الاثنين 29 إبريل 2024
جالية

أحمد واكندار : الإسلاموفوبيا غير مطروحة بنفس الحدة لدى المهاجرين بإيطاليا 

أحمد واكندار : الإسلاموفوبيا غير مطروحة بنفس الحدة لدى المهاجرين بإيطاليا  أحمد واكندار
يرى أحمد واكندار، رئيس كونفدرالية الجاليات المغربية بإيطاليا أن ظاهرة الإسلاموفوبيا غير مطروحة بنفس الحدة بإيطاليا مقارنة بفرنسا وبلجيكا، مشيرا إلى أن المهاجرين المغاربة يتخبطون في مشاكل اجتماعية بسبب الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها إيطاليا، كما يتطرق لموقف الأحزاب واليمين المتطرف من حقوق المهاجرين، مؤكدا أن نظرة المجتمع الإيطالي للمهاجرين تبقى بعيدة عن مشاعر الحقد والكراهية.
عقدتم مؤخرا جمع عام لتجديد مكتب كونفدرالية الجاليات المغربية بإيطاليا، فماهي أبرز الخلاصات التي تم الخروج بها خلال هذه المحطة ؟
أول الخلاصات هي محاولة بناء الكونفدرالية بشكل قوي وموحد، وبرمجة بعض المشاريع المهمة، ومن بينها حقوق المهاجرين بصفة عامة، وقضايا الأطفال المشردين أو المتخلى عنهم، الترافع من أجل قضايا النساء المهاجرات، مواجهة التطرف، وآثاره على الأطفال الذين ينشئون في أوساط متطرفة، ومحاولة إدماجهم في المجتمع الإيطالي وفقا لمبادئ السلم والتعايش المشترك..
وماهي أبرز المشاكل التي يعاني منها المهاجرون المغاربة بإيطاليا ؟
المشكل الرئيسي المطروح الآن في سياق الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها عدد من بلدان العالم منذ عام 2007 هو مشكل العيش، بسبب فقدان العمل، وأزمة السكن، بالإضافة إلى مشكل التطرف، حيث يسعى بعض المهاجرين إلى نشر ثقافة التطرف في صفوف المهاجرين، بدل أن يسعوا إلى الإندماج في المجتمع الإيطالي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الحقد والكراهية بدل التعايش السلمي .
وهذا ربما قد يجعل السلطات الإيطالية تنظر بكثير من الإرتياب لتحركات المهاجرين ؟ 
صحيح..ويتسبب في تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي يصبح معها أي مهاجر يرتدي الجلباب أو يلبس طاقية أو يحمل لحية ينظر إليها بكثير من الشك والريبة داخل المجتمع الإيطالي ويصبح متهما بالتطرف إلى أن يتبث العكس، حتى وإن كان يمارس ديانته الإسلامية بشكل عادي بعيدا عن  أفكار المتطرفين.
وهل تسعون إلى توضيح حقيقة الإسلام المغربي القائم على الإعتدال والتسامح داخل المجتمع الإيطالي ؟
هذا الدور تقوم به بشكل كبير سعاد السباعي، الصحفية والبرلمانية السابقة، والأمينة العامة لكونفدرالية الجاليات المغربية بإيطاليا، حيث تتواصل مع السلطات الإيطالية، وتحاول أن توضح لهم حقيقة الإسلام المغربي، المعروف عبر التاريخ بالتسامح والإعتدال والكثير من القيم الإيجابية، كما أحاول شخصيا من جهتي نشر مقالات باللغة الإيطالية توضح حقيقة الإسلام وتاريخ المغرب كبلد استفادت منه أوروبا في العصور الوسطى، فأقدم جامعة في العالم توجد بفاس، وهي جامعة القرويين، ومؤسستها امرأة وهي فاطمة أم البنين..فمثل هذه الحقائق تجعل الإيطاليين يغيرون نظرتهم للمغرب والمغاربة، وللبلدان العربية والإسلامية بصفة عامة..
وماذا عن الصور النمطية التي تلاحق المهاجرين خصوصا من طرف اليمين المتطرف ؟
جزء من المجتمع الإيطالي ينظر للمهاجرين كأشخاص يؤمنون بممارسة العنف، ومعادون لقيم الديمقراطية والحرية، لكن بالمقابل فالقانون الإيطالي، والأحزاب ومعها الحكومات الإيطالية تحاول دائما فهم قضايا المهاجرين بغية إدماجهم، رغم ضعف الإمكانيات الدولية بسبب الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها إيطاليا، كما تحاول جمعيات المهاجرين من جهتها إعطاء نظرة إيجابية عن المهاجرين. أما بخصوص اليمين المتطرف فهو يحاول مؤخرا تليين خطابه عن المهاجرين، حيث يركز على المهاجرين غير الشرعيين، أما بالنسبة للمهاجرين الذي استطاعوا الإندماج في المجتمع الإيطالي، والعمل في إطار احترام القانون، فإنهم يحظون بالتشجيع ولا يعانون من أي تضييق أو نظرة سلبية في ايطاليا.
هذا يعني أن الإسلاموفوبيا غير مطروحة بنفس الحدة في ايطاليا كماهو الحال في فرنسا أو بلجيكا ؟
تماما..الإسلاموفوبيا غير مطروح بنفس الحدة كما هو الحال في فرنسا، ولحسن حظ المهاجرين أن الإيطاليين لا يطلقون الأحكام الجاهزة، ولا يعممون حالات بعض المتطرفين على مجموع المهاجرين.
تعاني النساء المهاجرات من ظاهرة العنف، فهل هذه الظاهرة عامة في المجتمع الإيطالي أم تقتصر على المهاجرات ؟
هذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير في ايطاليا، وقد سبق لوسائل الإعلام أن تطرقت لهذا الموضوع، والعنف يشمل جميع النساء بإيطاليا ولا يقتصر على المهاجرات، حيث أن نسبة ضحايا العنف والقتل من النساء الإيطاليات أكبر بكثير من نظرائهن من المهاجرات، لأسباب متعددة، وضمنها الخلافات الزوجية، أو رغبة أحد الطرفين في إنهاء العلاقة الزوجية، الأمر الذي يقابل من الطرف الآخر بالعنف، أو لأسباب اقتصادية.
وماهو الحل الذي تقترحون للحد من العنف ضد النساء ؟
الحل الذي تقترحه السلطات الإيطالية هو التبليغ عن الأزواج الذي يمارسون العنف في أسرع وقت ممكن، قبل أن يتفاقم الوضع أو يتطور إلى ما لا تحمد عقباه، حيث وضعت لهذه الغاية أرقام إغاثة للتبليغ عن العنف ضد النساء أو ضد الأطفال.