بصم حادث برلين الإرهابي الذي أسفر يوم الاثنين الماضي عن مقتل 12 شخصا وجرح نحو 50 شخصا آخرين، إثر اقتحام شاحنة سوقا لبيع هدايا أعياد الميلاد في قلب العاصمة الألمانية، عن قوة المخابرات المغربية التي سبق لها أن أنذرت ألمانيا من الإرهابي أنيس عمري الذي يحمل الجنسية التونسية و"العقيدة" الداعشية والذي يعد اليوم أول مبحوث عنه بأوربا لتورطه في الحادث الإرهابي الذي هز ألمانيا.
فحسب " موندأفريك"،التي استندت لمصادر أمنية ألمانية، فإن جهاز " الديستي" المغربي أنذر الأجهزة الألمانية مرتين وحذرها من الإرهابي التونسي أنيس عمري وشريكيه الروسي والمغربي، وذلك يوم 19 شتنبر 2016 ثم في مراسلة ثانية يوم 11 أكتوبر 2016 .
وقد اكد المغرب صحة الخبر الذي نشرته " موندأفريك" نقلا عن مصادر أمنية غربية. ومعلوم أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تثبت فيها المخابرات المغربية قوتها في استشعار واستباق الأحداث الإرهابية قبل وقوعها باعتراف دولي، حيث أصبحت رقما صعبا في محاربة الإرهاب، وتطلب عددا من الدول الأوربية خدماتها وخبراتها الأمنية، إذ سبق وكانت المخابرات المغربية سباقة إلى تنبيه فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وغيرها من الدول الاوربية والإفريقية.
ألم يتصل ملك بلجيكا بالملك محمد السادس يطلب مساعدة المخابرات المغربية لنظيرتها البلجيكية ؟ ألم يتصل الرئيس الفرنسي هولاند بالملك بل ويستقبله بالقصر الرئاسي ليشكره على الخدمات التي قدمتها المخابرات المغربية لباريز في محنتها مع الإرهاب؟ ألم يشهد دافيد كاميرون،رئيس وزراء بريطانيا، بقوة المعلومات المقدمة من المغرب لسلطات لندن؟ ألم توشح إسبانيا صدر الحموشي" مدير الديستي" بأرفع وسام تقديرا للدور الذي لعبته المخابرات المغربية في تجفيف منابع الإرهاب بإسبانيا؟ ألم تبني روسيا جسرا أمنيا مع المغرب عقب الزيارة الملكية لروسيا وتبصم على ذلك في البيان الختامي لتطويق الظاهرة الإرهابية؟ ألم يرسل المغرب مسؤولي أجهزة استخباراته إلى العديد من الدول الإفريقية التي اجتاحها الإرهاب واتصل رؤساؤها بالملك محمد السادس طلبا للدعم والتكوين؟
هذه هي الحيتيات التي جعلت كاتب المقال بجريدة "موندأفريك" يقول بان جهاز " الديستي" بالمغرب حقق سبقا استخباراتيا على العديد من الدول.
