حينما كان الفيلسوف المعروف ميشيل فوكو يقدم كتابه الشهير جينالوجيا المعرفة la genealogie du savoir بجامعة السوربون سنة 1969، سأله أحد زملائه الأساتذه الحاضرين، عن ماذا يقصد حينما يتحدث عن ممارسة الخطابla pratique du discours فكان رده ردا جميلا معبرا وبلاغيا. قال: أقصد "ماذا يفعل الناس حينما يتكلمون "ce que font les gens quand ils parlent. وأوضح بعد ذلك كيف أن الكلام والخطاب هو فعل لا يقل حضورا ومادية عن الفعل المادي، خلافا لتصورنا المألوف عن وظيفة الكلام .
لو طبقنا هذا الكلام على البغرير والمقررات المدرسية الجديدة، ماذا سنجد؟
سنجد أن الكلام عن البغرير في الأقسام لن يكون مجرد كلام أو خطاب، بل سيكون له أيضا مفعول الفعل مادي .
وقد يتساءل متسائل: وما طبيعة هذا الفعل الذي سيحدثه استدراج البغرير إلى قاعات الدراسة والنطق به هكذا؟
وردي أن الحديث عنه سيلقي بالعجينة في عقول النشء، ويؤثر فيها بقية العمر .
ولا حول ولا قوة إلا بالله .