الجمعة 29 مارس 2024
خارج الحدود

سعيد الصديقي: لن يكون هناك تحول كبير في العلاقات الأمريكية - السعودية في ظل إدارة بايدن

سعيد الصديقي: لن يكون هناك تحول كبير في العلاقات الأمريكية - السعودية في ظل إدارة بايدن الملك سلمان بن عبد العزيز يتوسط الرئيس الأمريكي بايدن (يمينا) والأستاذ الباحث سعيد الصديقي

قال سعيد الصديقي، أستاذ القانون الدولي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إنه رغم صدور تقرير عن إدارة الرئيس بايدن، يدين مسؤولين بالسعودية بشأن مقتل خاشقجي، فإن ذلك لن يحدث اختلافا كبيرا في العلاقة الأمريكية - السعودية عن ما كانت عليه خلال الإدارة الأمريكية السابقة.

 

وأكد الصديقي أنه لن يكون هناك تحول كبير في هذه العلاقة، نظرا للمصالح الاستراتيجية المتداخلة بين البلدين، فالولايات المتحدة الأمريكية ما زالت في حاجة كبيرة إلى المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط، وأيضا المملكة العربية السعودية ما زالت في حاجة كبيرة جدا إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ما يتعلق بدورها الحمائي في المنطقة.

 

وأشار الصديقي إلى أن هناك ثلاثة ملفات ستكون محل خلاف بين الدولتين خلال المرحلة القادمة التي سيحكم فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن، وهي: ملف حقوق الإنسان، والملف اليمني، والملف الإيراني.

 

وفي ما يتعلق بملف حقوق الإنسان قد نشهد -يضيف الصديقي- إطلاق سراح مزيد من المعتقلين السياسيين في المملكة العربية السعودية، وقد يساهم هذا في تخفيف الضغط الأمريكي على السعودية في ما يتعلق بهذا الملف، وقد يكون هناك تطور في ملف حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية في ظل إدارة جو بايدن.

 

أما في ما يتعلق بالملف اليمني، فستحاول الإدارة الأمريكية -حسب الصديقي- ايجاد حل لهذا الملف، وخاصة أنه من بين القرارات الأولى التي اتخذها جو بايدن هي نزع صفة الإرهاب عن جماعة الحوثي، وهذا مؤشر على وجود تعامل جديد مع هذا الملف، وطريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع هذا الملف لا تعني أن يكون هناك ضغط على المملكة العربية السعودية، بل يمكن أن يكون الدور الأمريكي مساعدا للسعودية ويهدف إلى حل هذه المعضلة اليمنية، وبالتالي قد تتوافق الدولتان على أسلوب معين لحل هذه الأزمة، خلال الشهور القادمة، وقد نشهد وساطة أمريكية أو تشجيع أمريكي على الأقل لدخول الحوثيين والسعودية وحلفائها في حوار  مباشر أو غير مباشر.

 

وبخصوص الملف الإيراني، فهو ملف معقد -يتابع محاورنا- لأن إيران كسبت أوراق مثيرة، ورؤيتها في بعض الجوانب تحظى بدعم من أطراف دولية كثيرة جدا خاصة بعدما انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني. مضيفا بأن إدارة بايدن اذا أعادت نفس استراتيجية أوباما فقد تسبب نوعا من سوء التفاهم بين الأمريكيين والسعوديين. وبالتالي، فاذا كان ملف حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، والملف اليمني قد يحدث فيهما نوع من التوافق بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية، فإن الملف الإيراني سيكون أمره معقدا نظرا لتضارب المصالح، لأن الأمر يتعلق بفاعل آخر في المنطقة وهو إيران وله أوراق كثيرة يوظفها في المنطقة.