الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

مراكش.. في أفق استعدادات القطاع السياحي لما بعد الحجر الصحي

مراكش.. في أفق استعدادات القطاع السياحي لما بعد الحجر الصحي جامع الفنا والعديد من المنشآت السياحية بمراكش تنتظر رفع الحجر عليها لاستعادة حيويتها

منذ بداية الجائحة، فقدت الحركة السياحية بمدينة مراكش بريقها، كما فقدته بالمغرب بشكل كلي، بعد إغلاق الحدود، ثم بفرض حالة الطوارئ الصحية التي اقتضتها الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا؛ لكن بعد أزيد من ثلاثة أشهر من الانكماش، ورفع الحجر الصحي تدريجيا، كيف ستعود الحياة إلى شرايينها من جديد؟ وما مدى استعدادات قطاع السياحة بمدينة مراكش لما بعد هذه المرحلة؟

 

الاستعدادات.. بارقة أمل

بعد توقف اضطراري، وعلى غرار العديد من المؤسسات الاقتصادية والتجارية التي فرض عليها فيروس كورونا إغلاق أبوابها، تستعد الوحدات الفندقية بمدينة مراكش من جديد لاستقبال زبنائها، ولو أن استئنافها لأنشطتها بعد رفع الحجر الصحي، بات أمرا صعبا لدرجة اقتراب استحالته بالنسبة للعديد من الفنادق وباقي المؤسسات السياحية والخدماتية، وأن باقي الفنادق تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع. آخر المعطيات تشير إلى أن 30 في المائة من المؤسسات الفندقية في المدينة الحمراء تعيش مرحلة الإنعاش، وأخرى تقارع الزمن  للدخول في مرحلة جديدة محفوفة بالمخاطر، مرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي وطنيا.

 

فبعد كل الركود الشامل في الحركة السياحية وفق ما أكدته المعطيات الاقتصادية، تستعد العديد من المنشآت الفندقية بمدينة مراكش وعلى غرار باقي فنادق المملكة، إرساء كافة الإجراءات الوقائية، المعمول بها لضمان السلامة الصحية للوافدين عليها من المغاربة والأجانب، تماشيا مع التوجيهات الرسمية .

 

العديد من الفنادق بكل أصنافها، هي على قدم وساق من أجل توفير كل الظروف الملائمة لاستقبال ضيوف المدينة الحمراء، للقيام بعمليات تعقيم واسعة وشاملة لكل مرافقها، من غرف ومطاعم ومسابح، وقاعات الرياضة... وتجهيزها بكل الوسائل اللوجيستيكية المخصصة لحصار وكشف فيروس كورونا، وفق التعليمات التي ابلغت بها من طرف وزارات الصحة والسباحة والداخلية، واستعمال المعدات الضرورية، من بينها: كشف حرارة الوافدين عليها وتعميم التوجيهات وجعل التعقيم والتطهير أولوية قصوى ضمن نشاطها اليومي، كما القيام  بإجراء تحاليل مخبرية للعاملين بها بشكل روتيني للكشف الاستباقي عن الفيروس.

 

وفي حديث له مع "انفاس بريس"  يرى أحد المستثمرين السياحيين بمدينة بمراكش، أن مهنيي قطاع السياحة يراهنون في ظل هذه الاستعدادات على فصل الصيف، وبحذر شديد على السياحة الداخلية لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، لتعويض آثار الركود، والتخفيف من الأزمة الخانقة التي عصفت بهم لشهور. واستعدادا  لمرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي، يشير إلى أن أغلب الفنادق والمؤسسات السياحية بات لزاما عليها التقيد بإرساء قواعد السلامة الصحية الصارمة والتعامل مع السياح الوافدين بنوع من المسؤولية، وهي أمور قد تنهك قوى المؤسسات السياحية نظرا لمحدودية استقبالها للوافدين وبالتالي قلة المداخيل. وذلك تماشيا مع المقتضيات الخاصة بالتخفيف من القيود المتعلقة بالسياحة، حيث ستشرع الفنادق في فتح أبوابها وفق شروط حددتها وزارة الصحة، تتعلق بالطاقة الاستيعابية على وجه الخصوص.

 

البديل .. الإنقاذا من الانهيار

بعد أن أغلقت المطارات والموانئ المغربية أبوابها منذ شهر مارس الماضي، باتت حركة السياح المتجهين إلى المغرب مستحيلة خاصة بعد إجراءات الحجر الصحي، ما يهدد موسم الصيف بالركود، لذلك تسارعت السلطات المسؤولة عن القطاع بإيجاد الحلول البديلة التي تعتمد بالدرجة الأولى على تشجيع السياحة الداخلية.

 

تشجيع يأمل منه مهنيو قطاع السياحة بالمدينة الحمراء أن تقوم الجهة الوصية بتوجيه المواطنين نحو السياحة الداخلية من خلال استكشاف مراكش وباقي المدن المغربية هذا العام لتعويض الانهيار في عدد السائحين الأجانب بسبب الجائحة، خاصة وأن قطاع السياحة بمدينة مراكش يعد قاطرة اقتصادية مهمة لباقي القطاعات الأخرى، باعتمادها على السياح الأجانب، لكنها شهدت خسائر كبيرة، متأثرة سياحتها بفعل انتشار الوباء، وصلت لنحو 90 في المائة، فيما تم تسريح نحو توقيف 80 في المائة من العاملين بالقطاع حتى الآن، بحسب مصادر نقابية محلية.

 

ومن أجل إنقاذ مستقبل مدينةة، اعتمدت في اقتصادها على الخدمات، من الانهيار الوشيك، يشير مسؤول بالمندوبية الجهوية للسياحة بمراكش في تصريح له لـ "أنفاس بريس" أنه لن يكون هناك سياح أجانب هذا الصيف، وبالتالي فالتشجيع على السياحة الداخلية قد يكون نقطة مهمة لا بديل عنها لإنقاذ القطاع من الإفلاس.

 

ولتشجيع السياحة الداخلية يرى صاحب إقامة سياحية بحي  جليز، في تصريح للجريدة، أن الشقق الفندقية التي بها أحواض سباحة قد تكون أكثر ملاءمة للمغاربة، مقارنة بالغرف التي توفرها معظم الفنادق، لأنها غالبا ما لا تتناسب مع احتياجات وموارد الأُسر المغربية. فيما ترى صاحبة وكالة أسفار سياحية بمراكش، أن على الفنادق لجلب أكبر عدد من السياح المغاربة، تخفيض أسعارها وتقديمها خدمات وتحفيزات وتشجيعات على استهلاك المنتوج السياحي الوطني والمحلي إن كانت تريد جذب المزيد من السياح المغاربة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.