نظمت "جمعية منتدى فور تنمية وجريدة فور تنمية"، حفل توقيع كتاب "البرابيش بنو حسان.. من شمال مراكش إلى شمال مالي" لمؤلفه الاستاذ عبد الخالق مساعد، يوم السبت 29 فبراير 2020 بدار الشباب القدس بمدينة بن جرير عاصمة الرحامنة، بحضور عامل إقليم الرحامنة ومسئولين بالمؤسسات المنتخبة وعدة فعاليات جمعوية وإعلامية، إلى جانب جمهور مهتم بالنبش في أوراق تاريخ منطقة الرحامنة وارتباطها الوثيق بعلاقات الدم والقرابة مع بنو عمومتهم من المناطق الصحراوية المغربية الممتدة جذورها إلى إفريقيا.

المؤلف التاريخي "كتاب البرابيش"، نبش في أوراق صفحات الذاكرة الرحمانية، وسبر أغوارها عبر مسارات قبيلة البرابيش بمنطقة الرحامنة، على اعتبار أنه يثير أيضا "قضايا تاريخية تتعلق بالجوانب المعرفية المرتبطة باتجاهات هجرات القبائل العربية ومنها قبيلة البرابيش، فضلا عن رصده لنقط تواجدها في مجالات شاسعة من مالي إلى منطقة الرحامنة".

ويستعرض المؤلف في كتابه "الروابط والمشترك الثقافي والعادات والطقوس (الأفراح والمآتم والطب الشعبي والألعاب الشعبية...) ويفتح  مبحثا خاصا بتاريخ الهجرات والأنثربولوجيا الثقافية وتاريخ الأنساب والأسر، والتاريخ الديني وتاريخ القيادات البربوشية".

وأكد الباحث السوسيولوجي الأستاذ عمر الابوركي الرحماني، في حديثه عن الكتاب قائلا: "إن دراسة المكون التاريخي للقبيلة من الوجهة العلمية أنثروبولوجيا أو تاريخيا له أهمية كبيرة، لأنه يساعدنا على فهم مكوناتها الاجتماعية والثقافية، وبالتالي يساعد على كشف الآليات التي تساعدنا على تنمية الإنسان والمجال، باعتبار أن المتغيرات الثقافية هي المحدد الأساسي للتغير والتنمية".

بدوره تطرق الأستاذ بسباس محمد، في مداخلته، إلى "قضايا معرفية حول تاريخ قبيلة البرابيش بنو حسان وقبائل الرحامنة وعلاقاتهم بالمجال الرحماني، كما استعرض كل القضايا المنهجية التي آثارها الكتاب".

أما حكيمة مساعيد، المختصة في الأدب والنقد، فاعتمدت في كلمتها على "قاموس البرابيش وجذوره الحسانية – العربية". واستحضرت في حديثها "مفردات من قاموس البرابيش بني حسان، وهي مفردات يتداولها البرابيش في معجمهم الدارج ولغة تواصلهم العامية"؛ حيث لامست "ماهية هذه المفاهيم وخصائصها اللسانية، بالإضافة إلى تحديد مستوياتها الدلالية والرمزية في مخيال/ ذاكرة إنسان/ مجتمع البرابيش".

حفل توقيع كتاب "قبيلة لبرابيش" عرف حضورا متميزا ونوعيا، ساهم في إغناء النقاش حول مفهوم القبيلة وامتداداتها المجالية، حيث كانت القصيدة البدوية/ الحوزية حاضرة لتلقي بظلالها الوارفة على لسان مجموعة مخاليف الحوز التي تنتمي لنفس المجال القبلي للبرابيش/ بني مخلوف. هذه المجموعة التراثية التي حظيت بتكريم خاص من طرف منتدى فور تنمية، والتي رسمت معالم الغناء العيطي الحوزي وحافظت على غناء نصوص الموروث الثقافي الشعبي للمنطقة الحامل لرسائل المقاومة والتصدي للغزو الاستعماري.