الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

القدرة الإلهية تنقذ طفلا مصابا بالتوحد من الغرق بشاطئ الرباط

القدرة الإلهية تنقذ طفلا مصابا بالتوحد من الغرق بشاطئ الرباط إنقاذ طفل مصاب بالتوحد من الغرق بشاطئ الرباط
تنقل "أنفاس بريس"، تفاصيل قصة إنقاذ طفل مصاب بالتوحد من الغرق بشاطئ الرباط، يرويها الروائي والباحث في علم النفس عبد الإله حبيبي الذي كان شاهدا على قصة بدايتها حزينة ونهايتها كانت سعيدة..
"حضرت أمس بكورنيش الرباط على الساعة الثامنة مساء حدثا غريبا جدا، بينما الأطفال يلهون في تسلق أعمدة المركب الحديدي الذي يوفر لهم فرصة التزحلق والقفز وتعلم الصعود والنزول، إذ بصوت أم تصيح بحثا عن ابنها الذي ضاع منها فجأة حينما كانت تنظف مدرجا من هذا المركب بعدما لاحظت أن أحد الأطفال قد تبول عليه… كنت رفقة بنتي وحفيدتي وصهري… توقفنا نستقصي الأمر… حاولنا التعرف على الطفل الضائع بحكم عمل ابنتي الأمني… كانت الأم تغدو وتروح يمنة وشمالا كمن مسه الجنون… بالكاد أدلتنا على لون ثيابه وسنه… التقط طفل قريب منها المعلومة وبسرعة أجابها لقد انطلق في هذا الاتجاه.... أي اتجاه البحر… لكن هناك منحدر عليه اجتيازه والعبور عبر أرض تملؤها الحشائش كي يصل إلى البحر الذي تحفه صخور ناتئة.... الوقت ليل… الأم تصيح وتركض في كل الاتجاهات.... أحاطت بها النساء… انطلق شباب الأحياء الشعبية المجاورة في اتجاه البحر… عبروا المنحدر واختفوا هناك قرب الصخور وحدها أشعة هواتفهم تظل تحدد أماكن تواجدهم… كانت الأم المسكينة قد مسحت كل الفضاء الذي يؤثث الكورنيش… الجميع تعبأ للعثور على الطفل قبل فوات الأوان… فجأة أدركنا من المعلومات التي تدلي بها الأم ان طفلها توحدي، ولهذا فقد يتعرض لخطر كبير في هذا الوقت المظلم.... هناك في أعلى الصخور بدأت تظهر حركة غير عادية... تجمهر  بعض الشباب ممن تعودوا على احتساء النبيذ على ضفة المحيط… ثم ارتفع صوت من هناك.... لقد عثر عليه هؤلاء بعدما ألقى بنفسه في اليم… كان الشباب المنهمك في الشرب غير آبه بطفل ينظر ويمعن النظر في زرقة الأمواج الممزوجة بقليل من ضياء السماء.... ثم سرعان وبدون أدنى تفكير رمى بنفسه في الموج قرب الصخور الناتئة… ارتمى أحد الشباب وراءه وبصعوبة سحبه نحو الحجر حيث تلقفه السكارى الآخرون ليشرعوا في إفراغ بطنه وتدفئته والصياح الله أكبر إنه هنا حي يرزق.... كنت أتابع المشهد من بعيد بينما صهري كان قد التحق بالشباب لمساعدتهم… بلغ الخبر إلى المتحلقين حول الأم.... لم تقو هذه الأخيرة على النهوض… حملتها النساء رششن وجهها بالماء.... كانت نضارة ملامحها توحي بأنها لم تتخط الثلاثين من عمرها… صعد الشباب السكارى المنحدر حاملين الفتى المبلل كطير كسير… كانت لحظة أبكت الكل حينما ضمته أمه وشرعت النسوة في النحيب"...