السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبدالغني السلماني: المعطي منجب أساء التأريخ والتحليل

عبدالغني السلماني: المعطي منجب أساء التأريخ والتحليل عبدالغني السلماني

السياق:

لازال صدى خرجات المعطي منجب مع أحد المواقع الإلكترونية، حول ملف وحيثيات اغتيال الشهيد آيت الجيد محمد بن عيسى من قبل قوى الإسلام السياسي، تثير الكثير من ردود الفعل من قبل رفاقه وعائلته وأصدقائه ومجايليه ... خاصة أنه أراد أن يستغل صفته في تصفية حساب وتقديم خدمة للحلفاء الجدد من خلال تقديم معطيات مغلوطة للدفاع عن صديقه عبد العالي حامي الدين، المتهم في جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد محاولاً تقمص دور القضاء لتبرئته.

المفترض في من يعتبر نفسه مؤرخا سياسيا وقبل الخوض في نقاش قضية هي أكبر منه ان يوفر المعطيات ويتخذ المسافة الكافية ويستعمل الأذن قبل تحريك اللسان، أن ما فاه به المعطي منجب بخصوص قضية الشهيد آيت الجيد هو تعبير عن جهل واقعي و قانوني وسياسي لم نكن نعتقده لولا الخرجة الغير المسؤولة دفاعا عن الأصدقاء والقبيلة المنتفعة.

وعوض أن يتحدث بلغة المؤرخ كما يدعي، فإنه تمادى في تحريف الحقيقة وتسطيحها خدمة لأجندات أطراف متورطة في الجريمة. من يحرك هذه الخيوط؟ لمصلحة من؟. تطرح الأسئلة؟ .

المؤسف أن المعطي منجب ظل يقدم نفسه على أنه يساري وحقوقي ومؤرخ سياسي، لكن في قضية الشهيد أيت الجيد محمد بنعيسى لم يسعفه لا حرفة التاريخ ولا علم السياسة ولا القانون لمعرفة حيثيات الملف وتطوراته. بشكل سافر، وغير أخلاقي، ودون استحضار لأدنى المعطيات التاريخية والسياسية والقانونية والقضائية المعروفة حول قضية الشهيد محمد آيت الجيد بنعيسى، من قبل من يفترض فيه أن يكون دقيقا وعلميا وملما وموضوعيا في معالجته لمثل هذه القضايا بالنظر إلى تخصصه كما يدعي كـ”مؤرخ سياسي” .لابد من مناقشته في قضايا تخص البحث والطلاب والمعرفة عموما . وبهذه المساهمة لا نصفي حساب ولا نريد السجن لبريء بل هدفنا هو معرفة الحقيقة كل الحقيقة من قتل الشهيد ؟ من دَبًر ؟ ومن نفذ ؟ وما نبتغيه أن تتقدم الجهات المعنية بنقد ذاتي حول المنسوب إليها وتقديم نفسها للعدالة من أجل أن يعرف المغاربة كل الحقائق حول "الفتوحات" التي ارتكبت في الجامعة المغربية باسم محاربة "الكفر والزنقدة"..؟؟

في حرفة المؤرخ :

لعلمك يا أستاذ أن دور المؤرّخ في دراسة علم التاريخ، هو البحث الدؤوب عن الحقائق التاريخيّة والكشف عنها للتثبت من مدى صحّة الماضي ودقته وهذا ما لم تتقيد به في حوارك السطحي والمخدوم ... ودراسة التاريخ والحرص على إعادة تفسير الأحداث التاريخيّة بشكل عقلاني ومضبوط تتطلب الدقة والعلمية والحرفة .

لن أطيل عليك كثيرا سي المعطي وسأخاطبك بلغة البحث العلمي ومجال تخصصك وأحيلك على أهم المراجع في هذا المجال كتاب المؤرخ مارك بلوك Marc Bloch "دفاعا عن التاريخ أو صنعة المؤرخ : Apologie Pour L’histoire Ou Métier D’histoire بالاعتماد على الانشغال المعرفي والقلق الفكري قصد تحصين مهنة التأريخ وفهم قواعد الحرفة؛ حتى لا يتطاول المتربصون بها والمحتقرين لها في شكلها الفج الذي اعتمدتموه في حواركم وهنا أدعوك إلى قراءة كتاب جدير بالقراءة للمؤرخ المغربي الشاب الطيب بياض و المعنون بالصحافة والتاريخ وسأحدد لك الصفحات حتى لا تتعب نفسك لأنك لا تتوفر على الوقت الكافي للقراءة وممارسة حرفة المؤرخ من (ص 17 إلى ص 36)

ورغم تقديمك للاعتذار الذي نعتبره انحناء للعاصفة لا أقل ولا أكثر ... فلا بد من تذكيرك أن الاعتذار يكون عن زلات اللسان او سوء تقدير وليس عن تقديم حيثيات ووقائع لم تقترب منها أو تبحث عنها وهذا لايقوم به الباحث المبتدئ ما بالك بالمؤرخ المتخصص كما تدعي أو كما تسميك المنابر الغير العلمية . كثرت الصفات أفقدتك البوصلة حيث اعتبرت نفسك قاعديا قبل وجود هذا الفصيل الطلابي. المطلوب في صفة المثقف سي المعطي أن يكون رزينا وحكيما ودقيقا في اختيار المفاهيم والأدوات لأن "زلة العالِم هي زلة العالَم" كما يقال فلسنا أمام فاعل سياسي قد يصدر المواقف حسب الظرفية وشروطها إنما نحن أمام مثقف ومؤرخ يجهل حرفته .....

في فهم صنعة القانون :

كيف لك سي المعطي أن تبدي رأيك في قضية قانونية دون الإلمام بقواعد القانون ، كيف تعلق باستنتاجات قانونية حول قضية معروضة على القضاء وأنت بعيد عن علم القانون وقواعده وكل مبادئ القاعدة الجنائية وأنت المناضل والمؤرخ والمثقف كما تدعي المفترض فيه النزاهة الفكرية و النأي بالذات عن الانحياز إلى أحد الأطراف المتهمة بالقتل دون أدنى اعتبار للسؤال اتجاه الجهة الأخرى. حول خلفيات القتل وهوية القتلة السياسية والدينية ، إنها الوقائع التي لا تريد الاقتراب منها ولا طرح الأسئلة حولها بل اكتفيت باستنتاج يفتقد الدراسة والبحث والمنهجية العلمية . وبحكمك هذا تكون قد وضعت نفسك رهن إشارة المتهم بالقتل وهو الذي يفتخر بصداقتك في ندوته الصحفية التي أثثها بعض وجوه اليسار ويا للأسف !!! بهذا سي المعطي تكون قد أعلنت الاصطفاف مع تنظيم وحركة متطرفة يمينية تشكك في الديمقراطية وأنت تدعي الانتماء لليسار والفكر الديمقراطي .

فالتقادم غير وارد من الناحية القانونية، لعلمك يا سي المعطي في جرائم الاغتيال السياسي لا تقادم ، لأن الأمر يتعلق بالحق في الحياة، وهو الحق المقدس الذي تصونه حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالميا وكما تنص عليه كل المواثيق الدولية ذات الصلة .

تعمدك في الإساءة وتحريف الحقائق كان لخدمة أجندة من يقفون وراء جريمة الاغتيال ، تخطيطا وتنفيذا للإجهاز على اليسار وعلى رموزه وأفكاره في معاقله التاريخية وفضاءاته الجغرافية . وفي سبيل تحقيق هذه الإساءة ؛لابد أن تقدم خدمة بالجواب على أسئلة مخدومة خارج السياق، لكن الرد كان في المستوى ولازال فيه الكثير من التأدب والحوار وربطة الجأش .

  • أقول لك سي المعطي أن خرجتك كانت بهلوانية وردك واعتذارك أو توضيحك كان زلة كبرى نزعت عنك صفة الباحث والأستاذ الجامعي يجعلك بعيد عن المركز العلمي والأكاديمي المفروض توفره فيك. ويا للأسف مرة أخرى أنك وصفت أحد المناضلين الخديوي الخمار "بالشيفور" مع كل الاحترام لهذه المهنة الجميلة فالخمار الشاهد الرئيسي في هذه القضية وقد أدى ثمن نضاله غاليا رغم أن نجى من موت محقق، ولعلمك لا يزال يؤدي الثمن باهظا عن طريق التعسف والتهجم من قبل أصدقاءك الفضلاء و أطراف أخرى تريد تكميم فمه لكي لا يصدح بالحقائق ، فهو لا يزال يحضر إلى المحكمة منذ بداية الملف وستجده في الجلسة المحددة يوم الثلاثاء 30مارس 2021 .

قبل الختم :

نتمنى أن تنجلي الحقيقة كاملة وأن يصدر حكما عادلا غدا (الثلاثاء 30مارس 2021 )ولابد من التذكير أن ملف الشهيد ايت الجيد محمد بنعيسى تتوفر فيه مجموع أركان جريمة الاغتيال السياسي ،وهي من الجرائم التي جرمها القانون الدولي لحقوق الإنسان والتي لا تخضع للتقادم ،ومن هذا المنطلق فان تذكير و إعادة التذكير يعتبر مطلبا شعبيا وحقوقيا ، طالما لازلنا نردد مقولة أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته ،فالعائلة و رفاق الشهيد ايت الجيد محمد بن عيسى متشبثون بالحقيقة ولا شيء غير الحقيقة...للتاريخ ذاكرة .

َعبدالغني السلماني ، باحث وناقد