الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

شعار المدرسة المتجددة والمنصفة والمواطنة يتعثر بمدرسة الحسنية بوزان

شعار المدرسة المتجددة والمنصفة والمواطنة  يتعثر بمدرسة الحسنية بوزان مدرسة الحسنية بوزان   
- مدخل لابد منه 
قبل الانتقال إلى صلب موضوع هذه المادة الإعلامية ، وجبت الإشارة بأن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بوزان، استنفرت كل أطرها، رئيسا ومرؤوسين لضمان دخول مدرسي ناصع كميا، رغم  تزامن انطلاقه مع ظروف غير اعتيادية، حيث خيمت عليه أجواء لم يسبق أن عاشها التلاميذ والأطر التربوية والإدارية والأسر .  
الصور التي نشرتها المديرية الإقليمية للتعليم على صفحتها الرسمية، وكذلك التتبع المباشر لعامل الإقليم لانطلاقة الموسم الدراسي من خلال  قيامه بزيارة مؤسستين تعليميتين، في احترام تام للتدابير والإجراءات الاحترازية التي جاء بها قانون حالة الطوارئ الصحية، كلها مؤشرات تفيد بأن المجهودات الكمية لطاقم المديرية الإقليمية المعززة بالانخراط الفعلي لباقي المتدخلين (أطر تربوية وإدارية جمعيات أمهات وآباء التلاميذ ...)، كان من نتائجها لي عنق جملة من الإكراهات التي خلفها وباء كوفيد 19. 
- تعطيل شعار الدخول المدرسي بمدرسة الحسنية.  
شعار "من أجل مدرسة متجددة ومنصفة ومواطنة ودامجة" الذي اختارت وزارة التربية الوطنية لتأطير الموسم الدراسي الحالي ، قوي وحامل لرسائل تختزل كلماته المختارة بدقة وعناية فائقة، الأدوار المنتظر من المدرسة المغربية لعبها لإعداد مغاربة الغد. مدرسة تضمن تكافؤ الفرص بين المتعلمات والمتعلمين، وتعمل على تحقيق المساواة والانصاف، مدرسة تتصدى لكل أشكال التمييز وتعزز التماسك الاجتماعي. 
الامتحان الفعلي للشعارات ليس ما تؤثث به الوزارة وثائقها، وما تحمله اللافتات المثبتة عند مداخل المؤسسات التعليمية، بل هذا الامتحان يبرز في مدى اقتناع المسؤولين على رأس قطاع التعليم مركزيا وجهويا وإقليميا بهذه الشعارات، والسعي الحثيث من أجل تنزيلها وإعطائها نفسا على الميدان. وللتدليل على أن شعار هذا الموسم الدراسي قد لفض أنفاسه عند مدخل مدرسة الحسنية بإقليم وزان، نضع القراء في الصورة من خلال سرد المعطيات التالية: 
بعد إغلاق أبواب مدرسة الحسنية قبل أربع سنوات، تم الاستنجاد تربويا بمدرسة أبي حيان التوحيدي حماية لحق التلاميذ في التعليم. استمر الوضع على ما هو عليه، مع ما نتج عن ذلك من اكراهات ادارة المؤسسة التعليمية بمدير ومديرة. ولتجاوز هذه الوضعية، ولأن مدرسة ابي حيان التوحيدي تتوفر على عقار واسع استقر الرأي على تقسيمها، مع تعزيز مدرسة الحسنية المتفرعة عنها بجناح جديد، قادر على استيعاب العدد الكافي من التلاميذ الذين تم نقلهم من مدرستهم الأصلية بشارع المسيرة. حل فرضته اكراهات الواقع، وشارك في بلورته مختلف المتدخلين بإشراف مباشر من المدير الإقليمي الحالي. 
البناية بالشكل المعماري الذي زرعت به بالمدينة، شوه جمالية عمارة الحي، وتسائل أبناء دار الضمانة عن الملابسات المحيطة بصمت مجلس جماعة وزان عن هذا العبث. لكن أم المصائب التي فندت شعار الدخول المدرسي، وتوصيات اليوم الدراسي حول المنتدى الإقليمي الأول حول التربية الدامجة الذي سبق ونظمته المديرية الإقليمية للتعليم بتعاون مع جمعيات تشتغل على ملف الأطفال في وضعية إعاقة، وورش التربية على حقوق الإنسان الذي اشتغلت عليه بشكل مكثف المديرية الإقليمية في نسخها الأربعة، تجلت (أم المصائب) في البناية التي جاءت تمييزية بشكل سافر .... تمييز بسبب الإعاقة الذي يحظره دستور المملكة... تمييز يضرب في صلب اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها المغرب... تمييز يرقص على هيكل وبناء وأهداف الخطة  الاستراتيجية لمنظومة التربية والتكوين...، تمييز يؤكد بأن قانون 03/10 المتعلق بالولوجيات لم يسمح له طرق أبواب البناية الجديدة لمدرسة الحسنية رغم أن مادته الأولى جاء فيها: "تعتبر البنايات والطرقات والفضاءات الخارجية ووسائل النقل سهلة إذا أمكن للشخص المعاق دخولها والخروج منها والتحرك داخلها واستعمال مختلف مرافقها والاستفادة  من جميع الخدمات  المحدثة من أجلها..." . 
السؤال المقلق، والاستفهامات المحيطة بهذا الخرق السافر للقانون، والوخز بإبرة التمييز في منظومة حقوق الانسان، هو كيف تجاوزت الجهة التعليمية إقليميا وجهويا هذا التمييز بسبب الإعاقة وسمحت بتوطينه بهذه المدرسة؟ وكيف أن تتبعهما المستمر لورش البناء المفتوح لم يفتح عيون هذا وذاك على تعطيل المقاربة الحقوقية في تشييد الجناح المذكور؟ 
هل يمكن تدارك الأمر قبل فوات الأوان؟ ممكن ذلك، فالبناية يضع عليها المقاول أخر اللمسات قبل تسليمها للجهة حاملة المشروع، لذلك يتطلع الصف الحقوقي إلى تدخل عاجل من عامل الإقليم، وإلى ترافع قوي من الجمعيات التي تشتغل بحقلي الطفولة، والأطفال في وضعية إعاقة.... سلاحهم دستور المملكة، والخطب الملكية ، وقانون الولوجيات ، يؤطرهم شعار  " المؤسسة التعليمية الحسنية فضاء لاستقبال جميع الأطفال كيفما كانوا، وتوفر لهم شروط نجاحهم بالرغم من مشاكلهم وصعوباتهم".