السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عدنان الجزولي: هل هذا صحيح ؟

عدنان الجزولي: هل هذا صحيح ؟ عدنان الجزولي
في الحقيقة ترددت في الكتابة حول الموضوع لحساسيته ربما في الظروف التي تمر بها بلادنا . لكنني وبعد تفكير قلت مع نفسي قد يكون السكوت أمرا سيئا ولا يخدم بتاتا ما نتمناه بكل صدق من خير وتقدم للبلاد.
الأمر وما فيه هو أنني سمعت سيدة من معارف العائلة ذهبت إلى منطقة في ضواحي الدار البيضاء لحضور جنازة عمها التي وافته المنية لأسباب مرضية عادية. إلا أن الغريب هو أن أشخاصا يمثلون السلطة المحلية وعلى رأسهم المقدم قاموا بزيارة تلك العائلة وطلبوا من أفرادها أن يقولوا أو بالأحرى أن يشيعوا بأن والدهم توفي بسبب فيروس كورونا إلا أن أبناءه رفضوا بشدة فعاودوا زيارتهم لكن الرفض ظل هو سيد الموقف !! . وحسب نفس السيدة فإن الأمر تكرر في جنازات أخرى زارها رجال السلطة و طلبوا من أفراد عائلات المتوفين إشاعة نفس الكلام ...!!!
ما يدفع المرء للتساؤل هو الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك السلطوي الغريب .. هل هي رغبة في النفخ في عدد الوفيات ؟ لا اعتقد ذلك إلا إذا كان من يسلك هذا الأسلوب يريد إشاعة أن حالات الوفيات الحالية هي كلها ناتجة عن الوباء وهو أمر لا يقبله عقل..
يبقى السؤال الآخر : هل فشل الإعلام الرسمي تماماً في تخويف الناس أصبح يدفع السلطة إلى أن تطلب من الناس نشر أخبار مرعبة لعل المواطنين يلتزمون بالاحترازات المطلوبة ؟
منطقيا ( إذا كان هناك منطق للسلطة في المغرب ) يبدو لي هذا الاحتمال أقرب إلى التصديق على اعتبار أن أجهزة الإعلام الرسمية ورغم كل إلحاحنا عليها منذ انطلاق الحجر الصحي ظلت تصم اذانها عن ضرورة اطلاق إعلام تدبير الأزمات .فقد ظلت أجهزة الدولة الإعلامية البصرية بشكل اخص غارقة إلى اذنيها في نشر السخافة عبر بث عشرات المسلسلات البعيدة عن هموم المواطنين .
أجهزة الإعلام البصرية الرسمية ظلت إلى وقت قريب ( وربما لا زالت لأنني انقطعت عن مشاهدتها منذ مدة ) تمارس التزوير عبر روبورتاجات مفبركة حول مدى احترام التباعد الجسدي في وسائل النقل وفي المعامل والأسواق . ورغم هول الأعداد من المصابين والمتوفين لازالت تلك الأجهزه تنشر الكذب وهذا ربما ما دفع بعض رجال السلطة في مناطق بعينها إلى أن يطلبوا من الناس المساهمة في حملة تخويفية غير مباشرة عبر ادعاء أن الجنازات هي غالبا لمصابين بالفيروس .
إنه الإفلاس المبين ...