الجمعة 26 إبريل 2024
كورونا

قائدة باليوسفية تعطي درسا للموقوفين بتهمة خرق حالة الطوارئ، وهذا ما قررته في شأنهم

قائدة باليوسفية تعطي درسا للموقوفين بتهمة خرق حالة الطوارئ، وهذا ما قررته في شأنهم دورية الملحقة الإدارية الثانية تضبط البائع المتجول بحي السمارة الذي لم يراعي للسلامة الصحية

دورية القائدة فاطمة مخلص، تشبه خلية نحل تتحرك بتعليمات الملكة بانضباط ونكران الذات، توجه العمل بتنسيق مع كل مكونات دورية السلطات الأمينة والعسكرية والإدارية، التي تحملت عناء تطبيق قوانين حالة الطوارئ الصحية بالملحقة الإدارية الثانية بمدينة اليوسفية التي تتجاوز ساكنتها أكثر من 35 ألف نسمة.

 

منذ اندلاع الحرب ضد انتشار الوباء اللعين بالمغرب، جابت دورية القائدة فاطمة بوخريص كل الأحياء التابعة للملحقة الإدارية الثانية مثل سائر الملحقات الإدارية باليوسفية، تنبه وتوجه، وتتواصل مع الساكنة ومع الباعة الجائلين، والشباب والنساء والرجال، وتتابع سكنات وحركات المتنطعين واللامبالين بخطورة الوضع، من أجل المكوث في المنازل والتقيد بتوجيهات الدولة بخصوص محاصرة فيروس كورونا كوفيد ـ 19 .

 

"أنفاس بريس" حضرت صدفة صباح يوم الأحد 5 أبريل 2020 وتابعت عملية توقيف ستة من اليافعين والشباب الذين خرقوا حالة الطوارئ الصحية بكل من حي الأمل والقدس والسمارة التبعين للنفوذ الترابي للملحقة الإدارية الثانية.

"واش انتوما ما عرفتوش خطورة تجوالكم وخروجكم دون مبرر يذكر للشارع العام؟ ألم تفكروا في حمل الفيروس ونقله لأمهاتكم وآبائكم وإخوانكم...الحمد لله اليوسفية فيها صفر حالة...هذا الأمر لن أقبله كمسئولة على أمنكم وسلامتكم الصحية؟"، هكذا خاطبت القائدة بوخريص هؤلاء المتهورين من الشباب.

 

أفراد القوات المساعدة وأعوان السلطة المحلية بدورهم تحدثوا مثل الآباء وهم يوجهون النصيحة لأبنائهم وفلذات كبدهم "الله يهديكم، باركة من التهور، خليونا نحافظوا على صحتكم وصحة أفراد عائلاتكم، نحن نعمل ليل نهار من أجل سلامتكم ...وانتم تقومون بخرق للقانون وتستهثرون بحياتكم وحياة الناس... وتعاكسون النصائح الموجهة لكم كل يوم....علاش خارجين دون سبب يذكر؟؟"

 

أغلب الأمهات و الآباء علموا بتوقيف فلذات أكبادهم الذين انسلوا من البيوت للقيام بشغبهم المعتاد، فهرعوا نحو مقر الملحقة الإدارية الثانية للتوسل للقائدة وأعوان السلطة وأفراد القوات المساعدة من أجل عدم تقديمهم للقضاء، أمهات تحترق قلوبهن وتعتصر أكبادهن جراء مشاكل الأبناء وعدم انضباطهم لتوجيهات السلطات العمومية وعصيان حالة الطوارئ الصحية، "راه تزمت وسط الدار وقال لي هانا غير حدا الباب...حتى سقت لخبار راكم شديتوه.. قتلني في صحتي وطحطحني الله يعفوا عليه"، تتكلم أم بحرقة وحرج أمام القائدة.

 

"لقد تركت حرفتي دون أن أشعر، وجئت لتقديم الاعتذار للقائدة لتخلي سبيله، لن يكرر ابني هذا الفعل غير المقبول، ليست لي القدرة على أداء الغرامة المالية، راني مضارب مع الزمان"، يقول أب قاصر من الموقوفين.

 

سألت جريدة "أنفاس بريس" أحد الموقوفين من حي السمارة عن سبب خروجه من البيت ولا يتوفر على ورقة إذن بالخروج والتبضع فقال "خوك مبلي بالسجائر مدة ثلاثة سنوات، وكنت أود أن استمتع بتدخين سيجارة، والتقيت مع البعض من أصدقاء الحي فتم توقيفنا...والله حتى نحاول نقطع الكارو اليوم... الله يعفو عليا".

موقوف آخر قال "كنت مسخر للدار وتلقيت مع صحابي وجمعنا شوية فتدخلت الدورية وتم توقيفنا... أنا أتحمل الخطأ ولن أكرره".

 

كل الموقوفين ندموا على خرقهم لحالة الطوارئ هذا الصباح، بعد أن وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام سلطة القانون، واعترفوا بأخطائهم والتزموا كتابة أمام القائدة فاطمة بوخريص بعدم تكرار فعلهم الذي يجرمه القانون، لكنها نبهتهم بصرامة أن المرة المقبلة سيكون لها كلام آخر وحررت سبيلهم.

 

تجدر الإشارة إلى أن مدينة اليوسفية كانت قد عرفت توقيف عدة أشخاص خرقوا حالة الطوارئ الصحية وتم تقديمهم للمحكمة الابتدائية بالمدينة، حيث تم تغريمهم بمبلغ 500,00 درهم للواحد، والحكم عليهم بشهرين موقوفة التنفيذ.

 

في الطريق نحو حي السمارة، صادفت جريدة "أنفاس بريس" نفس دورية الملحقة الإدارية الثانية في مهمة استطلاعية كالمعتاد، حيث تم تسجيل محضر مخالفة لأحد الباعة الجائلين وحجز الميزان الذي يزن به الخضر والدجاج في وقت واحد على متن سيارة بيكوب، مما يشكل تهديدا للسلامة الصحية للمتبضعين الذي تحلقوا بكثرة على العربة بعد أن تناهى إلى علمهم أن سعر الدجاج لا يتعدى 10 دراهم للكلغ الواحد.

 

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن تسجيل حالة إصابة واحدة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد حتى الساعة الواحدة بعد زوال يوم الأحد 5 أبريل 2020، ليرتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بالمملكة إلى 961 حالة. فيما ظل إقليم اليوسفية في خانت عتبة الصفر حالة التي نتمنى أن تستمر إلى أن ينقرض فيروس كورونا المستجد كوفيد ـ 19.