الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

د. حمضي يكشف حقائق انتقال كورونا عبر السباحة والهواء والمياه العادمة

د. حمضي يكشف حقائق انتقال كورونا عبر السباحة والهواء والمياه العادمة الدكتور الطيب حمضي يرصد إمكانيات انتقال فيروس كورونا من عدمها في فترة العطلة الصيفية

عند حلول فصل الصيف يقصد الناس البحر والمسابح والمنتزهات والجبال للاستجمام وقضاء عطلتهم الصيفية؛ لكن صيف هذه السنة يتميز بظروف استثنائية يهيمن فيها الهاجس والخوف من الإصابة بفيروس كورنا..

"أنفاس بريس"، اتصلت في هذا الشأن بالدكتور الطيب حمضي، الذي كشف لها الحقائق التالية حول انتقال العدوى عبر السباحة في البحر والمسابح وعبر الهواء وعبر المياه العادمة:

 

أولا: السباحة في  البحر والمسابح

ليس هنالك أي خطر في انتقال العدوى عبر السباحة في البحر؛ فهنالك احتمال نادر وضعيف جدا للإصابة؛ وبالتالي فليس هنالك أي أشكال في السباحة. وحتى إذا كان الإنسان مصابا بكوفيد 19 ويسبح في البحر، وهدا احتمال دائما قائم ويجب أن نأخذه بعين الاعتبار لأن عددا كبيرا من الناس مصابة بدون أعراض ولا تعرف أصلا انها مصابة، هدا لمصاب أو المحتمل لا يشكل مصدر مهم للعدوى. الخطر يكون في تجمع الناس بشكل يتقابل فيه بعضهم مع البعض، يتكلمون ويضحكون من دون تباع ومن دون كمامة على الشاطئ. وكل ما كان الإنسان يسبح لوحده بعيدا عن الناس، كلما كان بعيدا عن الإصابة. الخطر لا يكون في السباحة، ولكن في الشاطئ، إذا لم يحترم التباعد ولم تستعمل الكمامة. هنالك دول سمحت بالسباحة في البحر، ومنعت الجلوس في الشاطئ. كما أن دولا سمحت بالجلوس في الشاطئ، لكن مع احترام شرطي التباعد وارتداء الكمامة.

أما بخصوص المسابح الخصوصية التي تعالج بالكلور، فهذه المادة تقضي على الفيروس، ولا خطر إذن في السباحة. والمشكل الذي يثار هو المدار الذي يحيط بالمسابح، الذي يجلس فيه المستحمون والزوار. ويجب هنا أيضا الاحتياط بالتزام التباعد والكمامة وخفض عدد المستعملين لضمان التباعد.

 

ثانيا: الإصابة بالفيروس عن طريق الهواء

وحول انتقال الفيروس عبر الهواء، وجب الفرق ما بين الأماكن المغلقة والأماكن المفتوحة، كالحدائق والمنتزهات. وقد أكدت دراسات أنجزت بالصين، في مارس من 2020، بأن هنالك بعض الجزيئات للفيروس في الهواء؛ وكان السؤال هو ما هي طبيعة تلك الجزيئات: هل هي بقايا حية، أم ميتة للفيروس؟ وأثبتت نتائج الدراسات المتواترة في الأسابيع الأخيرة بأن الجزيئات الموجودة في الهواء حية!! وبالتالي احتمال انتقال الفيروس عبر الهواء أصبح واردا جدا.. لكنه يبقى دون تأكيد تام بإصابة الإنسان بالفيروس عبر الهواء، خاصة أمام السؤال الملح: هل الكمية من تلك الجزيئات الحية في الهواء تسمح بانتقال الإصابة للإنسان عبر الهواء أم لا؟

ومن باب الاحتياط لا يجب علينا انتظار نتائج هذه الدراسات؛ بل علينا أن نسلم بأن الفيروس ينتقل عبر الهواء منذ البوم.. وبالتالي علينا تحديد الأماكن الخطيرة. فالأماكن العامة كالحدائق، يموت فيها الفيروس بسرعة بفعل الهواء الطلق وضعف الرطوبة؛ لكن شريطة احترام التباعد واستعمال الكمامة. أما الخطورة فتكمن في الأماكن المغلقة، كقاعات السينما والأسواق التجارية والمطاعم والمقاهي والمساجد... فهذه الأماكن المغلقة تقتضي تهويتها، وإلا ستبقى بؤرا مهددة بلوباء، ويتطلب فيها كذلك الالتزام بالتباعد، مع استعمال الكمامات.. الحمامات يجب منعها الا للاستعمال العائلي الخاص

وللحد من انتقال الفيروس عبر الهواء، يجب الحرص على  التباعد وتهوية الأماكن العامة والمغلقة ، بل ويشمل هذا الإجراء حتى المنازل وأماكن العمل والمساجد والمقاهي والمحلات التجارية ووسائل النقل، الخ... مع خفض عدد المستعملين لهده الفضاءات.

 

ثالثا: الإصابة عبر المياه العادمة

بالنسبة للمياه العادمة، فمنذ بداية الوباء كان البحث عن إمكانية وجود الفيروس في هذه المياه، وثبت فعلا وجود بقايا الفيروس فيها؛ ولكن دون وجود دليل على بقاء الفيروس حيا، ويصيب الإنسان بالعدوى.. كما لا يوجد أيضا دليل على أن بقايا الفيروس قد تؤذي البشر، لأنها في غالب الظن بقايا ميتة.

ومن المعلوم أن الكثير من الدول تقوم بإعادة تدوير المياه العادمة للاستعمال الفلاحي أو التنظيف؛ وباتت تؤكد على اتخاذها للاحتياطات اللازمة، خاصة وأنه عندما تتم معالجة المياه العادمة يتم القضاء على الميكروبات والفيروسات، بما في ذلك كوفيد 19. وكانت بعض الدول تستعمل الوحل الناتج عن المياه العادمة لأغراض فلاحية وتخصيب الأرض، ولكن من باب الاحتياط استغنت هذه الدول اليوم عن هذه العملية.

ونسجل نقطة أخرى بخصوص المياه العادمة، حيث تتجه الأبحاث لدراسة المياه العادمة في الأحياء السكنية، إذ تعمل هذه الابحاث على قياس كمية الفيروس في هذه المياه.. وعندما يتم العثور على كمية كبيرة من الفيروس في المياه العادمة في حي ما، يتم التحذير بأن هذا الحي في تلك المدينة بدأ يشكل بؤرة لانتشار الوباء، ويتعين اتخاذ الاحتياطات.. هذه الطريقة استعملت من طرف العديد من الدول، من بينها المغرب؛ وبالتالي وجود بقايا الفيروس في المياه العادمة يعطينا فكرة على الإصابات في هذا الحي أو الحومة أو المدينة.. كما أنه من باب الاحتياط، يجب مراقبة الشواطئ والأنهار والوديان التي تصب فيها المياه العادمة بطريقة عشوائية ومتوحشة دون معالجة وأخذ الاحتياط.