الثلاثاء 23 إبريل 2024
اقتصاد

سلطات العرائش تقطع أرزاق المواطنين وتضع الشمع الأحمر على أبواب المستودعات

سلطات العرائش تقطع أرزاق المواطنين وتضع الشمع الأحمر على أبواب المستودعات مشهد من مدينة العرائش
في الوقت الذي تصارع الحكومة والدولة الزمان من أجل تقعيد الخطابات الملكية بشأن تعامل الإدارة مع المواطنين وتسهيل ولوجهم إلى خدماتها عبر تنزيل قانون تبسيط المساطر الذي دخل حيز التنفيذ أواسط الشهر الماضي وخلق بوابة وطنية للاطلاع على ما يتطلبه أي قرار إداري لمزيد من شفافيته، نجد الإدارة في هذه المدينة تجتهد في إصدار القرارات الإدارية لغلق المستودعات دون تعليل وتقطع أرزاق الناس في عز شهر رمضان و في أوج الأزمة الاقتصادية التي فرضتها الجائحة.
لو كنا في دولة أخرى أو لو كان مسؤولو هذه المدينة يفهمون ويتجاوبون مع التعليمات الملكية التي ما فتئ يخاطب الإدارة والقائمين على شؤون الدولة لمساعدة المواطنين على إنشاء مشاريعهم و مساعدتهم على خلق أنشطة مدرة للدخل و تشغيل الناس، لكان حري بمسئولي هذه المدينة والقائمين على مصالح الناس، أن يسارعوا إلى مساعدة مستغلي هذه المستودعات والاجتماع بهم وشرح ما يعتري ورشاتهم من نقص وتهيئ الظروف لهم و تبسيط المساطر أمامهم للحصول على التراخيص إذا كان الأمر يتوقف عليها علما أنهم يتوفرون على تراخيص مسلمة من الإدارات العمومية و يشتغلون وفق دفتر تحملات ومنذ زمن بعيد. كان حريا بمسؤولي هذه المدينة أن يشكروا أصحاب هذه المستودعات والورشات يهنئوهم ويمنحهم الجوائز لاجتهادهم في الحفاظ على نشاط المتعاونين في المقلع وتكييف ورشاتهم واجتهادهم في توريد الآلات اللازمة ليستمر تزود المدينة والمدن المجاورة بالرمال رغم تدهور وضعية المقلع ووصوله إلى مراحله الأخيرة بعد نفاذ مخزون الرمال.
كان حريا بالمسؤولين أن ينتبهوا إلى أن تعاونية أرباب شاحنات نقل الرمال ومواد البناء المشغل الرئيسي بالمدينة لليد العاملة الذي ضل طيلة سنين طويلة يحافظ على مناصب الشغل و في خط تصاعدي و بأعداد هائلة ، في الوقت الذي توقفت فيه كبريات شركات المدينة و أعلنت إفلاسها و على راسها شركة ايماصا وشركة ايفيم وشركة اللكوس الصناعية ومصبرات واد المخازن وجميع الوحدات الإنتاجية العاملة في تصبير السمك وذهب أصحابها بأموالهم بعيدا عن المدينة ، في حين بقي أرباب الشاحنات داخل هذه التعاونيات يتقاسمون خسائرهم تارة وإرباحهم تارة أخرى لأنهم ببساطة ليس لهم بلد أخر يرحلون له و ليس لهم مورد رزق أخر غير هذا النشاط الذي أقدم مسئولي هذه المدينة على محاربته عبر إغلاق مستودعاتهم بقرارات فجائية ودون سابق إنذار أو أعذار ولا تعليل، فأي عقلية تنتج هذا العبث في التدبير وأي فهم لمسئولي هذه المدينة للخطب الملكية في مساعدة الناس ودعم أفكارهم ومواكباتهم في إنتاج الثروة وخلق مناصب الشغل ومساعدة على ولوج الشغل وتمكينهم من وسائل الدخل والتخفيف من كل ما من شانه خلق الاحتقان ودفع الناس إلى الانتحار بالرمي بأنفسهم عرض البحر والانتحار.