الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

الكزان: ليست هذه هي المرة الأولى التي تنزلق حركة التوحيد لتملي على الملك ما يجب فعله!

الكزان: ليست هذه هي المرة الأولى التي تنزلق حركة التوحيد لتملي على الملك ما يجب فعله! الباحث عبد المنعم الكزان (يمينا) والشيخي رئيس حركة الإصلاح والتوحيد

يرى عبد المنعم الكزان، باحث في السوسيولوجيا السياسية، أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تنزلق فيها حركة الإصلاح والتوحيد بخصوص الإملاء على الملك ما يجب فعله ومسائل أخرى، فهي حركة سياسية في ثوب دعوى، على غرار سائر حركات الإسلام السياسي. مشيرا إلى أن شيوخ التوحيد والإصلاح هم من يقررون في الخط السياسي والتنظيمي للعدالة والتنمية. مضيفا أن القول بفك الارتباط مستحيل لأن أساس تنظيم العدالة والتنمية هو حركة التوحيد والإصلاح...

 

+ بلاغ حركة الإصلاح والتوحيد الأخير يتضمن انزلاقا خطيرا يزكي انتقالها من الشق الدعوى إلى الشق السياسي الذي وصل إلى حد إملائها على المؤسسة الملكية ما ينبغي القيام به. كيف تقرأ هذه الانزلاقة؟

- ليست هذه هي المرة الأولى التي تنزلق فيها حركة التوحيد والإصلاح من الشق الدعوي إلى الشق السياسي، إذ أن حركة التوحيد والإصلاح هي حركة سياسية في ثوب دعوى، على غرار سائر حركات الإسلام السياسي، حيث أنها تعمل على ما سمى "اختطاف الدين"، كما يذهب بعض المتخصصين في الفقه السني إلى اعتبار حركات الإسلام السياسي من الخوارج، لأن السياسة قضية مصلحية اجتماعية لا تلحق بالعقائد. أما بخصوص الإملاء على المؤسسة الملكية فهي ليست المرة الأولى، فقد سبق لـ "الريسوني" أن شكك في أهلية أمير المؤمنين الفقهية إبان توليه عرش المملكة، كما خرج ضد إمارة المؤمنين في حفل استقبال البابا فرنسيس. إن حركة التوحيد والإصلاح تنهل من نفس المرجعيات على مستوى التنشئة السياسية، وهنا يجب أن ننبه لمسألة أساسية هي أن حزب العدالة والتنمية هو فقط جناح سياسي لحركة التوحيد والإصلاح وليس العكس، إذ أن شيوخ التوحيد والإصلاح هم من يقررون في الخط السياسي والتنظيمي للعدالة والتنمية.

 

+ نفاق الحركة بات واضحا، وقد أبرز ما وصل إليه الإخوان المسلمون في مواقفهم بين وضع رجل هنا ورجل هناك، إذ يبدو أن حزب البيجيدي في شكل متناقض مع الحركة الدعوية. ألم يحن الوقت بعد كي يعلن قادة البيجيدي القطيعة مع الحركة؟

- ليس هناك أي اختلاف بين حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، بل فقط تبادل الأدوار، فليست هي المرة الأولى، إذ لاحظنا هذا الأمر في الأحداث المصرية وكيف خرجت زوجة عبد الاله بنكيران إلى تزعم المظاهرات، في حين بنكيران تصرف كأنه غير معني لما يقع في مصر. كما أن القول بفك الارتباط مستحيل لأن أساس تنظيم العدالة والتنمية هو حركة التوحيد والإصلاح، لما لمسألة الهوية الدينية والظهور بمظهر الملتزم والمبدئي من عائد انتخابي من جهة؛ وضبط تنظيمي من جهة ثانية. أما موقف العدالة والتنمية فمن البديهي أن يكون هادئا، لأن الحزب يقود الحكومة، كما أن حركة التوحيد والإصلاح تستعد لخلق بديل العثماني حتى تتهرب من المساءلة السياسية في الانتخابات القادمة.

 

+ التوحيد والإصلاح هي في الأصل حركة دعوية تركز على الأخلاق والقيم. فكيف في نظرك أصبحت اليوم تملي في السياسة وتقرر فيها؟

- لا تختلف جميع حركات الإسلام السياسي على مستوى الممارسة، وجميعها تنطلق من الجانب الدعوي من أجل الاستقطاب السياسي. فما ينطبق على حركة التوحيد والإصلاح ينطبق على جماعة العدل والإحسان أو حركة النهضة والفضيلة. إنها تتبنى نفس الاستراتيجيات الاستقطابية.

 

+ يذهب البعض إلى حد القول بضرورة حل هذه الحركة، فهل أنت مع هذا الرأي؟

- طبعا لا يمكن إلا أن أكون مع طرح اعتبار الدين قضية مصلحة اجتماعية لا علاقة لها بعقائد الناس عبر أحزاب مدنية. وبالتالي لا يمكن إلا أن أكون ضد أي حركة تستغل عقائد الناس وتمارس الغلبة وجواز القول فقط من أجل الاستقطاب وتهييج الجمهور والاستمالة السياسية للمواطنين.