الأربعاء 24 إبريل 2024
اقتصاد

المهندس الفلاحي أيت حمو يكشف تفاصيل مشاركته العلمية بالمكسيك حول زراعة الصبار

المهندس الفلاحي أيت حمو يكشف تفاصيل مشاركته العلمية بالمكسيك حول زراعة الصبار عبد الرحمان أيت حمو(يمينا) إلى جانب رئيس جمعية منتحي الصبار بالمكسيك

نظمت مؤخرا بدولة المكسيك خلال الفترة ما بين 13 و 23 شتنبر 2019 الدورة الثالثة ل "الجامعة الدولية المتنقلة للصبار" بمشاركة خبراء من عدة دول. تصادفت هذه الدورة مع 18 شتنبر الذي يحتفل به المكسيكيون كيوم وطني للصبار.

في حوار مع "أنفاس بريس"، يقربنا المهندس المغربي عبدالرحمان  أيت حمو رئيس الجمعية الوطنية للصبار سابقا ومؤسس الجامعة الدولية  المتنقلة للصبار من تفاصيل هذا الحدث، طبيعته، أهدافه، ونتائجه.

 

ما هي دوافع خلق الجامعة الدولية المتنقلة للصبار ؟ متى تأسست و ما هي أهدافها ؟

**الجامعة الدولية المتنقلة للصبار هي نشاط علمي و ثقافي متنقل يتمحور حول زراعة الصبار (التين الشوكي) . فعوض المؤتمرات التقليدية التي تعقد في قاعات مغلقة كانت الفكرة أن يتنقل الخبراء إلى مختلف مناطق الإنتاج و ملاقاة المزارعين و تعاونيات تحويل الصبار فضلا عن مراكز البحث العلمي و الجامعات المهتمة بهذه الزارعة.و بالموازاة مع هذا النشاط العلمي تمنح الجامعة المتنقلة فرصة سياحية للمشاركين للتعرف على البلد المنظم، تاريخه ، ثقافته و حضارته.

 

 

يعود تاريخ تنظيم الدورة الاولى لسنة 2006 التي شارك فيه خبراء  من المغرب، الأرجنتين و تونس حيث مرت القافلة على مدن سطات و بنجرير وقلعة السراغنة و مراكش و أكادير. أما الدورة الثانية  فقد نظمت سنة 2010 و شارك فيه خبراء من المغرب و المكسيك و الجزائر .ولظروف تتعلق بالتمويل تأجلت الدورة الثالثة إلى هذه السنة حيث قامت جامعات و مؤسسات مكسيكية باحتضانها وارتفع عدد الخبراء المشاركين الذين قدموا من المغرب و الأرجنتين و الولايات المتحدة و الجزائر و اثيوبيا و البيرو  فضلا عن البلد المنظم أي المكسيك.

هذه الدورة نظمت بمختلف الولايات المكسيكية تحت شعار "زراعة الصبار من الوسائل العملية لحماية الكوكب من التغيرات المناخية"  وقد عرفت نجاحا ملفتا.

 

كيف هي زراعة الصبار بالمكسيك ؟ المساحات ؟ الأنواع ؟ الاستعمالات ؟

**من المعلوم ، حسب عدة مراجع، ان أصل هذه النبتة يعود الى صحراء المكسيك حيث اكدت الأثار ان استعماله بدأ مبكرا منذ حضارة الأزتيك. لذلك يعتبر الصبار من بين رموز المكسيك و صورته تزين العلم الوطني.

مساحات الصبار شاسعة بالمكسيك حيث ينتشر بشكل طبيعي على 3 ملايين هكتار. أما الزراعة المكثفة فتشمل 75 الف هكتار لإنتاج الفاكهة و 12 الف هكتار لإنتاج خضر الصبار و هي تلك الالواح الصغير (نسميها خطئا اوراق الصبار). بالمناسبة من العادات الغذائية للمكسيكيين انهم يستهلكون تلك "الاوراق"  طازجة (سلاطة) او محولة الى أشكال مختلفة من الوجبات أما الانواع فيتوفر البلد على عدد غير محدود. فقد لاحظنا فواكه مختلفة اللون و الحجم و المذاق.

 

 

بالإضافة الى الاستعمالات السالفة الذكر زرنا تعاونيات نسوية تحول الصبار الى  مختلف المواد التجميلية. كما تقوم الجامعات و مراكز البحث بابتكار منتجات ذات قيمة من الصبار. و على سبيل المثال سعدت بلقاء باحثة مرموقة قامت بتطوير لدائن (بلاستيك) صديق للبيئة.

 

و ماذا عن الحشرة القرمزية .هل تتواجد بالمكسيك و كيف يتعاملون معها ؟

**إن إشكالية الحشرة القرمزية كانت من أهم اهتماماتي خلال زبارتي للمكسيك عسى ان أعود للوطن بأفكار قد تساهم في القضاء على هذه الأفة التي فتكت بالصبار في مناطق كثيرة.

بالفعل تتواجد الحشرة القرمزية بنوعيها الأليف و المتوحش. تنتشر الحشرة من النوع المتواجد عندنا في مختلف المناطق بالمكسيك لكنها لا تدمر الصبار لأنها تعيش في توازن مع البيئة: لديهم حشرات أخرى تحارب بشكل طبيعي الحشرة القرمزية و لا تمنح لها فرصة التكاثر لتصل الى الكثافة المهددة للصبار. كما لاحظت أهمية التنوع البيولوجي الذي يفرض توازنا بين مختلف الكائنات  نباتية كانت أم حيوانية. بالمناسبة أقام المنظمون حفلا موسيقيا بين أشجار الصبار. و بينما كنا نستمتع بفرقة المارياتشي الفلكلورية، تفقدت أشجار الصبار و رأيت بأم عيني الحشرة القرمزية كما لو كانت تشاركنا الحفل. تنتشر على ألواح الصبار لكن بشكل خفيف لا يؤثر على الإنتاج. هناك حشرات أخرى تفرمل  تكاثرها.

 

ماهي أهم النتائج والتوصيات خلال الجامعة الدولية  المتنقلة للصبار ؟  متى و أين تنوون تنــظيم الدورة القادمة ؟

**يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:

-تطورت زراعة الصبار بالمكسيك  إن على مستوى تقنيات الإنتاج او التثمين.

- يحرص المزارع المكسيكي على تبني الأساليب الحسنة في تدبير الإنتاج.

- تلعب التعاونيات و الجمعيات دور مهما في تأطير المزارعين.

- تقوم الجامعات و المعاهد بأبحاث كثيرة لتحسين الإنتاج و تثمينه.

ومن التوصيات العامة اكد المشاركون على ضرورة الاهتمام بهذه الزراعة لما لها من فوائد لا تحصى خصوصا بالمناطقة الجافة و الشبه الجافة و في ظل ظاهرة التغيرات المناخية. و الجدير بالذكر أيضا ان هذه الدورة تصادفت مع 18 شتنبر الذي يحتفل به المكسيكيون كيوم وطني للصبار. وخلال حفل كبير بهذه المناسبة تقدمت باقتراح نال إعجاب الجميع وهو: العمل على جعل هذا التاريخ يوما عالميا للصبار لتحسيس الأسرة الدولية بالأهمية البيئية والاقتصادية لهذه النبتة الرائعة.

أما بخصوص الدورة المقبلة فلم يحدد بعد متى و اين ستنظم و لو ان اصدقائي بالمكسيك و الجزائر عبروا عن رغبتهم في استضافة الدورة الرابعة. بالطبع اتمنى بدوري ان تتوفر لنا  المساعدة  الكافية لتنظيمها في المغرب لذلك أهيب بالمؤسسات التي تهتم بالصبار بأن تساهم في احتضان هذا النشاط المتميز والذي بدأت شهرته العالمية تزداد يوما عن يوم.

 

ما هي انطباعاتك العامة حول هذه الدورة و حول رحلتك في ربوع دولة المكسيك؟

**لا أعرف كيف أعبر عن سعادتي لهذه الجولة التي منحتني فرصة للتعرف عن قرب على فن زراعة الصبار بالمكسيك وعن الحفاوة التي لقيها المشاركون. كنت أعلم ان المكسيك بلد جميل لكن خلال زيارتي وجدته أجمل. من حسن الحظ ان هذه الزيارة صادفت أيضا حفلات عيد الاستقلال (15 شتنبر) و رأينا كيف يفتخر المكسيكيون بتاريخهم و حضارتهم، كانت الأفراح تعم كل المدن، والشعب المكسيكي شعب كريم.