الجمعة 29 مارس 2024
منوعات

التحرش الجنسي وطرق مواجهته على مائدة التشريح الصحفي

التحرش الجنسي وطرق مواجهته على مائدة التشريح الصحفي الصحافية جين غوديا تشدد على أهمية رفع الوعي بالتحرش الجنسي

كشفت الصحافية المختصة بالتحرش الجنسي ومديرة برنامج النساء في الأخبار- أفريقيا، "جين غوديا"، أن التحرش الجنسي هو مشكلة عالمية غير مقيدة بمنطقة جغرافية أو حالة اجتماعية أو غيرها.. موضحة، في ندوة عبر شبكة الأنترنيت، ضمن برنامج "لن أبقى صامتة"، أطلقته شبكة أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، أن التحرش موجود بشكل عميق في أفريقيا، لكنه محاط بستار من الصمت.

 

وأشارت غوديا إلى أن التحدي الأول الذي تواجهه الناجيات من التحرش الجنسي في أفريقيا هو عدم القدرة على إثبات الواقعة، ما يؤدي إلى أن تطبع الضحية مع التحرش الجنسي. في الوقت نفسه ينشغل صناع القرار بالأسئلة عن البيانات والإحصائيات وعدد الشكاوى والبلاغات.

 

وقدمت المدربة المختصة بالتحرش الجنسي في أفريقيا دراسة حالة عن رواندا، بدأت بتقدم إحدى الناجيات ببلاغ عن تعرضها للتحرش في إحدى المؤسسات الإعلامية، حيث قررت الإدارة الاستماع لها وتصديقها، ومن ثم توالت الشكاوى التي بينت وجود مشكلة حقيقية في بيئة العمل، وكانت النتيجة هي تبني المؤسسة لسياسات وخطة عمل للتعامل مع شكاوى التحرش الجنسي، جعلتها في النهاية بيئة خالية تمامًا من التحرش الجنسي.

 

وعرضت "غوديا" أيضًا نسب التحرش الجنسي التي توصلت إليها دراسة بحثية من إعداد برنامج النساء في الأخبار تقارن بين التحرش الجنسي في أفريقيا وبين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017، والتي أشارت إلى أن 29 في المائة فقط من النساء اللواتي تعرضن للتحرش الجنسي في أفريقيا قد أبلغن عن الواقعة.

 

وشددت مديرة برنامج النساء في الأخبار في أفريقيا على أهمية رفع الوعي بالتحرش الجنسي، ليس فقط لأنه ما زال يشكل تحديًا لمعظم الأفراد على مستوى الأمن والسلامة، لكن بالإضافة إلى ذلك فإن تأثيراته الجسدية والنفسية تحول دون إنجاز المرأة في العمل. داعية إلى تدريب كل من الموظفين/ات وأرباب الأعمال على قضية التحرش الجنسي لضمان إمكانية كل من الطرفين إلى وضع بروتوكولات حماية ضد التحرش في العمل.

 

وألقت "غوديا" الضوء على المسؤوليات التي تقع على عاتق أرباب العمل لمواجهة التحرش الجنسي، والتي شملت كلا من: الالتزام بخلق بيئة عمل خالية من التحرش، وإدراك حجم المشكلة والعوائق التي تمنع الناجيات من الإبلاغ، بالإضافة إلى ضرورة تبني سياسة معلنة لمناهضة التحرش الجنسي وتدريب المديرين على مسؤولياتهم تجاه الأمر، وكذلك ضمان وجود الموظفين/ات في بيئة عمل إلكترونية آمنة وإزالة أي شيء قد يجعل بيئة العمل عدائية.

 

وحول أهمية سياسات مناهضة التحرش، أوضحت أنها توفر حماية لكل الموظفين/ات، حيث أنها ترسي بوضوح المسؤوليات والواجبات والأدوار لكل الأفراد داخل المؤسسة، كما أنها تشكل أداة للمساءلة وتجنب الخلاف.