الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

حميد لبيلتة: هذه هي وصفة "مجموعة البديل" لمعالجة راهن الوضع السياسي بالمغرب

حميد لبيلتة: هذه هي وصفة "مجموعة البديل" لمعالجة راهن الوضع السياسي بالمغرب حميد لبيلتة

يعتبر عضو سكرتارية مجموعة البديل، حميد لبيلتة، أن كل "ما يقوم به العديد من السياسيين والنقابيين هو شحن ودغدغة الجماهير بخطابات أقرب إلى الديماغوجية من الديمقراطية"؛ ويقترح في هذا الحوار "مبادرة مجموعة البديل لتجاوز معضلة العزوف السياسي وهدر الزمن المغربي"، بعد أن "سئم الناس من الأحزاب والنقابات والمؤسسات..."

 

+ بصفتك عضوا سكرتارية مجموعة البديل، ما هو رأيك في الوضع السياسي الراهن؟

 - إذا كانت الديمقراطية لا تستقيم بدون حريات فردية وجماعية وأحزاب ديمقراطية  ومؤسسات تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية عبر صناديق الاقتراع، ووجود مجتمع مدني فاعل ومستقل، وإعلام مستقل ونزيه... ففي غياب هذه المكونات لا معنى للحديث عن السياسة والديمقراطية في العصر الحديث، فما يقوم به العديد من السياسيين والنقابيين هو شحن ودغدغة الجماهير بخطابات أقرب إلى الديماغوجية من الديمقراطية.

 

+ هل هذا الوصف أو التشخيص، هو الذي ساهم في عزوف المغاربة عن الانخراط في الأحزاب السياسية؟

 - نعم، لأن الناس سئمت من الأحزاب والنقابات والمؤسسات، ولأنها بكل بساطة وبدون إجهاد في التفكير لا تستحضر التحولات والرهانات الاستراتيجية للجماهير التي تدعي أنها تمثلها.. فهل الفئات الواسعة من المواطنات والمواطنين الذين واللواتي فقدوا الثقة في الأحزاب السياسية والنقابات كلهم على ضلال أم أن الممارسة السياسية التي يلاحظونها يوميا وتكرار نفس الخطابات هي ما جعلهم متذمرون. بل ومنهم من يفكر في الهجرة أو الدخول في انتظارية قاتلة...

 

+ ما هي الوصفة التي يحتاجها المغاربة لتشجيعهم على الإقبال للمساهمة في الحياة الحزبية؟

 - المغرب محتاج، اليوم وغدا، لجيل جديد من الأحزاب والنقابات، ولنطوي مع هذا الشتات والبلقنة الحزبية والنقابية.. ففي رصد المصالح المحركة للفعل السياسي أو النقابي. فالمغرب لا يتسع لأكثر من ثلاثة مشاريع مجتمعية أو وجهة نظر.

هناك وجهة نظر طبقة فقيرة وكادحة، ووجهة نظر طبقة مستغلة واحتكارية، ووجهة نظر طبقة تضع المصلحة اللغوية أو الإثنية فوق كل التناقضات الطبقية فهي مع هذه ومع تلك. هكذا إذن، فهذا السيل من الأحزاب والنقابات هو مضيعة للوقت، وهدر للمال العام وتكريس لصورة نمطية عن مكر السياسة وليس تخليق الحياة السياسية، أي الربط الجدلي بين الأخلاق، أي القيم والمبادئ وتدبير الشأن العام.

 

+ ما هي مبادراتكم داخل تيار البديل لتغيير الوضع السياسي؟

 - لقد دشنا في سكرتارية مجوعة البديل حوارا داخليا ومستمرا طيلة هذه السنة، وبعد تَتَبـُعٍ لتطورات الوضع العام ببلادنا على كل المستويات، وتجسيدا  للخط  الفكري والسياسي الذي رسمه وحدده مناضلي ومناضلات تيار البديل منذ انطلاقته في نسخته الثانية، ارتأينا في هذه اللحظة النوعية أن نتحمل مسؤولياتنا الفردية والجمـاعية كي نتوجه لكافة المواطنات والمواطنين، من أجل الانطلاق الفوري في مبادرة مُواطِنَة، مبادرة نوعية، هدفها  فتح حوارات عمومية على مستوى الجماعات الترابية وعلى مستوى القطاعات المهنية، لكي يتم التناول الصادق والصريح لمختلف القضايا والمشاكل التي تشغل بال المواطنين والمواطنات، بعيدا عن الخطابات الديماغوجية تارة باسم الوحدة وتارة أخرى باسم التبرير... فالحوار العمومي كممارسة ممكنة وجديدة لا بد ستنتهي بتوافق ديمقراطي على تحديد الأولويات وعلى ترتيبها، مما سيحدًد بشكل غير مسبوق ما هي المصالح المشتركة وما هو الصالح العام .

 

إن هذه  المبادرة المواطنة التي تقترحها مجموعة البديل، على كافة المواطنين والمواطنات وعلى التنظيمات المدنية السياسية والاجتماعية، هي لتوفير شروط الخروج نحو مرحلة جديدة فعلا، وتوفير مخرج من الأزمة المركبة الطاحنة تكون المصلحة لكل فئات الشعب المغربي وليس لفئة  ضيقة.

وهي كذلك ستجد فيها الدولة تجسيدا للدولة المواطنة، ومخرجا في مصلحة الدولة والمجتمع المغربيين، وأن الفئات التي ألفت الاحتماء بظلها، وألفت كذلك الربح السريع والوفير واستطابت احتكار السلطة وهي لا يبدو عليها أي استعداد تلقائي لتحمل الجزء الضروري الذي يجب أن تتحمله للخروج السريع والآمن من هذه الأزمة الغير مسبوقة في تاريخ العالم المعاصر .

إننا ندرك أن مبادرة مُواطِنة وشعبية ستذكرنا بملاحم شعبنا العظيم في اللحظات العصيبة. لذلك فنحن في مجموعة البديل واثقون من أن هذه المبادرة المواطنة هي الأضمن للتعبئة المجتمعية والأقل كلفة من أي سيناريو آخر من أجل خروج فعلي من الأزمة، وهذا لن يتحقق إلا بوضع برنامج تعبوي تشاركي من أجل استعادة ثقة المجتمع في وطنه ودولته ومؤسساته التي يجب أن تحظى بالثقة الشعبية...

إننا في مجموعة البديل لنا كامل الثقة في شعبنا ونتوجه إليه بكل صدق، ومصلحتنا في ذلك هي المساهمة بفعالية في خلق مناخ سياسي جديد لا يقبل المساومة، فدعوتنا للتنظيمات الديمقراطية والتقدمية من أحزاب ونقابات وجمعيات مدنية ومثقفين، من أجل الانخراط الجماعي، وبلا تردًد في هذه المبادرة المواطنة، هي دينامية مواطنة بعيدا عن التنافس الانتخابوي أو المصلحي بل لتقوية اللحمة الوطنية والمساهمة في حركِيًة  وتطور مجتمعنا،  فلا  مبرر  لكل الشتات المؤدي للعبث المسجل حاليا.