الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

دبيش: حقد الجزائر على المغرب حقد تاريخي منذ ماسينيسا

دبيش: حقد الجزائر على المغرب حقد تاريخي منذ ماسينيسا عبد الوهاب دبيش

يرى عبد الوهاب دبيش، أستاذ التاريخ بكلية الآداب بنمسيك سابقا، أن عنف الجزائر ضد المغرب، في كل تحرك لهذا الأخير للدفاع عن وحدته الترابية، كامن في المجتمع الجزائري منذ «ماسينيسا» وإلى اليوم، منذ «يوغرطا»، «ماسينيسا»، «كاهينا»، «بارباروس خير الدين»، «الأمير عبد القادر الجزائري»، وصولا إلى الثورة الجزائرية؛ مضيفا بأن الاحتلال التركي (العثماني) غير بنية المجتمع الجزائري إلى درجة أن الجانب الذي كان شبيها بالمغرب في المجتمع الجزائري مات واندثر، وأضحت بالجزائر أسر شبيهة بالأسر التركية..

 

+ في كل تحرك للمغرب دفاعا عن وحدته الترابية، نجد الجزائر تتابع ذلك بكل عنف وحقد نكاية في المغرب. لماذا؟

- العنف كامن في المجتمع الجزائري منذ «ماسينيسا» وإلى اليوم، منذ «يوغرطا»، «ماسينيسا»، «كاهينا»، «بارباروس خير الدين»، «الأمير عبد القادر الجزائري»، وصولا إلى الثورة الجزائرية، هذه كلها محطات زمنية طويلة تمتد إلى مئات السنين، تؤكد أن الجزائر ولادة للعنف. وهم لم ينعموا بالاستقرار، من لم يعش في أسرة مستقرة لا يمكن أن يعطيك إنسانا مُحبا للخير. لا ننسى أن الجزائر تعرضت للاحتلال «الفينيقي» والروماني وكان الأسوأ، وعرفت الاحتلال التركي، كان أيضا الأسوأ؛ إذ غير الاحتلال التركي بنية المجتمع الجزائري إلى درجة أن الجانب الذي كان شبيها بالمغرب في المجتمع الجزائري مات واندثر، وأضحت بالجزائر أسر شبيهة بالأسر التركية التي توجد بالشام ومصر، هذه الأسر ذات الجذور التركية المتحكمة في دواليب الإدارة والسلطة تماما مثلما يتحكم المجتمع الأندلسي بدواليب الإدارة والقرار في المغرب. ولو أن الدولة أرادت أن تثبت فعلا مشروعية حقها من الناحية التاريخية، الجزائريون سوف يصمتون ويكممون أفواههم، إلى الأبد، لسبب بسيط جدا مرتبط بتوظيفهم للتاريخ إيديولوجيا في حين نحن لا نفعل ذلك.

 

+ أين يتجلى هذا التوظيف الإيديولوجي للتاريخ عند الجزائر؟

- سأجيبك بمثال: لو تطرق باحث فرنسي للثورة الجزائرية لأقاموا الدنيا ولم يشعلوها، وسيقولون «كيف يتجرأ فرنسي محتل للحديث عن تاريخنا باعتباره تاريخا بطوليا!!». مليون ونصف شهيد؟؟ أنا أقول إن العدد لم يصل لـ 100 ألف، والشهداء الحقيقيون في الجزائر غير معروفين، هناك فقط الخونة الذين تعاملوا مع الاستعمار وعائلات تركية تريد الحفاظ على مجدها، وهم أساسا من يعادون المغرب. وليس الجزائريون «حاشى لله»، الجزائريون لا يفعلون ذلك؛ أقصد بكلامي بقايا الأسر التركية المتضررة من التواجد الفرنسي هي التي تعادينا في استقرارنا وحقنا الطبيعي، وهذا ملف مُتوارث منذ «العصر المريني» إلى اليوم. أقصد ملف العداء بين الجزائر والمغرب يجد جذوره في حصار تلمسان.