الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

علي بوطوالة: جائحة كورونا بينت أن المواطنة مسألة أساسية

علي بوطوالة: جائحة كورونا بينت أن المواطنة مسألة أساسية علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي
قال الدكتور علي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي، في ندوة رقمية نظمتها الرابطة المغربية للشباب والطلبة مساء أمس الجمعة 8 ماي 2020 إن جائحة كورونا بينت أن المواطنة مسألة أساسية، وغياب روح المواطنة يعرقل حتى الإجراءات التي اتخذتها الدولة لإنجاح حالة الطوارئ الصحية، بمعنى أنه كل ما كان وعي المواطنة متقدما - يضيف بوطوالة - أي تمسك المواطن بحقوقه وأيضا قيامه بواجباته، كل ما ساعد ذلك الدولة في إنجاح ما تطرحه من مخططات ومن سياسات عمومية.
وأشار بوطوالة أن هناك ارتباط وثيق بين المواطنة والحداثة، فالمواطنة كمفهوم جاء كنتيجة لتطور الحداثة، وانغراسها في المجتمعات الغربية، مضيفا بأن المواطنة مفهوم حديث ظهر في سياق الإنتقال من المجتمع الإقطاعي أي مجتمع الرعايا إلى المجتمع الحديث أي مجتمع المواطنين بعد عصر الأنوار، فالمواطنة مرتبطة بالتحرر التدريجي للإنسان من مجموعة من القيود التي كان يعاني منها ولازال في بعض المجتمعات التي لم تصل في تطورها الحضاري إلى مستوى المجتمعات المتقدمة.
وشبه بوطوالة جائحة كورونا بجهاز " السكانير" الذي كشف نقاط قوة ونقاط ضعف عدد من الدول والمجتمعات في الإستجابة للتحديات التي طرحتها الجائحة، وهي تحديات كبيرة ومفاجئة، كما أظهرت أن هناك دول تتوفر على مؤهلات وكفاءات وقدرة على مواجهة ورفع هذه التحديات، وتجربة الدول الأسيوية تؤكد هذا المنحى - يقول بوطوالة - وهي الدول التي كانت تعتمد على الوطنية الإقتصادية والتي لعبت دورا كبيرا في صعودها الإقتصادي، سواء بالنسبة لكوريا الجنوبية أو التايوان والصين، وزاد قائلا أن الجائحة أظهرت أن روح المواطنة لدى شعوب هذه البلدان كبيرة والتي ظهرت من خلال انضباطها للتعليمات كما بينت عن قدرة كبيرة للتأقلم مع الجائحة، ومواجهتها والحد من تأثيرها.
وعن غرس روح المواطنة أشار بوطوالة يأتي عبر صيرروة تاريخية، ولا يمكن زرعها بين عشية وضحاها لدى المواطنين، فهي من القيم التي تنبني تدريجيا وعبر أجيال، وهناك عوامل بنيوية مؤثرة في ذلك وخاصة النظام التعليمي، فكلما كان هناك نظام تعليمي موحد ووطني، يتلقى من خلال جميع أبناء الشعب نفس التعليم بنفس الجودة، وبنفس المواصفات كلما تحسن الوعي الوطني، مؤكدا أن دور الدولة هو حماية حقوق المواطنين، مثل الصحة العمومية، التعليم،التغطية الإجتماعية، ضمان مشاركة المواطنات والمواطنين في السياسة، بالإضافة إلى دور الإعلام والمسجد والمدرسة، والوسائل الإيديولوجية الأخرى.
وبخصوص عدد المعتقلين نتيجة خرق قانون الطوارئ الصحية والذي تجاوز 3000 معتقل، قال بوطوالة إن هذا يظهر أن هناك مشكل في تنزيل وتطبيق إجراءات حالة الطوارئ الصحية، سواء في ما يتعلق بالخروج من البيوت أو ارتداء الكمامات..موضحا بأن هناك ظروف اجتماعية تفسر ذلك، وعلى رأسها مشكل السكن غير اللائق، حيث وجد عدد من المواطنين الذي اعتادوا الخروج في النهار والليل بين عشية وضحاها في إقامات سكنية تنعدم فيها ظروف العيش الكريم، ناهيك عن الحاجات الإجتماعية الأخرى سواء منها التغذية أو العلاج وقلة الموارد او غيابها، فهناك فئات كثيرة تعاني من الفقر والهشاشة، وهي الفئات التي صعب عليها التأقلم مع ظروف الحجر الصحي رغم المجهودات التي بذلتها الدولة في توفير التغطية الإجتماعية، وفي توفير دخل أدنى لما يفوق 4 ملايين أسرة، وهي المعطيات التي تحيل إلى تداخل المواطنة بالسياسات العمومية المطبقة.