون ربيعا...كون ابدعه الخالق الرحمان لنمتع العين والخاطر..... فترى الناس كلما قل صبيب الحياة لديهم رأيتهم يهرولون الى شمس تعاند الضياء لتترك شفقا إختلفت ألوانه، وإلى بحر تكاد أمواجه تصرخ أنا هنا منذ الأزل!!..هو ذا المشهد اليومي الذي بات يعرفه كورنيش الرباط بعد أن امتدت إليه أيادي الإصلاح والعناية .. ترى جحافل القوم راكبين وراجلين  يسبقون ساعة المغيب ليودعوا يوما من العمر شبيها بالبحر في مده وجزره.
سيارات من مختلف الأحجام والماركات أغلب سائقيها شباب.. فتيان وفتيات يملأون المكان همسا وصخبا، باد على محياهم عشق وحب توثقه لقطات كاميرا الهاتف قبل أن تغيب شمس اليوم، صوت بائع الزريعة والكاوكاو وهو يتسلل إلى الحالمين  يكسر لحظات بوح المقبلين على عمر جديد... وعلى الصخر الذي اقتعده البعض  شباب آثروا الوحدة تحسهم في خلوة طهر كأنها صلوات ...وعلى العشب المزين للحواشي انتشر القوم شيبا وشبابا. أطفالا وصبيانا .. غير آبهين بالأيادي التي أصبح ملمسها خشنا ولا بالظهر الذي تقوس من فرط الإنحناء لجعل الأرض التي كانت بالأمس حجرا هي اليوم بساطا أخضرا!.... لم يأبه الذين افترشوا العشب وعاثوا فيه دمارا أن خراطيم من المياه صوبت إلى ذات المكان لينعش العشب ويظل نضرا ....
يا الله لم نهرول الى قرص شمس ينغمس في عمق الأزرق وندمر في المقابل الفضاء الذي نأوي إليه.....أكواب بلاستيكية لشرب القهوة .. قنينات من المشروبات الغازية والكحولية .. وقنينات محلول لشراب ضد الزكام وأمراض أخرى......
اهكذا نعيش انفصاما في سلوكنا نمتع العين وايدينا تسبقنا إلى الدمار؟
هل تكفي الوصلات الإشهارية لتحسين سلوكنا ؟ والحفاظ على بيئتنا؟
ليت القوم يرقى وكفانا هرولة جماعة وفرادى إلى توديع شمس اليوم عند المغيب تاركين الشفق والصخر والبحر شاهدين على سلوك بشر يتبرأ منه القرص الذي انطفأ ما تبقى من ضيائه في عمق المحيط.