الأربعاء 15 مايو 2024
كتاب الرأي

نوفل البعمري: تعليقا على بيان الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين

نوفل البعمري: تعليقا على بيان الاتحاد العالمي للإخوان المسلمين نوفل البعمري
عقب الزيارة القوية لبابا الفاتيكان للمغرب التي حضيت بمتابعة واسعة عبر مختلف بقاع العالم، و نقلتها مختلف القنوات العالمي خاصة ما تعلق منها بخطابي الملك والبابا و توقيعهما لنداء القدس من طرف اكبر مؤسسة مسيحية و من طرف أميرالمؤمنين ورئيس لجنة القدس وهو نداء يحمل اكثر من دلالة ورمزية دينية وحضارية وسياسية تقف ضد كل محاولات طمس معالم القدس التاريخية وهو ما أعطى للزيارة بعدا دبلوماسيا كذلك ويضع المغرب في قلب الأحداث الكبرى العالمية ويؤكد قدرته على التأثير الايجابي فيها، مع الصورة التي قدمها المغرب ملكا و شعبا، صورة البلد المتسامح والذي تتعايش فيه جل الديانات السماوية وعلى قدرة إمارة المؤمنين على حماية جل الاديان وضمان ممارستها في جو من الحرية، باعتبارالملك كما جاء في خطابه ليس فقط أميرا للمؤمنين المسلمين بل لليهود والمسيحيين.                                                                                 
ما الذي أزعج تيارالاخوان المسلمين فيالعالم ليصدر بيانا حول احتفالية قدمت فيها صورة تعبيرية عن تعايش الاديان امتزجت فيها ابتهالات المسلمين بتراتيل المسيحيين واليهود وهي كلها تنادي وتخاطب الله الواحد الأحد حيث تلتقي عنده جل الديانات التوحيدية وجل الرسل و الأنبياء والكتب، ما الذي أزعجهم لهذا الحد ليصدروا بيانا تحريضا ومرتبكا؟                                                                                    
ان انزعاج تيار الاخوان المسلمين من هذا الحدث ليس من المشهد التعبيري الذي تم تقديمه، لأنه لو كان يزعجهم 
تلطيخ صورة الأسلام لما صمتوا عندما قام بعض الدواعش باستهداف السياح بمراكش،لأن مثل هذه الأحداث الإرهابية هي ما تلطخ صورة الأسلام و تروج عنه صورة غير الصورة التي روج لها المغرب في هذا الحدث الكبير، ما أزعج تيار الاخوان العالمي هو حديث ملك المغرب بصفته اميرا للمؤمنين، بصفته الضامن لممارسة مختلف الاديان و الشرائع في المغرب، بصفته اميرا للمؤمنين على المغاربة المسلمين وعلى اليهود المغاربة و على المسيحيين، هذا ما أزعج تيار الاخوان العالمي، لأن حديث الملك بهذه الصفة ينزع عنهم الغطاء، و لأنهم يعتبرون ان مؤسسة إمارة المؤمنين هي من تنزع عنهم المشروعية والشرعية للحديث باسم الإسلام و المسلمين، و هي ما جعلت امتداداتهم التنظيمية و الدعوية بالمغرب تعرف انحصارا، لأن المغاربة لا يعترفون الا بمؤسسة واحدة هي مؤسسة إمارة المؤمنين الدستورية.               
تيار اخوان المسلمين العالمي و نظرا لكونه يعلم ان مؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب لها مشروعية تاريخية و دينية،و ان هناك إجماع حولها،فهو لم يستطيع مهاجمتها بشكل مباشر، بل بدؤوا قي التنقيب عن أي مشهد او فعالية لاستغلالها لمهاجمة هذا الحدث التاريخي، وفي مهاجمتهم لامتزاج صوت نداء المسلمين بصوت المسيحيين واليهود هم يكشفون عن رفضهم لهذا الامتزاج ولهذا التعايش بين مختلف الاديان في وطن آمن، موحد، تعددي الاديان و الثقافات...هذه هي الصورة الحقيقية التي دفعتهم لمهاجمة الحفل الديني الفني.