السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

الخبير الرشيدي: نظام الباكالوريا أنتج جرائم تربوية في حق أجيال ولهذا السبب سيتم تغييره

الخبير الرشيدي: نظام الباكالوريا أنتج جرائم تربوية في حق أجيال ولهذا السبب سيتم تغييره الرشيدي عبدالطيف، وتلاميذ يجتازون امتحانات "الباك" ( أرشيف)
كثر الحديث في الوقت الحالي؛ عن عزم وزارة التعليم؛ تغيير النظام الحالي للباكالوريا لما له من تبعات سلبية أثرت على مسقبل نسبة كبيرة من التلاميذ الحاصلين على شهادة الباكالوريا من جراء المستوى التعليمي المتواضع .
وبهدف إغناء الحوار فتحت "أنفاس بريس"، نقاشا موسعا مع العديد من الفعاليات المرتبطة بحقل التربية والتعليم، وبشكل خاص مع النخب التي لها تجربة طويلة في الإشراف على مناهج الباكالوريا بطريقة أو بأخرى.
وهكذا اتصلت "أنفاس بريس"بالأستاذ الرشيدي عبدالطيف، وهو من الرعيل المشهود له بالكفاءة وحسن التأطير والجرأة في تشخيص النقائص والهفوات والثغرات التعليمية، وهو، كذلك، مفتش ممتاز ومسؤول عن التوجيه والتخطيط التربوي..
وحول النظام الحالي للباكالوريا تحدث قائلا: " ما إن سمعت خبر تغيير النظام الحالي للباكالوريا، وشذرات الإنشراح لا تفارق مشاعري، لكون هذا النظام أفسد التعليم الثانوي، وحطم آمال مئات التلاميذ، وساهم في إفلاس التعليم الثانوي بالمغرب، وهنا، لابد من شرح مسببات هذا الوضع المريب، فالكل يعلم أن الحصول على شهادة الباكالوريا يتطلب تجميع مجموعة من النقط وماتبقى قصد الحصول على المعدل يتم تكميله من الإمتحان الوطني،بحيث أن عشرات التلاميذ حصلوا بالمعدلات الوطنية على معدلات 4و5و6 من عشرين ونالوا شهادة الباكالوريا، وهذا خرق سافر،لكون النجاح القانوني والمنطقي يفرض الحصول على 10من 20 على الأقل... من هنا يتبين أن باقي النقط لا مصداقية لها... فكيف يحصل تلميذ أو تلميذة بالامتحان الجهوي على معدل 15 ويحصل بالمعدل الوطني وهو الأهم على 5 ويحصل على شهادة الباكالوريا؟ هذا هو الخطر الكبير الذي قضى على أبنائنا بالجامعات،وفشلوا في الحصول على الشواهد الجامعية.... ونعود كذلك للنخبة المتفوقة (مع بعض الإستثناءات) فتلاميذ يحصلون على معدل 18و19...وخلال المباريات الخاصة بالمدارس العليا والمعاهد تراهم عاجزين عن الإجابة، ومنهم من يستشعر وكأن مواد الإمتحان مكتوبة "بالشينوية"، وهو إيحاء مباشر بأن المستوى التعليمي للعديد من التلاميذ المتفوقين بالباكالوريا غير حقيقي وبعيد عن قيمة الجدارة والاستحقاق، من هنا يتأكد أن النظام الحالي للباكالوريا تشوبه إخفاقات عديدة، وإن الوقت حان لإعادة النظر في هذه المنظومة التي لم تولد إلا الفشل المهول".
وحول رأيه في المناهج والشعب الحالية،تحدث الأستاذ الرشيدي قائلا:" إن نظام المسالك لا مسلك له، فكله عراقيل ومشاكل متعددة، فكثرة الشعب والمسالك هو نهج فاشل، لذا حان الوقت لآزالة هذه المسالك، وتعويضها بشعب معروفة كانت بالأمس القريب، هي قنطرة العبور للتلاميذ نحو الطب والهندسة والصيدلة والأطر العليا في المناصب والمراتب المتميزة..."
وختم في الأخير عبد الطيف الرشيدي حديثه قائلا:"إنني مقبل على التقاعد بعد شهور معدودة وأملي أن تسارع وزارة التعليم إلى إخراج المشروع الجديد للوجود، لكون النظام السابق للباكالوريا كانت له مميزات عديدة وفي مقدمتها إعطاء الإمتحان الوطني ما يستحق من قيمة تربوية خاصة وأنه معيار سليم للمستوى الحقيقي للتلاميذ.. فإن الإمتحان الوطني من دون نقط فرعية أخرى، هو القنطرة المناسبة التي تخول للتلميذ تحقيق مسار تعليمي موفق على المستوى الجامعي بكل توجهاته".