الجمعة 29 مارس 2024
منبر أنفاس

حمزة نيازي: كيف خرب العالم الافتراضي حياة الناس

حمزة نيازي: كيف خرب العالم الافتراضي حياة الناس حمزة نيازي

الكل يتصفح الأنترنيت، الشبكة العنكبوتية، عالم افتراضي جميل فيه الأخبار والأحداث العاجلة، وهو كذلك سبيل من أجل التواصل المباشر مع العائلة والأصدقاء والأحباب... العالم الافتراضي الذي أصبح ساحة من أجل إثبات الذات عن طريق العمل والتداول، تسهيل الحياة العامة واختصار الوقت عبر قضاء الكثير من المهمات بضغطات عبر شاشة الهاتف أو الحاسوب... أمر ليس بالسهل من ناحية أخرى، بل مسار طويل من الاختراع والابتكار والعمل المتواصل نحو عالم ذكي.

 

تيسرت حياة الناس، ولا يمكن نكران أن لهذا التطور التكنولوجي الكبير منافع لا تعد ولا تحصى... لكن، هذا العالم خرب حياة الكثير من الناس، تسبب في مشاكل ولوث سمعة وأعراض الناس، إما بطريقة ممنهجة أو بسبب أخطاء تكون في الأول تصرفات عفوية، لكن المجتمع لا يرحم بالقيل والقال، أو كما نقول بالعامية "تطياح الهضرة لي كضر في الخاطر".

 

ياما قرأنا عن أشخاص تم تصويرهم والتشهير بهم بغير وجه حق، إما صور أو فيديوهات تنشر كالنار في الهشيم، يتم تداولها ولا يعلم راسلها أو مروجها أنه ليس لديه الحق لا قانونيا ولا أخلاقيا ولا إنسانيا أن يقوم بذلك التصرف.. هل أصبحنا في عالم الدعاية الموجهة والتشهير بدل ما يصب الشباب والكل اهتمامهم في الابتكار وتطوير الذات وتقوية القدرات والبحث عن سبيل من أجل جلب المال والأعمال عبر هذا العالم الواسع بدل من الترويج لأعراض الناس !!!

 

هل أصبحنا من عاشقي آكل لحم البشر، وأصبحت شهية الناس مثارة وكبيرة في الترويج للخرافة والكذب والبهتان وتحريف الحقائق؟؟؟

 

هذه التفاهة ليست رهينة بين الناس فقط، بل حتى منابر إعلامية بتراخيص من الدولة تشتغل بلواء كبير وعريض ألا واهو (مهنة الصحافة).. هذه المهنة التي دُنست إلى أقصى حد مع تواجد صحافيي "المرقة" الذين يسترزقون بهتك أعراض الناس معنويا ويقومون بلي ذراع من كان هدفهم من أجل تحصيل الأظرفة البيضاء والصفراء قصد السكوت عن مواضيع وجهات وطرح أخرى.. صحافة التشهير التي أصبحت لها القوة من أجل الدخول إلى أي منزل ومكان دون خوف من متابعة، أين القانون وحقوق الشخص والخصوصية...

 

هل أنتَ وأنتِ وأنا وأنتم، لنا الحق في نشر فيديو تلك الطفلة ملاك التي كانت تعنف من طرف الأم كمثال؟؟؟ نعم، ما قامت به الأم تصرف ليس سليما، ومستفز مكهرب للإحساس، لكن هل لدينا حق نشره أو التعليق عليه بكلمات وعبارات خادشة، ألم يحرك كلام الابن الأكبر وجدانكم وإحساسكم حينما بكى بسبب التعليقات وصُدم بالكلام الساقط الذي قالوه على أمه، ضع نفسك مكانه، كيف ستحس؟؟؟

 

هل أنتَ وأنتِ وأنا وأنتم، لنا الحق في تداول فضائح وأعراض الناس ومشاكل الناس وحياتهم الخاصة، أي حق أعطي لنا أو للمنابر الإعلامية -صحافة المرقة والزرقة- أو أي كان أن يبحث في عيوب الناس ومشاكلهم وخباياهم وصورهم وفيديوهاتهم وحياتهم الشخصية؛ بأي وجه حق يتم تخريب حياة ناس وعائلات بفيديوهات كان الغرض منها الضحك ليتم استعمالها في التشهير وخلق "البوز" أو يتم طرحها في إطار بروباغندا، وتوضع في أجندة ليأتي زمنها؟؟؟