الخميس 18 إبريل 2024
منبر أنفاس

امحمد الدحماني : معركتنا مستمرة من أجل فكر إسلامي تنويري

امحمد الدحماني : معركتنا مستمرة من أجل فكر إسلامي تنويري امحمد الدحماني

يحاول البعض في كل مرة وحين تذكيرنا بكونه يدافع عن الإسلام وكأننا في غزوة الخندق ..ضد الإسلام.

يا سادة، نحن سنظل ضد من يشوهون الإسلام والمسلمين بتصرفاتهم المنافية لروح الدين الإسلامي الحنيف. نحن ضد تجار الدين . وضد دعاة القتل والسحل باسم الدين. وضد حاملي فكر جهاد النكاح، وإرضاع الكبير.

نحن ضد من يحاولون تسطيح المسلمين والرجوع بهم إلى عصور ما قبل التاريخ . حكمنا على أي منتوج إسلامي كيفما كان نوعه مرتبط بمدى استفادة المسلمين أنفسهم منه وبقية البشرية .

أتعتقدون بأننا وعملا ببعض فتاوي فقهاء الظلام سنرقى إلى مصاف الأمم الراقية؟ بالطبع لا ثم ألف لا.

سنرقى إلى مصاف الأمم الراقية تجسيدا لقوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، بالعلم وبتسلق جدار الإنسانية في أبهى صورها. وهو ما لن نصل إليه بفتاوى النكوص الفكري والانحطاط المعرفي.

يا سادة، الإسلام ليس أحكام عبادة. ماذا ستستفيد الإنسانية من أحكام طريقة المسلم في تأدية شعائرة الدينية؟ والتي هي في آخر المطاف علاقة فردية -عمودية بين الإنسان المسلم وخالقه. فامتدادات الإنسان المسلم ينبغي أن تكون بشكل أفقي في مجتمعه انطلاقا من معاملاته وانطلاقا من مدى استفادة البشرية من منتوجه الفكري والعلمي، بعيدا عن التسطيح الذي يحاول البعض العودة بنا له بتقديسه للفكر الخرافي - الظلامي المغلف بأحكام الدين الإسلامي ـ هذه الطريق شاقة ويبدو أنها ستطول بين دعاة التنوير الإسلامي و مقدسي النكوص الفكري لأسباب يطول شرحها منها، عدم قدرة منظومتنا التربوية على محو رواسب عصور انحطاط الفكر الإسلامي وإنتاج منظومة حاضنة لأفكار تنويرية بعيدة عن السطحية والاجترار المبتدل لمفاهيم تجاوزها قطار التاريخ.

يا سادة، هذه هي ساحتنا الراهنة والمقبلة. فليتعض بعض السطحيين. وإن لم يستطيعوا الرفع من سقف النقاش نظرا لأغلال دماغية شبوا عليها، فلينصتوا، حتى لا يسقطوا في أحكام اللغو المقيت.

 

امحمد الدحماني، فاعل تربوي