السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

منعم وحتي: الكويرة.. خاصرة المغرب اتجاه إفريقيا

منعم وحتي: الكويرة.. خاصرة المغرب اتجاه إفريقيا منعم وحتي
في 10 يوليوز 1978 وقعت عملية انقلابية في موريتانيا، على إثرها تدخل العسكر الجزائري للإطاحة بالرئيس الموريتاني المختار ولد داداه، ليصبح مكانه، بشكل قسري، قائد أركان الجيش الموريتاني المصطفى بن محمد السالك رئيسا للبلاد، وبإيعاز من جنرالات الجزائر باشر قادة نواكشوط الجدد التنصل من الالتزامات التي وقعت عليها موريطانيا مع المغرب في مدريد. 
لكن المؤامرة لم تقف عند هذا الحد، فقد رعى عسكر المرادية توقيع إتفاقية سلام وتعاون بين موريتانيا وانفصاليي البوليساريو ضد المغرب، وتم الإمضاء على بنوذها بالجزائر في 05 غشت 1979، مفادها انسحاب موريطانيا من اتفاق مدريد بين المغرب وموريطانيا، واعتراف هاته الأخيرة بدولة الوهم لبوليساريو، وهيمنة موريطانيا على الكويرة لتأمين نواذيبو. وقد كانت الجزائر بهذا المخطط التآمري ترمي فتح المجال لزحف ميليشيات البوليساريو على وادي الذهب والداخلة عبر التراب الموريطاني، بدعم المدرعات والتسليح الجزائري-الليبي آنذاك. 
الأكيد أن كل هذا المخطط التوسعي الجزائري، الليبي، الموريطاني بتنفيذ من ميليشيات الانفصاليين، لم يكن خافيا على الجيش المغربي، الذي كان يتتبع خطوات وخيوط الدسائس عن كثب في الحدود الجنوبية للصحراء المغربية مع موريطانيا. فعلا لم يتأخر هجوم مسلحي البوليساريو من الأراضي الموريطانية ب 3000 عنصر، مجهزين بعتاد وسلاح ليبيا والجزائر، في المعركة التي عرفت ببئر أنزران، والتي نجح فيها الجيش المغربي في صد هذا الهجوم الرباعي، بعد إنزال الجنود المغاربة المظليبن بسرعة في المنطقة،  بقيادة إطار مغربي من أمهر كوادر الجيش، الضابط محمد الغجدامي "ثعلب الصحراء"، الذي أفشل الهجوم رغم سقوط الأرواح في الجانبين، لكنه تم تدمير أغلب العربات العسكرية للبوليساريو ومرتزقة الدعم الجزائري-الليبي.. بعدها تم بسط السيطرة على مرتفعات جبال الوركزيز وتأمينها. 
لماذا الرجوع لهذا السرد التاريخي ؟ 
هو في سياق تذكير الجارة موريتانيا، أن منطقة وادي الذهب تم استرجاعها لحظيرة الوطن بما فيها امتدادها البحري الغربي "الكويرة"، والذي كانت موريطانيا تراقبه على الدوام خشية تضرر خاصرتها الاقتصادية بنواذيبو.. للأسف فحكام موريتانيا لا زالوا يعيشون على وهم اللعب على كل الأحبال، بالتحالف السري مع المليشيات الانفصالية للبوليساريو، وكذا اللعب على حبل الارتماء في المخططات التقسيمية لعسكر المرادية لوحدة التراب المغربي، وفي ذات الوقت يظهرون وجها بشوشا غير حقيقي للمغرب، باللعب في منطقة رمادية بالتآمر  على وحدة أراضي المغرب بالصحراء المغربية. 
هذا الوجه الرمادي، يجب أن ينتهي !!، من يتآمر على وحدة آراضي المغرب، يجب تجاوز دسائسه، برفع سقف الدفاع عن مصالح المغرب.. إذن فمن المهم وضع الجدار الأمني الحدودي، بين المغرب وموريتانيا لترسيم الحدود في الكويرة، وبانتشار إداري وأمني واقتصادي في هاته المنطقة الغربية المغربية المحادية للبحر الأطلسي. فبدل أن تجني موريطانيا ثمار التبادل الاقتصادي مع المغرب خصوصا مع تأمين ممر الكركارات، بدأت في مسلسل قديم/جديد للتآمر مع الانفصاليين وعسكر الجزائر على المغرب، كأن حكام موريطانيا يحنون للزمن الانقلابي البائد  لمصطفى بن محمد السالك..
الأمر جدي.. الكويرة، بشريطها الساحلي الغربي الجنوبي، مرتكز اقتصادي للمغرب على إفريقيا.. ولنضطر الانقلابيين الجدد بموريتانيا للعودة لجادة الصواب !!!