الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

الكاتب منير السرحاني يكشف في "مدارات" التهاني مسار هجرته للغة الفرنسية

الكاتب منير السرحاني يكشف في "مدارات" التهاني مسار هجرته للغة الفرنسية الكاتب منير السرحاني (يمينا) والزميل عبد الإله التهاني

استضاف الإعلامي عبد الإله التهاني، مساء يوم الثلاثاء 11 غشت 2020، في حلقة جديدة من برنامج "مدارات"، الذي تبثه الإذاعة الوطنية، الكاتب والشاعر والباحث منير السرحاني، ابن مدينة القصر الكبير وابن خطيب مسجد، وهو حافظ للقرآن الكريم..

 

بدأ منير قراءاته الأولى باللغة العربية "للنصوص الكبرى" لتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ. لكنه اكتشف اللغة الفرنسية في وقت متأخر وهو في مرحلة التعليم الإعدادي. وقال منير السرحاني إن اللغة العربية كانت بالنسبة له مكتسبا بديهيا قبل التحول نحو الكتابة باللغة الفرنسية التي أحبها وعشقها من النظرة الأولى.. مشيرا إلى أنه وجد في هذه اللغة الحرية في شكل هجرة إلى لغة أخرى وتحدي المراهق، إضافة إلى التفكير بشكل آخر.. لكنه أكد أن اللغة الفرنسية وسيلة لا تلغي الهوية.

 

ورفض منير السرحاني، أحد الوجوه البارزة في الجيل الجديد من الكتاب المغاربة باللغة الفرنسية، أن يحمل لقب الكاتب الموسوعاتي رغم اهتماماته المختلفة وتنقله بين الشعر  والرواية والترجمة والبحث  والمقالة لأنه يعتقد أن الموسوعاتي هو الذي ينتج في العلوم.

 

ففي روايته "لا وجود للحية ملساء"، باللغة الفرنسية، يعالج ظاهرة الإرهاب والتكفير، من خلال تناولها في قالب من السخرية حول شخصية أب في ظاهره رجل مصلح لكنه ظلامي منحرف دينيا واجتماعيا.. وأول من يكتشف هذا الخلل هي ابنته التي ترى في والدها تجسيدا لإسلام مستورد لا يشبه المغاربة بعيدا عن الحب والتسامح وتقبل الاختلاف.

 

وتحدث الكاتب منير السرحاني عن ترجمته للشعر التي دشنها مع الشاعر محمد بنيس، قبل أن يشتغل على ترجمة نصوص لشعراء آخرين مثل حسن نجمي وعائشة البصري... معتبر أن ترجمة الشعر هي أكثر صعوبة من ترجمة الرواية، وتزيد هذه الصعوبة مع ترجمة الزجل المغربي إلى الفرنسية، كما حدث له مع ديوان "ترامواي" للزجال مراد القادري.

 

وركز التهاني مع الباحث السرحاني في الفلسفة على كتابه "الإسلام في مخاطر التأويل"، والذي قام فيه بمراجعة لفكر الفيلسوف ابن رشد لاكتشافه بنظرة جديدة والرجوع إليه في زمن التعصب الديني والإرهاب، لأن ابن رشد نجح في نظره في التوفيق بين الشريعة والفلسفة، من خلال منهج عقلي ومنهج الأدلة، وقدم درسا فكريا وثقافيا يؤمن بتعدد الحقيقة لأن الهدف هو إرساء مجتمع مبني على التسامح وتقبل الآخر.

 

وعن جائزة المغرب للكتاب التي تشرف عليها وزارة الثقافة، دعا منير السرحاني إلى الانفتاح على الكتاب الآخرين باللغات الأجنبية، وفي مقدمتها الفرنسية، لأنه يعتقد أن الجائزة تهم جميع المغاربة وليس فئة محدودة منهم.