السبت 18 مايو 2024
فن وثقافة

موت الشاشات الوطنية قادم ويزحف ببطء إلّا إذا حدثت "المعجزة"!!

 
 
موت الشاشات الوطنية قادم ويزحف ببطء إلّا إذا حدثت "المعجزة"!! لا ننصح الجمهور الناشئ، من يريد ترويض عيونه بسحر الألوان، بمشاهدة القنوات الوطنية
قبل أن تفكر في الضغط على زر "التليكوموند"، ربما عن طريق الخطأ، تفتح إحدى الشاشات الوطنية، تشاهد صورا في غاية القتامة والعبوس والسواد. لا تفتح شهيتك لمواصلة المشاهدة، ربما تشاهد مسلسلا تركيا أو كوريا أو مسلسلا مغربيا باهت الصورة من فرط الإعادات، ربما تشاهد أيضا برنامجا "كريها" لأحد الوجوه التي احتلت التلفزيون.
تغيّر الموجة على عجلة قبل أن تغرق وتنقطع أنفاسك، تنتقل إلى إحدى القنوات الفرنسية.. كل شيء مختلف: جودة الصورة.. محتوى الصورة.. من ينقلون الصورة.. حتى فقرة تلفزيونية للنشرة الجوية تُبْهجُك حدائق الألوان في الصورة، تتابعُ حركات المذيعة وتقاسيم وجهها وأزياءها وتشخيصها المحكم.. لا تهتم بالتفاصيل الأخرى الخاصة بالزوابع والزخات المطرية هناك. 
تنجح في طرد الملل وأنت تسبح في بحيرة قوس قزح.. شهر ديسمبر تلبس القنوات الأجنبية أزياء ملونة لاستقبال هدايا "بابا نويل".. يصبح التلفزيون مصنعا للفرح وتوزيع أشجار عيد الميلاد والسكاكر والبومبونات واللعب. 
طقوس الاحتفالات برأس السنة الميلادية بالقنوات الفرنسية -على سبيل المثال- تعلو فوق غيوم كورونا.. طقوس احتفالية ضد طقوس العزاء.
لا ننصح الجمهور الناشئ، من يريد ترويض عيونه بسحر الألوان، بمشاهدة القنوات الوطنية.. إنه شهر "الإمساك" عن مشاهدة برامج تافهة للمدعو "إيكو" و"رشيد شو"... غفر لهما الله ما تقدم من ذنب وما تأخّر... والقائمة طويلة!!
كان الله في عوننا وعون آبائنا وأجدادنا، كم عشنا من سنوات الرصّاص قبل ظهور البث التلفزيوني الرقمي عبر الأنترنيت، والمنصات السينمائية التلفزيونية، وأجهزة التحكم السحرية، وريسيبتورات الجيل الثالث وعصر "enigma2".. موت الشاشات الوطنية قادم ويزحف ببطء إلّا إذا حدثت "المعجزة"!!