الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: اللهم أشهد.. فنوال السعداوي قد بلغت !!!!

عبد السلام المساوي: اللهم أشهد.. فنوال السعداوي قد بلغت !!!! عبد السلام المساوي
أعلنوا موتك ...فرحوا ...رقصوا ...أعلنوا موت المرأة وخلود الرجل ...موت الأنثى وانتصار الذكر
لا ثم لا ...لا وألف لا ...لن تموتي ...لن تموتي ...أنت عنوان الحياة ...أنت كينونة الوجود ...وحدك كون ...وحدك إنسان
لن تموتي ...لن تموتي ...لأنك امرأة خصوب ...امرأة ولدت ...ولدت الإنسان ...
أنت من قلت أن المرأة إنسان ؛ أزعجت الذكور والطغاة ...أرعبت الأسياد والعبيد ...
أنت من عانقت سمو الإنسان، أنت من عانقت رفعة المرأة...أنت من تمرد على خسة الولايا والحريم ...
بك نباهي الأمم يوم القيامة...فأنت نبية في زمن الكفار ...عذراء في زمن العهر ...أنت ضميرنا ...
أنت من فضحت تجار الدين ...أنت من كشفت عورتهم...
أنت الشجاعة في زمن الجبن ...أنت الوضوح في زمن الغموض ...أنت الحقيقة في زمن النفاق ...
أنت عقدة " الرجال " ...أنت المرأة الوحيدة والرجل الوحيد...
أنت الكبرياء والشموخ ...أنت العفة والحرية...
أنت النظيفة والطاهرة في زمن الوسخ والدعارة...
كنت البداية ...وستبقين البداية ...
أنت من أعلنت ميلاد المرأة العربية بعد دفن الولايا والحريم....
كنت مزعجة لأنك جريئة...كنت مزعجة لأنك امرأة ...والعرب يخافون من النساء لأنهم يستغلون الحريم الأشياء...
يحق لنا وباعتزاز وافتخار وتباهي أن نسمي كل امرأة نوال...فلا امرأة إلا نوال...
أتمنى لكل امرأة في وطني ...في المغرب ...أن تحمل كينونة نوال...
" المرأة والجنس "، أرادوها موضوعا للجنس، وقلت لا ثم لا: المرأة عنوان وجودكم ورمز طهارتكم...هي من تطهركم وهي من ترفعكم من الحيوانية إلى الإنسانية...
أعلنوا أنها ماتت ......لا يهم ولن يهم ...هي نوال السعداوي لم ولن تموت ...حية فينا بل نحن أحياء بها ...هي إنسان وندخل نصلي في رحابها...
زمان ، وأنا تلميذ ...وأنا عاشق للمرأة ...مؤمن بانسنتها ...وجدت في كتابات نوال جوابا لكل الأسئلة الانطولوجية التي كانت تقلقني ...أشهد أنها من علمتني معنى الحداثة ، علمتني ألف باء الديمقراطية ...
في البدء والختم كانت المرأة ...كانت نوال السعداوي ...فلا خوف علينا ولا خوف على المرأة مادامت فينا نوال السعداوي ...
ماتت ، لم تمت ..نحن أحياء بها
لن تقوم لنا قائمة إذا قتلنا نوال السعداوي
تحرروا من الذكورة وعانقوا الرجولة، ونوال عنوان رجولتكم
اللهم أشهد فنوال قد بلغت !!!!
أعلم أنها قد اختفت لكنها لم تمت ...
وكانت ربيعا موقفا وفكرا ...واختفت 21 مارس...واختفت في الربيع...وستبقى ربيعنا...
وكانت أما لكل النساء والرجال...واختفت في عيد الأم...
أعلم أنها قد اختفت لكنها لم تمت ...ولن تموت...
 
عبد السلام المساوي، قيادي اتحادي / وجدة