الأحد 12 مايو 2024
رياضة

إسماعيل الحداد.. الذي تأخر عن زفافه للتلذذ بـ 90 دقيقة من حب الوداد

إسماعيل الحداد.. الذي تأخر عن زفافه للتلذذ بـ 90 دقيقة من حب الوداد إسماعيل الحداد
"وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيدة"، هي قولة ترتبط بشكل كبير بمسار لاعب مغربي راوده حلم اللعب في صفوف الوداد الرياضي، ليتمكن من جعل ذلك الحلم الذي راوده ذات ليلة حقيقة! متشبثا بأصغر رؤية كان قد تذكرها صباح اليوم التالي من الحلم...محفزا نفسه بنفسه لينتقل من مجرد مشجع لعشقه الطفولي نادي الوداد الرياضي إلى ضمان رسمية مداعبة كرة الفريق مدججا بعشق أبدي لا تزال شرارة الحب تجمعهما.
هو اسماعيل الحداد، مغضوب جماهير الغريم التقليدي البيضاوي ومعشوق مدرجات فريميجة، اللاعب المفتخر بتاريخ فريقه الأم الذي تأسس على يد الأب جيكو، الأب الروحي لإسماعيل حداد وللاعبي القلعة الحمراء عامة، وعلى الرغم من احترافيته وانتقاله من المدرجات إلا أن إسماعيل حداد دائما يحرص عقب نهاية أي مباراة إلى التوجه إلى "فريميجة" لإحياء ذكرى "اسماعيل الودادي الطفل" الذي لم تتمكن الاحترافية من قمعه في اللاوعي اللاعب ليتحول من لاعب إلى "كابو فريميجة".
إسماعيل الحداد، المزداد سنة 1990 وحامل رقم 11 مع الوداد الرياضي حاليا، كانت بدايته مع الاتحاد البيضاوي لينتقل بعد ذلك إلى فريق حسنية أكادير موسم 2015-2014 ليقدم معه موسما رائعا مبرهنا على مهاراته الكروية ومرسخا اسمه في ذاكرة المشجع المغربي، ليتمكن في الأخير جذب انتباه عشاق وداديين الأمة الذين طالبوا بانتدابه وهو الأمر الذي تحقق خلال موسم 2016-2015، بعد عدة صراعات مع فريق حسنية أكادير الذي لم يكن راغبا في بيع اللاعب اسماعيل الحداد. إلا أن سلسلة الصعوبات ارتبطت ب"كابو فريميجة" الذي شهد بداية غير موفقة مع الأجواء الودادية المرتفعة لينهزم أمام ذلك الضغط الودادي عندما تسبب في خسارة الوداد لقب البطولة الاحترافية أمام فريق اتحاد طنجة، ليطالب بعد ذلك جمهور الـ winners ببيع الوافد الجديد، لتكون هذه نقطة تحول قوي لمسار اسماعيل الحداد.
بعد صيام تهديفي استمر لفترة طويلة متسببا في خسارة أحد أغلى ألقاب الدوري المغربي، تغير اسماعيل حداد ليصبح ماكينة تهديفية وصانع ألعاب الفريق الودادي لتشهد مباراة الوداد أمام الكوكب المراكشي ولادة نجم جديد للفريق، فانتقل اسماعيل حداد من لاعب يمكن التفريط به إلى أهم ركائز الأجنحة الودادية خصوصا أثناء مجاورته لكل من اللاعب صلاح السعيدي ووليد الكرتي، ليصبح للوداد خط وسط ناري تحترق بلهيبه أقوى الفرق الوطنية. استمر حب وعطاء اسماعيل الحداد إلى أبعد الحدود بتضحياته الخيالية وخير مثال هو يوم زفافه الذي اختار التلذذ ب90 دقيقة بين أحضان عشقه الأول على أن يحضر لبداية زفافه، وهو المشهد الذي تكرر مؤخرا في مباراة الكلاسيكو أمام الجيش الملكي، حيث لعب واحتفل بعد ذلك رفقة جماهير فريميجة بينما كانت زوجته تصارع لوحدها آلام ولادة طفلهما الأول.
عنوان قصة "كابو فريميجة" إسماعيل الحداد، عبارة عن حب و تضحية لعشقه الأول وداد الأمة، وفصول القصة لا يزال في صدد كتابتها غير معلن عن اقتراب نهاية مشواره المميز باللون الأبيض والأحمر.