الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبدالرحمان الغندور: وفاة الأستاذ بنجلون.. صعقة أخرى

عبدالرحمان الغندور: وفاة الأستاذ بنجلون.. صعقة أخرى عبدالرحمان الغندور
قرر الموت مساء الثلاثاء 25 نونبر 2019، أن لا يترك جمرة الحزن تهدأ، فأشعلها من جديد باختطاف قاسي لتلميذي وصديقي وأخي الأستاذ المحامي جواد التويمي بنجلون، وهو في أوج عطائه النضالي والفكري والمهني والإنساني.
عرفته في ثانوية مولاي رشيد تلميذا، وفي كلية الحقوق بظهر المهراز بفاس طالبا، وفي مقرات حزب القوات الشعبية في منطقة العدوة، إلى كل الساحات والفضاءات التي كان يملكها هذا الحزب في سنوات البهاء. وعرفته محاميا يعطي للقضايا الكبرى المتعلقة بحقوق الانسان الأهمية الكبرى في مجاله المهني...
ارتبط بالنضال الديمقراطي شابا، ولم يغير قناعاته منذ انخراطه، وتحمل المسؤوليات التنظيمية في حزب القوات الشعبية، في الظروف الصعبة، ولم يتراجع أبدا رغم قسوة الاصطفافات، وبداية التمزقات المميتة، وظل دائما رجل البحث عن ما يجمع ويوحد.
عرفته فوق كل هذا وذاك، إنسانا خلوقا، طيب الرفقة والعشرة، كريما، مشبعا بكل القيم الجميلة في الانسان، سباقا الى فعل الخير مع الجميع، متسامحا ومتواضعا، وكثير الانصات إلى الآخر، وبعيدا عن التخندقات غير المجدية.
كل ما عرفته، جمعته صعقة الموت لتجعله ذكرى وكلاما للتأبين، بدل أن يكون شهادة للتكريم.
بعد رحيل مناضلين في قمة العطاء، مصطفى حفيظ، مصطفى اليعقوبي، ومصطفى الدحموني، وغيرهم، بما في الرحيل من فاجعة، يأتي الدور القاسي على أخينا جواد، تاركا فينا حرقة الأسى وقسوة الحزن، وقلبا راضيا بقضاء الله، يلهج بالدعوة للفقيد بالرحمة وحسن المآب، ولنا ولذويه وأصدقائه كبير العزاء.