السبت 18 مايو 2024
مجتمع

المجلس الإقليمي لبنسليمان.. من مساندة الرئيس إلى الانقلاب ضده

 
 
المجلس الإقليمي لبنسليمان.. من مساندة الرئيس إلى الانقلاب ضده سمير اليزيدي عامل إقليم بنسليمان

حينما تصبح برمجة مالية المجلس الإقليمي تحت ضغط العلاقات الخاصة و"العاطفة"، فشيء طبيعي أن تتحول المساندة إلى معارضة.. ذلك ما ينطبق على مسار المجلس الإقليمي لبنسليمان؛ ليتجدد الصراع بعدما كانت تداعياته حاضرة في فترات سابقة وأخمدت وفق "تدخلات" خاصة.

إن فشل انعقاد دورة يناير ليوم الاثنتين 14 يناير 2019 هي رسالة مباشرة بأن الأمور بالمجلس الإقليمي ليست في مأمن عن الصراعات التي ظهرت للعلن منذ الاثنين الماضي، وأصبحت المعارضة تتحدث بلغة صريحة منددة برفضها للتوجه الحالي للمجلس الإقليمي الذي يدعم الجماعات الغنية ويهمل الجماعات الفقيرة، ومن ضمنها جماعة مليلة التي بها لمباركي الذي قاطع الدورة، بعدما كان له فضل في نجاح الداهي برئاسة المجلس الإقليمي. ولمباركي يعتبر أن مليلة لم تستفد من المجلس الإقليمي إلا "الفتات"، والدعم الحقيقي تتم برمجته لبوزنيقة والشراط وعين تيزغة وأولاد يحيى لوطا وموالين الواد...

وما يقال عن لمباركي ينطبق على أعضاء آخرين ببئر النصر وسيدي بطاش وأحلاف.. بينما رئيس معارضة المجلس الإقليمي (كريم الزيادي) يعتبر أن عقد الدورة بجماعة الشراط هي رسالة استفزازية مباشرة له، وذلك بإرغامه بالجلوس إلى جانب خصم سياسي، سحب منه تزكية انتخابية، والتي باسمها وصل إلى البرلمان وأشرف على الرفع من عدد مستشاري  التقدم والاشتراكية إلى 32 مستشارا، وهو رقم قياسي لم يسبق للحزب أن حققه بإقليم بنسليمان.

في ظل هذه الهفوات التنظيمية غابت الأغلبية، وبتنسيق محكم، ملتزمين بالرفع من إيقاع المعارضة للحد من صيغة الزبونية والمحسوبية التي أصبحت تميز المجلس الإقليمي، الذي لا يتوقف عطفه فقط تجاه بعض الجماعات، بل يشمل مجموعة من الجمعيات المحظوظة كذلك.. وهناك الأرقام الرسمية المتشكلة في الدعم المادي، والتي تتحدث عن نفسها.. ومنح لبعض المحظوظين الدعم المادي الكافي، وكان للعامل السابق يد في ذلك، وما زالت بصمته حاضرة إلى الآن.

انتقادات المجلس الإقليمي لم تتوقف عند حد بعض أعضائه والجمعيات، بل شملت كذلك ممثلي وسائل الإعلام الذين لم يتم استدعاؤهم للدورة الأخيرة، في وقت أعطى فيه الرئيس عرضا مفصلا لجهة إعلامية وحيدة كانت حاضرة، ومن خلالها حاول الرئيس أن يحول فشل انعقاد الدورة إلى نجاح مسار المجلس الإقليمي، حيث كان يتحدث عبر شريط فيديو (والأعضاء الحاضرون يستمعون للعرض).. وهكذا تحدث الرئيس عن "الإنجازات" والتدشينات والأرقام المالية الضخمة.. وهذا كله تعتبره المعارضة مغالطات ومعطيات تسير وفق توجهات انتخابية وليست تنموية تهم الإقليم بكل مناطقه، بل تقتصر على محطات معينة.

إن ما يحدث حاليا بالمجلس الإقليمي يتم وفق ارتجالية كبيرة، يغيب عنها المنهاج المحكم القادر على إدارة الأمور بحكمة واتزان.