الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الدكتور الخطابي ضيف مدارات.. قيم الحداثة ضرورة ملحة للتطور أو البقاء على هامش التاريخ

الدكتور الخطابي ضيف مدارات.. قيم الحداثة ضرورة ملحة للتطور أو البقاء على هامش التاريخ الدكتور عز الدين الخطابي، والإعلامي عبد الإله التهاني
استضاف برنامج "مدارات" الذي يقدمه الإعلامي عبد الإله التهاني، الباحث المغربي في الفكر الفلسفي الدكتور عز الدين الخطابي، وذلك  في الحلقة التي تم بثها على أمواج الإذاعة الوطنية مساء الثلاثاء 15 دجنبر 2020. 
وقال الضيف صاحب العديد من المؤلفات في الفلسفة إن الدرس الفلسفي هو المساءلة والحوار وتشغيل العقل والحرية الفكرية وتعدد الآراء،وهو ما بلوره في كتاب "مسارات الدرس الفلسفي" الصادر عام 2002، مشيرا إلى أن حضور مادة الفلسفة عرفت بالمغرب مراحل مد وجزر.ففي ثمانينيات القرن الماضي، اعتبرت الفلسفة مصدر إزعاج فتم إضعاف تأثيرها وتهميشها، بل وتم التفكير في إغلاق شعبة الفلسفة بكلية الآداب بكل من فاس والرباط. 
وتابع الدكتور عزالدين الخطابي أنه في بداية التسعينيات عادت الروح إلى الفلسفة بتدريسها على نطاق واسع وإعادة الاعتبار لها وارتباطها بالخطاب الرسمي حول الحداثة والتسامح والحوار والتواصل.
وعن الحداثة و التقليد، قال ضيف مدارات أن هناك تجادبا فكريا.  فالحداثة مفهوم فكري تطور في الغرب ويعتمد على العقل في الاقتصاد والثقافة والسياسة وغيرها وفي تدبير المجتمع بمبادئ التحرر والتقدم والعدالة والحوار والديمقراطية، مؤكدا أن لا حداثة حقيقية لنا لأن الإنسان المغربي يترعرع داخل التقليد ليصطدم فيما بعد بمظاهر التحديث المتمثلة في المدرسة العصرية  التكنولوجيا وغيرها.
وأضاف في هذا السياق أن هناك حقيقتين: أولا أن قيم الحداثة ضرورة ملحة للتطور أو البقاء على هامش التاريخ. ثانيا أن النموذج الغربي ليس هو الوحيد في الحداثة، بل هناك دول آسيوية بالصين واليابان وسنغافورة، مشددا على أننا بالمغرب نتوفر على إمكانيات ذاتية داخل مجتمعنا للارتقاء انطلاقا من قيمنا الأصيلة مع الانفتاح على قيم الحداثة.
وتحدث الدكتور الخطابي عن ترجمته لبعض الكتب الفلسفية، موضحا أن الترجمة أداة للتفاعل والحوار والتواصل والانفتاح  الفكري وفتح حوار مع الآخر والمهم هو استضافة أفكاره داخل لغتنا العربية.
وتناول كتابه "المغرب المجهول" الذي قام بترجمته وهو للكاتب"أوغيست مولييراس"؛ معتبرا أنه وثيقة ضرورية لقراءة تاريخ المغرب الحديث لأن الكاتب قام بوصف دقيق للحياة الاجتماعية لمناطق الريف وجبالة في نهاية القرن 19 وذلك بفضل مخبر قبايلي تنقل بهذه المناطق مدة 20 سنة ونقل إلى الكاتب الذي كان أستاذا كرسيا بمدينة وهران الجزائرية كل الوقائع والأحداث.  
كما تحدث ضيف حلقة "مدارات" حول نظرته لمسألة البحث في مجال التربية والتكوين، مؤكدا أن الأهداف في هذا المجال يجب أن تركز على الانفتاح والمبادرة والاجتهاد وقيم الهوية، وأن المدرسة يجب أن تنفتح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي.
وتطرق الدكتور الخطابي إلى أنشطته الجمعوية وشغفه بالفن السابع منذ الطفولة إضافة إلى علاقته الحميمية ببعض الأمكنة وخاصة المدينة العتيقة بفاس التي ترعرع بين أزقتها ودروبها.