الثلاثاء 16 إبريل 2024
مجتمع

هل رضخت مندوبية السجون لمعتقلي أحداث الحسيمة بزيارة أقاربهم؟ 

هل رضخت مندوبية السجون لمعتقلي أحداث الحسيمة بزيارة أقاربهم؟  الزفزافي يمينا إلى جانب احمجيق خلال تظاهرة سابقة في الحسيمة
راجت مؤخرا أخبار بشأن استفادة بعض معتقلي أحداث الحسيمة من زيارة أمهاتهم في المصحات، وعزت بعض الجهات أن هذا الخروج نتيجة ضغط حقوقي وطني ودولي على  المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج..
وتحرت "أنفاس بريس" في خلفيات هذه الزيارات الخارجية لأربعة معتقلين من أحداث الحسيمة، وتبين أن ذلك أمر معمول به منذ سنوات داخل مندوبية السجون في السماح بخروج بعض المعتقلين لزيارة آبائهم وأمهاتهم في المستشفيات، وغير مرتبط بفئة من النزلاء دون غيرهم.

 
وحسب المعطيات التي حصلت عليها "أنفاس بريس"، ووفق التقارير السنوية التي تواظب المندوبية على نشرها للعموم، فإن عدد الرخص الاستثنائية والإذن بالخروج بلغ ما مجموعه 281 مستفيدا سنة 2019، وتعددت أسباب الخروج بين المناسبات الوطنية والأعياد الدينية وكذا زيارة الأقارب سواء في المستشفيات أو في المنازل أو حضور مراسيم الدفن، وكانت أكبر نسبة من الاستفادة هي عيد المولد النبوي، حيث قضى 85 نزيلا هذه المناسبة الدينية مع أقربائهم في المنازل.
وما يبين أن الاستفادة من هذه الرخص الاستثنائية والإذن بالخروج، غير مقتصر على فئة دون أخرى، هو استفادة 350 نزيلا منها خلال السنوات الأخيرة موزعين على قضايا الحق العام وأحداث الحسيمة وقبلها أحداث مخيم أكديم ازيك، إذ استفاد 278 نزيلا من حضور مراسيم دفن أقربائهم والباقي بشكل متساو بين عيادة المرضى سواء في المستشفيات أو المنازل.

 
وهكذا تم السماح للمعتقلين ابراهيم السماعلي وعبد الجليل العروسي من معتقلي اكديم ازيك، الأول زار والده بمصحة بأكادير، والثاني سمح لأسرته بحضور مناقشة الماستر بالسجن المركزي بالقنيطرة.
وبخصوص معتقلي على خلفية قضايا الإرهاب، فقد استفاد 10 منهم من رخص زيارة أقاربهم المرضى أو حضور مراسيم الدفن أو حتى حفل زفاف أو مناقشة دكتوراة برحاب الكلية.. ومن بينهم عبد الغني بن الطاووس ومحمد دمير وعبد الناصر بوغابة ورشيد أمرين.. وكانوا موزعين على سجون عين السبع ورأس الماء وتولال..

 
بدورهم استفاد معتقلو أحداث الحسيمة من هذه الرخص الاستثنائية إذ استفاد 9 منهم من عيادة أقاربهم أو حضور جنازاتهم، ولم يكن ناصر الزفزافي الذي زار والدته بمصحة خاصة بطنجة، ونبيل احمجيق الذي زار والدته بمصحة خاصة بالدار البيضاء، ومحمد حاكي الذي زار والدته بمصحة خاصة بالرباط، بأول المستفيدين من معتقلي أحداث الحسيمة، ولم يكن ذلك نتيحة ضغط على مندوبية السجون أو رضوخا منها كما يتم الترويج له، حيث زار ناصر الزفزافي والدته بمصحة خاصة بطنجة، وزار نبيل احمجيق  والدته بمصحة خاصة بالدار البيضاء، وزار محمد حاكي والدته بمصحة خاصة بالرباط، وسبقهم في ذلك رفاقهم محمد فاضل الذي حضر مراسيم دفن والده بمدينة الحسيمة بجماعة اولاد امغار تمسمان بإقليم الدرويش، ومحمد جلول الذي قام لزيارة ابنه الذي أجرى عملية جراحية بمصحة بالدار البيضاء، ومحمد المجاوي الذي زار عمته بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة، ومحمد ايت أحمد الذي حضر مراسيم دفن جدته بإمزورن إقليم الحسيمة، وأحمد كاتروط الذي زار أمه بمستشفى محمد الخامس بالحسيمة.وقد تمت هذه الزيارات بناء على طلبات المعنيين بالأمر.
 
وتندرج هذه الرخص الاستثنائية ضمن الحوافز التي تدخل في إطار التدابير التشجيعية، وتماشيا مع روح مهام المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حيث تخفف عن المعتقلين فراق الأهل، وتجعلهم لا يشعرون بقيود السجن التي تكبل حريتهم، وهي كما سبق التذكير متاحة لجميع السجناء مهما كانت مدة محكوميتهم أو تهمتهم، بشرط أن يكونوا أبانوا عن حسن السيرة والسلوك.